• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

أصحاب الجدال من المفسدين

أصحاب الجدال من المفسدين
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 14/2/2022 ميلادي - 12/7/1443 هجري

الزيارات: 10395

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أصحاب الجدال من المفسدين

﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ﴾


عجبت كل العجب كأستاذ في التربية والتفكير ومناهج البحث أن أجد من الناس من يجادل بدرجة عالية جدًّا من الخداع والمكر والالتواء رغم أن كثيرًا منهم قد فشلوا في تعليمهم أو لم يحصلوا على تعليم.

 

فسألت نفسي من أين تعلَّم هؤلاء هذه الدرجة العالية من الجدال والخداع والمكر والالتواء؟

 

وقد عبر الله عن هذ المستوى من المكر فقال: ﴿ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ ﴾ (إبراهيم - 46).

 

وهذا يكثر وجوده في الحياة بشكل واضح؛ انظر قول الله: ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ (الأنعام: 123).

 

إن المجرمين يزاولون هذا المكر بدرجة عالية، من أين تعلموا هذا المكر؟

 

بطبيعة الحال لم أجد في مناهجنا التعليمية تعليم ذلك!!!

 

وسألت نفسي أن هؤلاء لو أردنا تعليمهم هذا التفكير في أرقى الجامعات وبأفضل الوسائل وأعلى مستوى من الأساتذة ما استطعنا لذلك سبيلا!!!

 

أين مصدر كل ذلك؟

ولكني وجدت ضالتي في هذا الموضوع؛ إذ قال ربي الحكيم الخبير: ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ (الأنعام: 121).

 

وأنا هنا لا أناقش جدال الكفار الذين أعلنوا كفرهم.

 

انظر أيها المسلم قول أخوة يوسف لأبيهم: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ * فلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾ (يوسف: 11 - 18).

 

أي جدال هذا، وأي مكر هذا؟! وإني لأعجب أشد العجب من قولهم لأبيهم: ﴿ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ انظر كيف يتهمون أباهم بأنه هو الذي على خطأ لعدم تصديقهم، ويصفون أنفسهم بالصدق، إنه وحي الشيطان.

 

فقد جاء قول الله على لسان يوسف بصورة خجولة متأدبة رقيقة: ﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ (يوسف: 100).

 

ولنعلم أن شياطين الإنس أشد مكرًا من شياطين الجن، انظر قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴾ (الأنعام: 112 - 113).

 

 

فالشياطين يعلم بعضهم بعضًا من الطرفين.

 

وإن مردة الجن لَيُلْقون إلى أوليائهم من شياطين الإنس بالشبهاتوإن إبليس وجنوده ليوسوسون إلى أوليائهم الذين اتبعوهم من الإنس؛ ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

 

﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ (الأنعام: 128، 129).

 

فالله سبحانه قدم شياطين الإنس على شياطين الجن، لأن الإيحاء يأتي من شياطين الإنس إلى شياطين الجن أيضا، فشياطين الإنس أستاذة في الخداع والمكر والمؤامرة والكيد والدس والإجرام، بل إن فعل شياطين الإنس المادي ليس له مثيل عند شياطين الجن، فشياطين الجن لهم دور الإيحاء بالمعصية وتزيينها والوسوسة في ذلك، وأما شياطين الإنسان فهم من يقوم بهذا الدور الإيحائي والإجرام العملي.

 

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ (الأنعام: 123).

 

ومن هنا ندرك أن الجامعات التي تخرج منها هؤلاء وهؤلاء هم الشياطين من الطرفين يعلم بعضم بعضا. وإن كان شياطين الأنس أشد فتكًا وظلمًا وإجرامًا، فهناك معلمي الإجرام يعلمون بعضهم بعضًا، فعصابات الإجرام تعمل ليل نهار، وما يعانيه الإنسان من مكر أخيه الإنسان لهو أشد فتكا من شياطين الجن؛ فأول جريمة قتل على وجه الأرض كانت على يد أحد ابني آدم، إذ قتل أخاه حقدًا وغلًا لما هو عليه من تقوى الله.

 

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (المائدة: 27- 30 )

 

ومن الملاحظ في حياتنا وقوع جرائم المفسدين من الشياطين في جنح ظلمة الليل؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ... الحديث؛ رواه البخاري ومسلم.

 

قال النووي في شرح صحيح مسلم: (قَوْله: جُنْح اللَّيْل هُوَ ظَلَامه، وَيُقَال: أَجْنَحَ اللَّيْل؛ أَيْ: أَقْبَلَ ظَلَامه. فَكُفُّوا صِبْيَانكُمْ أَيْ: اِمْنَعُوهُمْ مِنْ الْخُرُوج ذَلِكَ الْوَقْت. انتهى.

 

فمعظم أماكن معصية الله تعمل ليلا من بارات وحانات وحفلات المنكر، فهل من يتعظ ولا يلقي بنفسه وأولاده في أحضان شياطين الإنس والجن، فيخالطون هؤلاء الشياطين ويتعلمون منهم الجدال والخداع والمكر والالتواء في الكلام ﴿ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورً ﴾ ومن ثم إهلاك أنفسهم بارتكاب الجرائم.

 

ثم تشتكون من انحراف الأولاد وعقوقهم لكم، فأنتم الذين تركتموهم للشياطين يعلمونهم كل هذا الإجرام؛ خاصة ترك الأولاد لمواقع الشياطين الذين يبثون سمومهم في كل وسائل النشر والإعلام، ناهيك عن مواقع الإباحية والفجور والإلحاد....

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة