• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (2)

واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (2)
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 31/1/2024 ميلادي - 20/7/1445 هجري

الزيارات: 2467

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35] (2)

 

ما أحوجنا نحن المسلين في هذا الوقت بالذات أن نقتدي بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وندعو مثله بهذا الدعاء: ﴿ وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، فقد كثرت الأصنام، وبنيت لها معابد في بلاد المسلمين، على نفقة المسلمين، وبأيدي المسلمين!!

 

كثرت الأصنام وتعددت صورها، وأصبحت لها هيبة، وخشية، ومكانة تتغلغل في نفوس ضعاف الإيمان والمنافقين والذين يشركون مع الله شركاءهم. واستشرى ضلال البشرية بهذه الأصنام، وفسدت الحياة بها، وكثر الفسق والمعاصي والشرك بأشكاله المختلفة في بقاع الأرض.

 

علينا أن نعود إلى كتاب ربنا نقتبس منه النور فنجد ذلك النموذج الكامل للإنسان الذاكر الشاكر إبراهيم عليه السلام.

 

فقد كان إبراهيم عليه السلام مدركًا لخطورة تلك الأصنام على ذريته فكان دعاؤه ربه: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾ [إبراهيم: 35، 36].

 

ويبدو لنا هنا في دعوة إبراهيم عليه السلام تسليمُه المطلق لربه، والتجاؤه إليه في أخص مشاعر قلبه، فهو يدعوه أن يجنبه عبادة الأصنام هو وبنيه، ويستعينه بهذا الدعاء ويستهديه.

 

وهنا يبرز لنا في نور هذا النداء أن هذه نعمة من نعم الله، أن يخرج القلب من ظلمات الشرك وجهالاته إلى نور الإيمان بالله وتوحيده، فيخرج من التيه والحيرة والضلال والشرود إلى المعرفة والطمأنينة والاستقرار والهدوء. ويخرج من الدينونة المذلة لشتى الأرباب، إلى الدينونة الكريمة العزيزة لرب العباد... إنها لنعمة يدعو إبراهيم ربه ليحفظها عليه، فيجنبه هو وبنيه أن يعبدوا الأصنام.

 

فيصور هذا الدعاء هذا المشهد الضارع الخاشع الذاكر الشاكر، ليرد الجاحدين إلى الاعتراف، ويرد الكافرين إلى الشكر، ويرد الغافلين إلى الذكر، ويرد الشاردين من أبنائه إلى سيرة أبيهم لعلهم يقتدون بها ويهتدون.

 

وقد بين الله سبحانه وتعالى أنه قد أجاب إبراهيم عليه السلام في بعض ذريته دون بعض، ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴾ [الصافات: 109 - 113].

 

إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم - عليه السلام - ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها، لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي قد نتصورها، مجسمة في أحجار أو أشجار، أو حيوان أو طير، أو نجم أو نار، أو أرواح أو أشباح... إن صور الشرك لا نهاية لها، ولا بد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك المخالف لشهادة أن لا إله إلا الله، الذي يتمثل في كل وضع وفي كل حالة لا تكون فيها الدينونة في كل شأن من شؤون الحياة خالصة لله وحده.

 

ويكفي أن يدين العبدُ لله في جوانب من حياته، بينما هو يدين في جوانبَ أخرى لغير الله، حتى تتحقق صورة الشرك وقيقته.

 

إن العبد الذي يتوجه إلى الله بالاعتقاد في ألوهيته وحده؛ ثم يدين لله في الوضوء والطهارة والصلاة والصوم والحج وسائر الشعائر. بينما هو في الوقت ذاته يدين في حياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لشرائع من عند غير الله. ويدين في قيمه وموازينه الاجتماعية لتصورات واصطلاحات من صنع غير الله، ويدين في أخلاقه وتقاليده وعاداته وأزيائه لأرباب من البشر تفرض عليه هذه الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء - مخالفة لشرع الله وأمره - إن هذا العبد يزاول الشرك في أخص حقيقته؛ ويخالف عن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله في أخص حقيقتها... وهذا ما يغفل عنه الناس اليوم فيزاولونه في ترخصٍ وتميع، وهم لا يحسبونه الشرك الذي كان يزاوله المشركون في كل زمان ومكان!

 

كم من مسلم يركع أمام عبد قد أعطاه الله الملك، وكم من مسلم يكيل كلمات لا تقال إلا لرب العالمين: "ملك الملوك"، "ولي نعمتنا"، و"حامى حمانا".

 

فإذا رفعت " القومية " شعارًا، أو رفع " الوطن " شعارًا، أو رفع " الشعب " شعارًا، أو رفعت " الطبقة " شعارًا... ثم أريد الناس على عبادة هذه الشعارات من دون الله؛ وعلى التضحية لها بالنفوس والأموال والأخلاق والأعراض، بحيث كلما تعارضت شريعة الله وقوانينه وتوجيهاته وتعليماته مع مطالب تلك الشعارات ومقتضياتها، نحيت شريعة الله وقوانينه وتوجيهاته وتعاليمه، ونفذت إرادة تلك الشعارات - أو بالتعبير الصحيح الدقيق: إرادة الطواغيت الواقفة وراء هذه الشعارات - كانت هذه هي عبادة الأصنام من دون الله، وهذا واقعٌ نجده بكثرة في حياة المسلمين. بل ونجد من الدعاة من يشرعون لهذه الشعارات، يؤلون ويحرفون، ليعتبروها من الدين، إرضاء لغير الله.

 

فعلى الذين يظنون أنفسهم " مسلمين " وفي " دين الله " وهذا حالهم... عليهم أن يستفيقوا لما هم فيه من الشرك العظيم!!!

 

إن دين الله ليس بهذا الهزال الذي يتصوره من يزعمون أنفسهم " مسلمين " في مشارق الأرض ومغاربها! إن دين الله منهج شامل لجزئيات الحياة اليومية وتفصيلاتها. والدينونة لله وحده في كل تفصيل وكل جزئية من جزئيات الحياة اليومية وتفصيلاتها - فضلا على أصولها وكلياتها - هي دين الله، وهي الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، ولينظر الناس في كل بلد لمن المقام الأعلى في حياتهم؟ ولمن الدينونة الكاملة؟ ولمن الطاعة والاتباع والامتثال؟... فإن كان هذا كله لله فهم في دين الله، وإن كان لغير الله - معه أو من دونه - فهم في دين الطواغيت والأصنام... عياذًا بالله!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اللهم أعنا على طاعتك وحسن عبادتك
مجدى خاطر - مصر 31-01-2024 05:53 PM

شكرا جزيلا لحضرتك معالي الأستاذ الدكتور وجزاكم الله خيرا وحفظكم ورعاكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة