• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيدأ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد شعار موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيد
شبكة الألوكة / موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

لقاء إذاعي - أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه)

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 15/11/2007 ميلادي - 5/11/1428 هجري

الزيارات: 37013

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه)
لقاء إذاعي 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، أيها المستمعون الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم مع حلقة جديدة من برنامجكم (مع الصحابة في رمضان) لنعيش مع صحابي جديد وموقف جديد في هذا الشهر الكريم، ذلكم الصحابي هو أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه).

هو أبو سعيد سعد بن مالك بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، مشهور بكنيته، لم يشهد أحداً لصغر سنه، وشهد ما بعدها، قال حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه: كان من أفقه أحداث الصحابة، وقال الخطيب: كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثاً كثيراً.

ومن طريق عطية عن أبي سعيد قال: قتل أبي يوم أحد شهيداً، وتركنا بغير مال، فأتيت رسول الله ص أسأله، فحين رآني قال: من استغنى أغناه الله، ومن يستعفف يعفه الله، فرجعت، وأصل الحديث في الصحيحين من طريق عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري بقصة أخرى، ولفظه: أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله ص فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: ((ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر))[1]. وكان أبو سعيد ممن حفظ عن النبي ص سنناً كثيرة، وروى عنه علماً جماً، وكان من علماء الأنصار ونجبائهم، وفضلائهم.

ومع مكانة أبي سعيد (رضي الله عنه) وصحبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن الخوف من الله قد ملأ عليه قلبه، فعن العلاء ين المسيب عن أبيه عن أبي سعيد قلنا له هنيئاً لك برؤية رسول الله ص وصحبته، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. وأي أحداث أحدثها أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه)؟! ولكنها التقوى والخوف على الإيمان، ولقد وصف الله سبحانه وتعالى عباده المتقين بالخشية كما في قوله سبحانه {الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون}[2].

أيها المستمعون الكرام:
ومما يتعلق بحال أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في شهر رمضان: ما ورد في صحيح مسلم عن أبي سلمة قال: تذاكرنا ليلة القدر، فأتيت أبا سعيد الخدري (رضي الله عنه) وكان لي صديقا، فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل، فخرج وعليه خميصة، فقلت له: سمعت رسول الله ص يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله ص العشر الوسطى من رمضان، فخرجنا صبيحة عشرين، فخطبنا رسول الله ص فقال: ((إني أريت ليلة القدر وإني نسيتها أو أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من كل وتر، وإني أريت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله ص فليرجع)) قال فرجعنا وما نرى في السماء قزعة، قال: وجاءت سحابة فمطرنا حتى سال سقف المسجد وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله ص يسجد في الماء والطين، قال: حتى رأيت أثر الطين في جبهته[3].

في هذا الحديث يبين لنا أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) حالهم مع رسول الله ص في تحري ليلة القدر، حيث كانوا يعتكفون معه في المسجد، وهكذا كانت حالهم (رضي الله عنهم) فقد كانوا شديدي الحرص على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم  في طاعته لربه، كما قال الله سبحنه وتعالى عنهم {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}.

فهذا أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) يحدث عن اعتكافهم مع رسول الله ص في العشر الوسطى من رمضان، فخرجوا من معتكفهم بعد انقضائها، ولكن رسول الله ص رأى رؤيا تفيد أن ليلة القدر التي يطلبون أمامه أي في العشر الأخير، فأخبر صحابته ص بذلك، فرجعوا إلى معتكفهم طلباً لهذه الليلة العظيمة، وكانت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيد أن علامة تلك الليلة أن يسجد عليه الصلاة والسلام في ماء وطين.

ويقول أبو سعيد (رضي الله عنه): وجاءت سحابة فمطرنا حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله ص يسجد في الماء والطين، وكان ذلك ليلة إحدى وعشرين من العشر الأخير من رمضان.

أيها المستمعون الكرام:
لقد أدرك صحابة رسول الله ص معه تلك الليلة العظيمة، ليلة القدر، فقد وفقهم الله سبحانه وتعالى لها بعد أن كانوا حريصين على طلبها وتحريها، وطابت نفوسهم بإدراكها، بعد أن رأوا تلك العلامة التي أخبر رسول الله ص أنها في صبيحتها، وهي سجوده ص في الماء والطين، تلك الليلة العظيمة التي قال الله - سبحانه وتعالى - في شأنها: {إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر} فالعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر. يالها من ليلة ! حري بالمسلمين أن يحرصوا على تحريها وطلبها.

أيها المستمعون الكرام:
حري بنا أن نجد ونجتهد، ومن الجد الاعتكاف في المساجد، طلباً لهذه الليلة المباركة، كما في قوله سبحانه {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}. والجد والاجتهاد والاعتكاف في المساجد متيسر لعامة الناس، فهم من فضل الله في أمن واستقرار ورغد من العيش، تتيسر لهم معها أمور العبادات، فلم يشغلهم الفقر في الكد وطلب القوت، ولم تذهلهم الفتن والمحن التي تصيب بعض المجتمعات.

كما لا يفوتنا - أيها المستمعون الكرام - في هذا الموقف أن ننبه إلى طلب أبي سلمة صديق أبي سعيد الخدري، أن يخرج به إلى النخل، وذلك من أجل الاستفادة من علمه والتمكن من سؤاله عما يريد، وفي المقابل نجد الاستجابة من أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) لهذا الطالب وإفادته بحديث رسول الله ص، وهكذا هي حال المؤمنين يستفيدون ويفيدون.

أيها المستمعون الكرام:
في الختام نسأل المولى جل وعلا أن يلهمنا رشدنا، وأن يوفقنا لصلاح ديننا ودنيانا.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وإلى أن ألقاكم أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] الجامع الصحيح، كتاب الرقاق، حديث رقم 6470.
[2] سورة الأنبياء، الآية 49 .
[3] صحيح مسلم، كتاب الصيام، رقم 1167.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة