• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون

ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 4/11/2025 ميلادي - 14/5/1447 هجري

الزيارات: 187

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ [الحجر: 97]


إن هذه الكلمات الربانية في هذه الآية الكريمة، تعبِّر عن حالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يشعُر به في صدره في سبيل تحمُّل الرسالة وتبليغها للبشرية جميعًا، وما يُكابده من معاناة وكيد الكفار، ومكر الماكرين من شياطين الإنس والمنافقين في الصف المسلم، هذا البيان الرباني يعيشه كلُّ مؤمن حق الإيمان، يحمل في قلبه همَّ دعوته للإسلام، وإن كانت هذه الفئة من المؤمنين قليلة جدًّا في هذا العصر.

 

كم يعاني المسلم في هذا الظرف الحالي، وما يقع من هجمة الكفر والصهاينة على الإسلام في عالمنا الإسلامي، إنه كبشرٍ لا يَملِك نفسه أن يَضيق صدرُه وهو يسمع الشرك بالله، ويسمع الاستهزاء بدعوة الحق، فيَغار على الدعوة ويغار على الحق، ويَضيق بالضلال والشرك.

 

إن ما نراه من تدمير الأخضر واليابس، وويلات أهل غزة من بطش اليهود بالمسلمين أطفالًا ونساءً وشيوخًا، لا أمن ولا أمان، ولا سكن ولا خيام، ولا طعام ولا ماء، والقنابل تدمِّر المنازل فوق رؤوس الأحياء، فيدفنون أحياء تحت الركام.

 

هذه الظروف العصيبة من تآمُر اليهود ومن شايعهم، وأتباعهم من المنافقين داخل الصف المسلم، ولا مغيث، ولا حتى مَن يستنكر، بل هناك من يُلقي باللوم على أهل غزة، لماذا يدافعون عن أنفسهم، ولماذا لا يسلمون رقابهم لليهود!

 

كل هذا يقطع القلوب المسلمة ويؤرِّق النفوس، ويُلهب المشاعر؛ لذلك كان التوجيه الرباني لكل مسلم حقَّ الإسلام التمسكَ بدينه، وعدم موالاة أهل الكفر والنفاق، ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 98، 99].

 

لهذا يأمر ربُّنا كلَّ مسلم أن يسبِّح بحمد ربه ويعبُده، ويلوذ بالتسبيح والحمد والعبادة مِن سوء ما يَسمَع من القوم، ولا يَفتُر عن التسبيح بحمد ربِّه طول الحياة؛ حتى يأتيه اليقين الذي ما بعده يقينٌ، الأجل، فيمضي إلى جوار ربه الكريم.

 

وبذلك يكون الإعراض عن الكافرين واللواذ بجوار الله الكريم؛ أولئك الكافرون الذين سيأتي يوم يَودُّون فيه لو كانوا مسلمين.

 

إن الصدع بحقيقة هذه العقيدة، والجهر بكلِّ مقوماتها وكل مقتضياتها، ضرورة من ضرورات الدعوة للإسلام؛ فالصدع القوي النافذ هو الذي يَهز الفطرة الغافية، ويوقظ المشاعر المتبلِّدة، ويقيم الحجة على الناس؛ ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ﴾ [الأنفال: 42].

 

أما التدسُّس الناعم بهذه العقيدة، كما يقوم به الكثير من تجار الدين، ليحقِّق بها منافع دنيوية من مال، أو سلطة، أو جاه، فهذا ليس من طبيعة الدعوة الصحيحة بهذه العقيدة القوية.

 

والصدع بحقيقة هذه الحقيقة لا يعني الغلظة المنفرة، والخشونة وقلة الذوق والجلافة! كما أن الدعوة بالحسنى لا تعني التدسُّس الناعم، وكتمان جانبٍ من حقائق هذه العقيدة وإبداء جانبٍ، وجعل القرآن عضين، لا هذه ولا تلك، إنما هو البيان الكامل لكل حقائق هذه العقيدة في وضوح جلي، وفي حكمة كذلك في الخطاب، ولطفٍ ومودة ولينٍ وتيسير.

 

وليست وظيفة الإسلام أن يصطلح مع التصورات الجاهلية السائدة في الأرض، ولا الأوضاع الجاهلية القائمة في كل مكان، لم تكن هذه وظيفته يوم جاء، ولن تكون هذه وظيفته اليوم ولا في المستقبل، فالجاهلية هي الجاهلية، والإسلام هو الإسلام، فالجاهلية هي الانحراف عن العبودية لله وحده، وعن المنهج الإلهي في الحياة، واستنباط النُّظم والشرائع والقوانين، والعادات والتقاليد والقيم والموازين، من مصدر آخر غير المصدر الإلهي، والإسلام هو الإسلام، ووظيفته هي نقل الناس من الكفر إلى الإسلام.

 

وهذه الحقيقة الأساسية الكبيرة هي التي يجب أن يَصدَعَ بها أصحاب الدعوة للإسلام، ولا يُخفوا منها شيئًا، وأن يُصروا عليها مهما لاقَوْا من البطش والتنكيل، وتَملمُل الجماهير، ومكر المنافقين والمتصهينين؛ ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99].

 

هنا يكون المسلم في حالة راحة نفسية، وتكون المعية مع الله، وتكون النفس مطمئنةً لكل قضاء ربها وحكمته؛ ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة