• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك

ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 9/3/2024 ميلادي - 28/8/1445 هجري

الزيارات: 2302

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ ﴾ [البقرة: 258]

 

أيها المسلم الكريم إن هناك مثالًا يتكرر في الحياة الدنيا مرارًا وتكرارًا. يحكيه لنا ربنا، لبين لنا طبيعة هذه الحياة وما يحدث فيها، وكيف يكون موقف المسلم الحق في مثل هذه الحالات.

 

قال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43].

 

وقال جل جلاله: ﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [إبراهيم: 25].

 

وقال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].

 

هذا المثال في الآية الكريمة:

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258].

 

في تلك الآية حوار يعرضه الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم علينا كمسلمين في أسلوب التعجيب من هذا المجادل، الذي حاج إبراهيم في ربه؛ وكأنما مشهد الحوار يعاد عرضه من ثنايا التعبير القرآني العجيب.

 

هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته؛ لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟

 

فهل رأيت أيها المسلم: جرأة هذا الملك، وتجاهله وعناده ومحاجته فيما لا يقبل التشكيك، وما حمله على ذلك إلا ﴿ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ ﴾ فطغى وبغى ورأى نفسه مترئسًا على رعيته، فحمله ذلك على أن حاج إبراهيم في ربوبية الله فزعم أنه يفعل كما يفعل الله. فقال: أنا أحيي وأميت!

 

إن هذا مثال لهؤلاء الذين أعطاهم الله الملك، وأنعم عليهم بهذه النعمة، فما كان من بعضم إلا أن أقدم على الضلال والطغيان، فبطر وتكبر ولم يشكر الله سبحانه على هذه النعمة، بل استعملها في غير ما خلقت له.

 

وهذا واقع في كل الأزمنة نشاهده، وتبتلى به البشرية، وتعاني من تجبر هؤلاء وظلمهم. فهو ابتلاء للجميع يختبر به كل إنسان على بسيطة هذه الأرض.

 

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام: 123]

 

إن هذا الملك المنكر المتعنت إنما ينكر ويتعنت للسبب الذي كان ينبغي من أجله أن يؤمن ويشكر. فقد جعل الله في يده السلطان! لقد كان ينبغي أن يشكر ويعترف، لولا أن الملك يطغي ويبطر من لا يقدرون نعمة الله، ولا يدركون مصدر الإنعام. ومن ثم يضعون الكفر في موضع الشكر، ويضلون بالسبب الذي كان ينبغي أن يكونوا به مهتدين! فهم حاكمون لأن الله حكمهم، وهو لم يخولهم استعباد الناس بقسرهم على شرائع من عندهم. فهم كالناس عبيد لله، يتلقون مثلهم الشريعة من الله، ولا يستقلون دونه بحكم ولا تشريع!

 

أي إجرام هذا الذي تعانيه البشرية من تسلط هؤلاء على رقاب العباد، وأي كفر هذا، أن يدعي عبدٌ لنفسه ما هو من اختصاص الرب، وأن يستقل حاكم بحكم الناس بهواه دون أن يستمد قانونه من الله!

 

لقد كان رد إبراهيم عليه السلام، ردًا علميًّا بارعًا ومهذَّبا للغاية، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 258].

 

وهنا نجد أن إبراهيم عليه السلام عدل عن السنة الكونية الخفية، [الإحياء والإماتة] إلى سنة أخرى ظاهرة مرئية، وعدل عن طريقة العرض المجرد للسنة الكونية والصفة الإلهية في قوله: ﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ إلى طريقة التحدي، وطلب تغيير سنة الله لمن ينكر ويتعنت ويجادل في الله؛ ليريه أن الرب ليس حاكم قوم في ركن من الأرض، إنما هو مصرف هذا الكون كله. ومن ربوبيته للكون يتعين أن يكون هو رب الناس المشرع لهم قال إبراهيم: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ﴾.

 

وهي حقيقة كونية مكرورة كذلك؛ تطالع الأنظار والمدارك كل يوم، ولا تتخلف مرة ولا تتأخر، وهي شاهد يخاطب الفطرة - حتى ولو لم يعرف الإنسان شيئا عن تركيب هذا الكون، ولم يتعلم شيئا من حقائق الفلك ونظرياته؛ ﴿ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ﴾.

 

إن التحدي قائم، والأمر ظاهر، ولا سبيل إلى سوء الفهم، أو الجدال والمراء.. وكان يجب على هؤلاء التسليم والإيمان. ولكن الكبر عن الرجوع إلى الحق يمسك بالذي كفر، فيبهت ويبلس ويتحير. ولا يهديه الله إلى الحق؛ لأنه لم يتلمس الهداية، ولم يرغب في الحق؛ ولم يلتزم القصد والعدل، ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258].

 

بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه.

 

وهذا مثال يتزود به أصحاب الدعوة في مواجهة المنكرين؛ وفي ترويض النفوس على تعنت المنكرين! متخذين من إبراهيم عليه السلام قدوة في الدعوة بفطنة وعلم وذكاء، دون استخدام أساليب غير أخلاقية. كالسب واللعن وتسفيه الأخر. كما نراه من كثير من دعاة الفرق المختلفة. الذين أساءوا للإسلام، وفرقوا المسلمين.

 

فهل لنا أن نقتدي بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، إيمانًا، وتوحيدًا، وعلمًا، وخلقًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اللهم لا تجعلنا منكرين ولا متعنتين
مجدي خاطر - مصر 09-03-2024 08:15 PM

اللهم إنا نسألك هداك، وأن ترزقنا إيمان وتوحيد وعلم وخلق نبيك إبراهيم عليه وعلى نبيك محمد أفضل الصلاة والسلام. شكرا جزيلا لحضرتك فضيلة الأستاذ الدكتور. جعل الله جهدكم في ميزان حسناتكم بإذن الله تعالى. حفظكم الله بحفظه وشملكم برعايته.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة