• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

طبيعة العلم من المنظور الإسلامي

طبيعة العلم
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 5/5/2025 ميلادي - 7/11/1446 هجري

الزيارات: 197

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طبيعة العلم من المنظور الإسلامي

 

هذه رسالة إلى أصحاب العلم من المعلمين وطلاب العلم والدارسين لعلها تكون لهم هداية من الله في سبيل تعلم العلم وتعليمه.

 

1- العلم كله من عند الله:

إن العلم بقسميه: علوم الوحي، والعلوم المكتشفة كلها من عند الله.

 

فعلوم الوحي منزلة من عند الله مباشرة عن طريق الوحي، والعلوم المكتشفة ( العقلية ) أيضا من عند الله فهي موجودة في الأصل يعمل بها هذا الكون بكل مشتملاته.

 

وقد خُلق الإنسان وهو لا يدري عن هذه العلوم شيئًا رغــم وجودها، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 87].

 

ولكنه زوده بوسائل الإدراك والبحث عن هذه العلوم من سمعٍ وبصر وأفئدةٍ، فما يكتشفه الإنسان من أسرار هذا الكون، هو ما يوفقه الله عز وجل إلي اكتشافه بمشيئته وإذنه: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة:255].

 

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجن: 26-27]

 

فحقائق الكون لا يبتكرها الإنسان، وإنما كانت مستورة عنه، واكتشافه لها – بإذن الله وتوفيقه – جعله ينتفع بها في دائرة أوسع لأنها كانت تؤدى دورها ومهمتها قبل أن يكتشفها فالموجات الكهربية والمغناطيسية كانت موجودة قبل معرفة الإنسان لها، وعندما شاء الله أن يعرفها الإنسان تم استخدامه لها في مجالات عديدة لخدمة حياته ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].

 

وعلى ذلك يجب أن نعي تماما أن الله عز وجل يساعد الإنسان على كشف ما يشاء من المستور عليه في هذا الكون، والإنسان بهذا الكشف لا يخلق ولكن يستنبط ويستقرئ ما هو مستور عن عقله، وعليه فإن ما لم يدركه الإنسان بعقله ليس معدومًا، بل هو كائن، ولكن لم يشأ الله بعدُ أن يكشف عنه للإنسان حتى يحين الوقت الذي يشاء الله فيه أن يظهره له.

 

2- لا حدود لمدى العلم واتساعه بالنسبة للإنسان:

حيث إن العلم كله من عند الله، فإن العلم لا حدود له عمقًا واتساعًا وتنوعًا بالنسبة للإنسان، فكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بالكشف عن جديد في نواحي العلم المختلفة بل وكشف علوم جديدة لم يكن للإنسان علم بها من قبل. بل إن وتيرة هذه الاكتشافات تتزايد يومًا بعد يومٍ بسرعة مذهلة، ورغم ذلك وبمرور السنون ومع هذه السرعة في الاكتشافات البشرية فإن مخزون العلم من الضخامة والاتساع بما لا يمكن لإنسان أن يحيط به ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾[الإسراء: 85].

 

﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ [الكهف: 109].

 

﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27]

 

3- إن سعي الإنسان لاكتشاف العلم شرط ضروري للوصول إلى المعرفة:

فالمعرفة أصلا موجودة ويعمل بها الكون ولكن لا يكتشفها الإنسان إلا بعد سعيه وبحثه عنها، وهذا لا يتأتى إلا بعد شعور الإنسان بحاجته إلى هذه المعرفة، فالحاجة - كما يقال – أم الاكتشاف. والحاجة تدفع الإنسان للعمل والبحث عن حلٍ لمشكلاته، وهنا تأتى مشيئة الله عز وجل لكشف المستور لإشباع حاجة الإنسان وحل مشاكله، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى* فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل 4-10].

 

وكما نلحظ من الآيات فإن اكتشاف العلم لا يخص الله به المؤمن فقط، بل يعم به غير المسلم أيضا، ولكن كل حسب رغبته في سعيه للدنيا أم للآخرة، فغير المؤمن عندما يسعى للحصول على العلم من أجل الدنيا ييَسِّر الله له ذلك، وليس له في الآخرة من ثواب أما المؤمن الذي يسعى ويتقي الله فإنه ينال الدنيا والآخرة معًا ﴿ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: 200 - 2002].

 

ومن هنا كان على المؤمن إلى جانب سعيه وبحثه عن المعرفة من أجل تعمير الأرض طاعة لله أن يكون ذلك مصحوبًا بتقوى الله عز وجل.

 

قال الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا ﴾ [الطلاق:2].

 

وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً﴾ [الطلاق:4].

 

ومن قوله أيضا: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:282].

 

ولقد حرصت دول العالم على إنشاء مراكز الأبحاث وخصصت لها الكثير من مواردها المالية والبشرية وأصبح هناك المتخصصون في هذه المراكز، حيث شغلهم الشاغل هو البحث العلمي، كما أولت الدول اهتماما كثيرا بتعليم أبنائها وسائل البحث العلمي ومهاراته.

 

4- لا تعارض بين حقائق الوحي والحقائق الكونية التي يكتشفها الإنسان... وإذا كان كل العلم من عند الله عز وجل سواء ما أوحى به الله للبشرية عن طريق الوحي أو العلم الذي يسير به الكون ويعمل به ويكشفه الله لهم، لذلك لا يكون هناك تعارض بينهما ولكن ما يكتشفه الإنسان يجب أن يطابق ما جاء به الوحي، وإذا كان هناك من شبهة تعارض فإن ذلك لا يكون راجعًا إلى تعارض بين الحقيقة الكونية وحقيقة الوحي ولكن يكون التعارض في فهم الإنسان سواء فهمه لحقيقة الوحي أو فهمه لحقيقة الكون، فإما أن يكون ما توصل إليه الإنسان عن الكون غير صواب، أو أن تفسير الإنسان لما جاء به الوحي تفسير غير صحيح.

 

5- غاية العلم هي تطبيق منهج الله في الحياة.

فالعلم كل العلم غايته بالنسبة للإنسان هو تحقيق خلافة الإنسان لله في الأرض وتعميرها على منهج الله، وبذلك يكون كل عمل الإنسان ما هو إلا عبادة لله، فالعبادة لا تقتصر على شعائر التعبد به فحسب، ولكن تشمل جميع جوانب سلوك الإنسان في جميع جوانب حياته، وتحيط بجميع نشاطات الإنسان في الاعتقاد والمعاملات والأخلاق ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي ﴾ [الذاريات: 56].

 

﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].

 

فالعلم غايته تطبيق منهج الله في كل مكان وكل زمان وكل الأمور لخدمة كل الناس، فالإنسان في بحثه يزداد معرفة بربه، فيعبده حق عبادته، اعتقادا بوحدانيته، عملا بالشريعة والتزاما بمنهجه، كما أن العلم يؤهل الإنسان للارتقاء بالحياة وفق معطيات العصر، ويكون هذا موجها نحو تحقيق سعادة الإنسان ذاته وجميع بني جنسه على وجه الأرض، فالمسلم لا يعيش في معزل ولا يعمل لذاته فقط، بل هو عنصر في جماعة المسلمين، وعضو في المجتمع الإنساني كله ﴿ الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1].

 

﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 151].

 

والمتدبر للآيات السابقة يدرك أن الأمة الإسلامية مكلفة من الله عز وجل لقيادة العالم لإخراجها مما هي فيه من ضلال وعبودية الطواغيت وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأن تكون الحاكمية لله وحده وليست للشرعية الدولية التي تقودها الدول غير الإسلامية للسيطرة على العالم وتسخيره لمجموعة من الجبابرة الطغاة.

 

إن هذه الأمة الإسلامية بما لديها من العلم الذي أنزله الله عليها باللغة العربية هي أكثر فهما لما أنزله الله وأقدر على قيادة العالم وإخراجه مما فيه من ضلال وفوضى وظلم كما فعل المسلمون الأوائل في عهد الخلفاء الراشدين حيث أخرج المسلمون الفرس والرومان من ظلم وبطش حكامهم الكفرة إلى نور الإيمان حيث عاشوا في ظل الإسلام حياة كريمة عزيزة.

 

6- طلب العلم فريضة على كل مسلم:

إذا كان العلم هو وسيلة الإنسان في تعمير الأرض وخلافة الإنسان لله في الأرض فقد جعل الله طلب العلم فريضة على المسلم يجب القيام به، كما أن طلب العلم عبادة لله عز وجل، فحقائق العلم هي آيات الله، والتأمل في آيات الله عبادة، والانتفاع بها في عمارة الأرض هو وظيفة الإنسان والغاية من خلقه.

 

فطلب العلم فريضة كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طلب العلم فريضة على كل مسلم "، كما كان أول ما نزل على الرسول من القرآن: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1-5].

 

وما يؤكد أن طلب العلم فريضة هو أن أي عمل لا بد أن يؤسس على نية، وأن النية لا بد أن تؤسس على علم، أي أن العلم والنية لا بد أن يسبقان القيام بالأعمال، فلا يمكن للمسلم أن يصلى ما لم يعلم أن الصلاة فريضة وأن لها أركاناً وسننا ومواقيت وغير ذلك مما لا يمكن أداء الصلاة إلا بمعرفته، ويتلو ذلك نية المسلم قبل أداء الصلاة، لذلك فقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية النية بالنسبة للأعمال فقال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".

 

وطلب العلم إما أن يكون فرض عين على المسلم، وإما أن يكون فرض كفاية، فهناك علوم عينية على كل مسلم ومسلمة لا يصح الإسلام إلا بها كالعقيدة والعبادات والمعاملات، فالمسلم يلزمه معرفة الطهارة والصيام وإذا كان له مال وجب عليه معرفة الزكاة، وإذا باع وجب عليه معرفة البيوع.

 

أما فرض الكفاية فهي العلوم التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين كعلوم الصناعة والطب والاقتصاد والاجتماع … الخ وإذا لم يوجد من المسلمين من يقوم بها أثمت الأمة كلها كالحاجة إلى المجتهدين وأهل الذكر سواء بسواء ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة