• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيدأ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد شعار موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيد
شبكة الألوكة / موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

والذين إذا فعلوا فاحشة

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 7/1/2008 ميلادي - 28/12/1428 هجري

الزيارات: 52328

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

والذين إذا فعلوا فاحشة
(خطبة جمعة)


عباد الله:
إن النفس البشرية مهما بلغ من الصلاح والتقوى فإنها لاتخلوا من الزلات والخطيئات، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وقد ورد في الحديث القدسي: ((ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب، فاستغفروني أغفر لكم)).

والله سبحانه وتعالى قد بين للإنسان طريقًا يقيل به عثرته ويمحو زلته، فقد قال سبحانه وتعالى واصفًا عباده المتقين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾[1]

(الفاحشة) الفاحشة تطلق على كل معصية، وقيل الفاحشة الكبيرة، وظلم النفس الصغيرة، وقيل غير ذلك[2].

ومن هذه الآية يتبين أن الإنسان المسلم إذا زلت به القدم ووقع في المعصية فيجب عليه جملة من الأعمال هي:

1- ﴿ ذَكَرُوا اللَّهَ ﴾ [آل عمران: 135] أي ذكروه بألسنتهم، أو أخطروه في قلوبهم، أو ذكروا وعده ووعيده[3]. وقيل الخوف من الله والحياء منه، وقيل ذكروا العرض على الله، وقيل تفكروا في أنفسهم أن الله سائلهم عنه[4].

على العاصي أن يتذكر بعد وقوعه في المعصية وعيد الله على هذه المعصية:

فإذا زنا مثلاً....
وإذا سرق....
وإذا شرب الخمر....
وإذا كذب....

ويتذكر أيضًا يوم العرض على الله يوم يؤتى بكتابه لا يغادر صغير ولا كبيرة إلا أحصاها، يوم ينادى باسمه بين الخلائق ويفضح على رؤوس الأشهاد من الأولين والآخرين ومن الأنبياء والمرسلين.

ولابد أن يتذكر العاصي عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته عليه، وأن سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فكيف تجرأ العاصي على معصية مولاه العزيز الجبار، وهو مطلع عليه ومشاهد فعله.

كما لابد أن يتذكر العاصي نعمة الله عليه بهذه الجوارح التي عصى الله بها، وكيف قابل النعمة بالجحود، وبارز الله بالمعصية.

وقد يتعدى الذكر إلى اللسان باللجوء إلى الله باستغفاره والإنابة إليه والتضرع والخشية منه. كما قد يكون الذكر بالعمل الصالح كالصلاة، فقد قال الله سبحانه ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]، و عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، قال: وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر (رضي الله عنه) أنه قال: سمعت رسول الله ص يقول: ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له. ثم قرأ هذه الآية ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ ﴾ [5] إلى آخر الآية[6].

2- ﴿ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 135] أي طلبوا الغفران لأجل ذنوبهم. وهذا الواجب الثاني على من وقع في المعصية سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وهو المبادرة إلى الله سبحانه وتعالى بالاستغفار، ولكن الاستغافار الذي ينبع من القلب ينم على الندم على المعصية، والخشية من عقابها.

وقال القرطبي: قال علماؤنا: الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه: أستغفر الله، وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبائر. وروي عن الحسن البصري أنه قال: استغفارنا يحتاج إلى استغفار[7].

4- ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 135] أي لا يغفرها أحد إلا الله[8].

5- ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا ﴾ [آل عمران: 135] أي تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله من قريب، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقلعين عنها[9].


والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه من أهم الواجبات التي تتوجب على العاصي.


قال القرطبي: الباعث على التوبة وحل الإصرار هو إدامة الفكر في كتاب الله العزيز الغفار[10].



6- ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135] أن من تاب تاب الله عليه[11].

وإذا حقق الإنسان هذه الأمور مع جملة أمور ذكرها الله سبحانه وتعالى في صفات المتقين فقد كتب الله له الجزاء العظيم بقوله ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 136] [12].


 


 

[1] سورة آل عمران، الآية 135.

[2] الشوكاني، فتح القدير 1/381.

[3] الشوكاني، فتح القدير 1/382.

[4] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 4/135.

[5] سورة آل عمران، جزء من الآية 135. وتمامها: ﴿ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

[6] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة 2/180 واللفظ له، والترمذي في سننه، كتاب الصلاة 2 / 258، وابن ماجة في سننه، كتاب إقامة الصلاة 1 / 446، وحسنه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي 1 / 128، وصحيح سنن ابن ماجة 1/ 233، ومشكاة المصابيح 1 / 416.

[7] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 4/135.

[8] ابن كثير، تفسير القرآنه العظيم 1/408.

[9] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 1/408.

[10] الجامع لأحكام القرآن 4/136.

[11] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 1/409.

[12] ابن كثير، تفسيرالقرآن العظيم 1/404.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة