• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

فلا يكن في صدرك حرج منه

فلا يكن في صدرك حرج منه
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 23/6/2022 ميلادي - 23/11/1443 هجري

الزيارات: 9724

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

"فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ"


كلما قرأتُ هذه الآية: ﴿ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 2]، رأيتُ أنها تكشف عن واقع نعيشه في هذا الزمان بكل معنى الكلمة. فهناك حملةٌ مسعورةٌ من شياطين الإنس على كل من أراد أن يتحدث بهذا الكتاب (القرآن) في علمه، وعمله، وسلوكه، وحياته، فيوصَف بأوصاف: التخلف أو الرجعية أو معاداة الإنسانية أو معاداة...، ... وينال من التهكُّم عليه لدرجة أنه يشعر بالغربة في هذه الأرض بما رحُبت.

 

ويتعرض حاملُ دعوته والمنذرُ بكتاب الله للحرج كما تعرَّض له النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يواجه البشرية بغير ما تعوَّدت عليه من ظلام الشهوات، وظلام الطغيان والذل، وظلام العبودية للهوى الذاتي ولأهواء العبيد أيضًا!

 

لقد استدار الزمان، انتكست البشريةُ في تصوُّراتها الاعتقادية، إن صورة العقيدة قد مُسخت في تصور الكثير من البشرية في هذا الزمان، خاصة لامتلاك أعداء البشرية وسائلَ النشر والإعلام والتأثير في عقول ومشاعر بني البشر.
إن وجهَ الأرض اليوم بهذه الوسائل تغمُره المادية والحيوانية، والانغماس في الشهوات الجسدية وهوى النفس الأسِن.

 

إن الإسلام في مواجهة دائمةٍ لمثل ذلك إلى يوم القيامة، فعلى الإنسان إما السير بمنهج الله، وإما بهوى نفسه، واتباع شياطين الإنس والجن: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3].
هذه هي قضيةُ هذا الدين الأساسية، إنه إما اتباع لما أنزل الله فهو الإسلام لله، والاعتراف له بالربوبية، وإفراده بالحاكمية التي تأمُر فتُطاع، ويُتَّبع أمرُها ونهيُها دون سواه، وإما اتباع هوى النفس والأولياء من دون الله، فهو الشرك.

 

فالكتاب منزَّل للبشرية من ربِّهم، ليؤمنوا به ويتَّبعوه، هذا يعني الاتباع الكامل الشامل للبشرية في تصوراتها وأفكارها، وقِيَمها وأخلاقها، وعاداتها وتقاليدها، ونُظمها، وأوضاعها، واجتماعها واقتصادها، وروابطها بالله وبالكون وبالناس..
أيها المسلم الحق، يقول الله عز وجل لك: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175].

 

أيها المسلم الحق، سِرْ على بركة الله، ﴿ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ﴾ [الأعراف: 2]، هذا بلاغٌ من ربك لك، فعليك ألا يضيق صدرُك وألا ينتابك أيُّ شك أو اشتباه في كتاب ربك، بل لتعلم أنه تنزيلٌ من حكيم حميد، ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت: 42).

 

أنه أصدقُ الكلام، فلينشرِح له صدرُك، ولتطمئنَّ به نفسُك، ولتصدَع بأوامره ونواهيه، ولا تخشَ لائمًا أو معاديًا لله، ﴿ لِتُنْذِرَ بِهِ ﴾ كلَّ البشرية، فتَعِظَهم وتذكِّرهم، فتقوم الحجة على المعاندين، وليكون ﴿ ذكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾، كما قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، يتذكرون به الصراط المستقيم، وأعماله الظاهرة والباطنة، وما يحول بين العبد، وبين سلوكه.

 

أيها المسلم، لا تنشغل بما يقول أصحاب الفتن وما تنعق به أفواه أصحاب الضمائر الخربة والمتسولين على فتات الموائد، وانطلق في تحمُّل مسؤولياتك لنشر كل فضيلة وبثِّ الطمأنينة، وجلْب الخير لهذه البشرية بكتاب ربِّها، فثِقْ أنك تحمل لهؤلاء أنفسِهم الخيرَ كلَّ الخير، وإن كانوا هم أعداءَ أنفسهم، ولا يُبصرون ما تحمِله لهم من خيرٍ.

 

لا تعاديهم ولا تقِف عند ما يسببونه من ضررٍ، وتحمَّل أذاهم، وسِرْ على بركة الله فيما تقدِّمه من خير لكل البشرية، فهذا كتاب ربك، إذ يقول: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ [النساء: 63]، ﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 69]، ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات: 55).

 

هذا هو سبيلُك بأمر ربك، فتوكَّل على الله وكفى بالله وكيلًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة