• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيدأ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد شعار موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيد
شبكة الألوكة / موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

إعلان الرياض

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 1/1/2008 ميلادي - 23/12/1428 هجري

الزيارات: 14152

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إعلان الرياض
خطبة الجمعة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئان أمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . 

عباد الله:

اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. 

عباد الله:
إن مجتمعنا بخاصة، والمجتمع العربي بعامة، كان ينتظر هذه القمة العربية التي انعقدت في بلد الخير والسلام، والتي تسعى إلى تحقيق أهداف سامية تصبوا إليها شعوب المنطقة، ومن أجَلِّ هذه الأهداف تحقيقُ الوحدةِ والتضامنِ بين الأخوة والأشقاء، وإن السائر في شوارع الرياض هذه الأيام ليسترعي انتباهه هذا الهدف واضحاً جلياً تحمله تلك اللوحات المعلقة، ولقد حققت القمة قدراً كبيراً في هذا الجانب ما لم تحققه قمةٌ قبلها، وهذا يلمسه كل متابع لفعاليات هذه القمة، وكل مستمع لتلك الكلمات التي تحدث بها الزعماء العرب وفقهم الله لكل خير، فكأنهم يتحدثون بلسان واحد فقد اتحدت بفضل الله آراؤهم وتوجهاتهم، لما فيه صالح هذه الأمة وشعوبها.

إن الوحدة والتضامن والاعتصام بحبل الله مطلب شرعي، قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ [آل عمران: 103]، فإن هذه الأمة - يا عباد الله - لن تقوم لها قائمة، ولن تتجاوز ما هي عليه من الضعف والهوان، ولن تكون قادرة على التغلب على أعدائها إلا باتحادها وتضامنها، وعودتها إلى كتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإن الفرقة والشتات والتنازع والبعد عن كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) سبب للذل والهوان وتسلط الأعداء، قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

عباد الله:
لم تكن الوحدة والتضامن الذي ظهر جلياً في هذه القمة هو المعيار الوحيد لنجاحها، بل إن هذه القمة تناولت جل القضايا المصيرية والحساسة للامة، كقضية فلسطين، وقضية العراق وقضية السودان وقضية الصومال وغيرها من القضايا الراهنة في المنطقة، لقد جاءت هذه القمة لتضع النقاط على الحروف وتعيد الأمور إلى نصابها، وإنه مما نستبشر به ونتفاءل أن تكون هذه القمة بدايةً حقيقةً لحل مشكلات المنطقة.

عباد الله:
إن أعداءنا، والذين كان لهم دور رئيس في كثير من المشكلات التي تعيشها المنطقة، لا يريدون وحدة الأمة ولا حلاً لمشكلاتها، فهاهم اليهود يستبقون إعلان قمة الرياض برفض المبادرة العربية للسلام . وليس غريباً على هذه الشرذمة من البشر ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ﴾ [المائدة: 82].

فهؤلاء اليهود لا يعترفون بالقرارات الدولية ولا بالحقوق الشرعية، وليس غريباً على أمة تجرأت على ربها وعلى رسله أن تتعدى على البشر وتستولي على الأراضي وتستبيح الحرمات. إن أمتنا العربية بحاجة ماسة لم شملها والاعتماد بعد الله سبحانه وتعالى على نفسها لحل مشكلاتها وعدم الركون على غيرها .

عباد الله:
لقد كان للقيادة الحكيمة لهذا البلد الأثر الكبير فيما توصلت إليه القمة العربية من نتيجة مشرفة في الوحدة والتضامن، وليس هذا غريباً على قيادتها الرشيدة فخادم الحرمين الشريفين حفظه الله حريص على وحدة الصف ولم الشمل، فهاهو اجتماع مكة قد جمع الفلسطينيين ونتج عن ذلك حكومةُ الوحدةِ الوطنيةِ الفلسطينية، والمساعي جارية لجمع اللبنانيين.

ولا شك أن إصلاح ذات البين من أفضل الأعمال، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والقيام؟))، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((إصلاح ذات البين))؛ رواه ابن حبان.

ولقد قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [النساء: 114]، كما أمر الله سبحانه وتعالى به حين قال: ﴿ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

إن الحمد لله ....

عباد الله:

إن رقي هذه الأمة ووحدتها على الحق ونصرتها ليست مسؤولية القادة وحدهم، بل مسؤولية المجتمعات، والأسر، والأفراد رجالاًً ونساءً، فكل له نصيب وكل عليه واجب في هذا الشأن.

فالمجتمعات فيما بينها لابد أن تكون متكاتفة متآلفة قائمة بالحق مظهرة له، قامعة للباطل بعيدة عنه، مظهرة بينها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تشد على يد الصالح وتشجعه، وتأخذ على يد العاصي وتردعه، تسد رمق الجامع، وتكسو العاري، وتعين المحتاج وتفرج كربة المكروب من أبنائها، تتفقد المساكين، وتنصر المظلومين، تنشئ في محيطها كل ما من شأنه رفع المستوى الديني والاجتماعي والثقافي والصحي لأفراد المجتمع، من مؤسسات تعليمية وجمعيات خيرية ومراكز صحية ونحو ذلك.

عباد الله:

وكما أن المجتمعات تتحمل عبئاً من رقي الأمة ونهضتها وقيامها من كبوتها، فكذلك الأسر أيضاً تتحمل جزءاً من هذا العبء، فهي المحضن الأول لتربية النشء من بنين وبنات، فالأولاد يتعلمون من أسرهم قبل أن يتعلموا من مدارسهم ومجتمعاتهم، ومسؤولية الوالدين في تربية الأبناء والبنات أكبر من مسؤولية المدارس والمجتمعات ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمراة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ...)) الحديث؛ رواه البخاري.

وينشأ ناشئ الفتيان فينا  ♦♦♦ على ما كان عوده أبوه


فالأب مسؤول عن تعليم ابنه أمور دينه ودنياه، مسؤول عن تعليمه الصلاة مثلاً وتعويده أداءها في المسجد مع جماعة المسلمين، مسؤول عن تعليمه الأخلاق الحسنة وتحذيره من الأخلاق الرديئة... فإن الأمة لا تتقدم التقدم الحقيقي إلا بأفراد صالحين.

عباد الله:

إننا كأفراد في هذه الأمة، علينا واجب تجاهها، ولنا دور لا بد أن نقوم به، وليست المسؤولية هي فقط مسؤولية قادة ومجتمعات وأسر، بل هي مسؤولية فردية أيضاً، فليسأل كل منا نفسه، ماذا قدم لرقي أمته ونهضتها، هناك من لا يفكر فقط إلا فيما يكسبه هو من الأمة، ولا يفكر أبداً ماذا قدم للأمة .

 

إن الذي يعيش لنفسه يعيش صغيراً ويموت صغيراً، ولكن الذي يعيش لأمته بحق يعيش كبيراً ويموت كبيراً . لو تأملنا تاريخ أمتنا فإن عظماء الرجال ليسوا أولئك الذين يعيشون لذواتهم، ولكنهم أولئك الذين قدموا لأمتهم.


أخي المسلم:

لا تتصور أن الأمر عسير، بل هو يسير، فإن كنت موظفاً أو عاملاً فإن إخلاصك في عملك وحرصك على تطوير نفسك ورفع قدراتك هو مساهمة منك لرفعة أمتك، وإن كنت طالباً فإن جدك في دراستك ومواصلتك مسيرتك العلمية في تخصص نافع لك ولأمتك، هو مساهمة قيمة منك . وإن كنت تاجراً فإن توفير السلع النافعة بأسعار معقولة هو مساهمة منك في رقي الأمة وسد احتياجاتها . وأياً ما كنت ومهما كان عملك فإن لك مساهمةً يمكنك القيامَ بها لرقي الأمة ونهضتها، فالأمة تحتاج إلى الكثير كما تحتاج إلى مساهمة كل فرد من أفرادها، وبالجملة فإن صلاح الأفراد صلاحٌ للمجتمعات ونهوض بالأمم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة