• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

من منا ليس بظالم لنفسه؟! {إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون}

من منا ليس بظالم لنفسه؟! {إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون}
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 2/12/2021 ميلادي - 26/4/1443 هجري

الزيارات: 13342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من منا ليس بظالم لنفسه؟!

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]

 

سألت نفسي: هل أنا ظالم لنفسي، وهل من نجاة؟

قرأت هذه الآية في سورة يونس عليه السلام، فتوقفت أتدبر معناها، وحاولت قراءة العديد من التفسيرات المختلفة، وظللتُ أيامًا أفكِّر: هل أنا ظالم لنفسي؟

 

وحاولت أن أصل إلى إجابة أقتنع بها عن نفسي، وتحيرت كثيرًا.

 

وفي إحدى المرات، جلست أتناول الطعام، فحدَّثتْني نفسي أن أستغل وقت تناول الطعام أن أستمع القرآن، ففتحت أستمع سورة يونس، فجاءت الآية:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44].

 

فنظرت إلى الطعام أمامي وسألت نفسي: هل أستطيع أن أوجد لنفسي حبةَ أرز من هذا الطعام؟ أي: من العدم.

 

طبعًا لا.

هل أستطيع أن أوفي ربي حقَّه على نعمته عليَّ؟

 

طبعًا لا. فهو الذي رزقني هذا الطعام من غير حول مني ولا قوة.

فقلت لنفسي: كم أنا ظالم لنفسي!

 

فنعم الله عليَّ لا تُحصى ولا تُعد.

فسألت نفسي: هل أنا أوفيت والديَّ حقَّهما عليَّ إذ ربياني صغيرًا؟

 

فكانت الإجابة: كلا. رغم أني قمت بالحج عنهما، فلن أكافئهما حقهما، حتى ولو بطَلْقة من طلقات ولادتي، كما قيل.

من هنا قلت لنفسي: أنا ظالم لنفسي، فلم أوف والديَّ حقهما.

 

وهكذا

سألت نفسي: هل وفيت ما عليَّ في تربية أبنائي؟

 

هل وفيت حق جيراني؟

هل وفيت حق زملائي في العمل؟

 

هل وفيت حق طلابي؟

وهكذا.

 

لم أوف ما عليَّ.. مهما اجتهدت.

فشعرت بتقصيري في كل ذلك.

فأدركت بأني ظالم لنفسي في كل حال.

 

وتذكرت قول الله

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].


فالإنسان مفرط في ظلمه لنفسه، ومبالغ في جهله.

ومن هنا أدركت أني هالك هالك.

لا.

 

فالهلاك أهون؛ فالهلاك هو نهاية الأمر.

ولكن هناك حياة أبدية خالدة.

 

إما خلود في جنات النعيم، وإما خلود في الجحيم والعياذ بالله.

فهي جنة الخلد، أو نار الخلد.

 

أخي المسلم، هل تشعر بما أشعر به؟

من منا ليس بظالم لنفسه؟

 

فحيث ما كنت ترى ظلم الإنسان لنفسه.

وظلمه لغيره أكثر وأمرُّ، وهو ظلم للنفس في ذاته؛ لأن الله سيقتص للمظلوم من الظالم، وبذلك يكون الظالم للغير ظالمًا لنفسه.

 

أخي المسلم:

هل ضمنت الجنة ونعيمها بدون هذا الإحساس؟

أخي المسلم، ابحث معي عن المفر والخروج من هذه المشاعر.

 

لا بد لنا من الاعتراف بظلمنا لأنفسنا، بتقصيرنا في غالبية ما أوكل إلينا في هذه الحياة.

 

ألم يشعر بذلك أبو البشرية وزوجته، ويعترفا بظلمهما لأنفسهما ويقولا:

﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]؟

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

 

وهذا نبيُّ الله يونس بن متى عليه السلام ينادي في الظلمات:

﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

 

فيا سبحان الذي قال عن نفسه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

 

فتدبَّروا يرحمكم الله تعالى قوة الدعاء، ونتيجة الاعتراف بالتقصير، ثم نتيجة التوحيد واليقين بعون الله وتوفيقه عند إخلاص التوبة والإنابة إليه.

 

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88].

 

أخيرًا:

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- فتح الله عليكم وزادكم من فضله
مصطفى حسان - مصر 02-12-2021 09:40 AM

بسم الله ما شاء الله مقال أكثر من رائع وتحليل جميل.. بارك الله في علمكم ونفعنا بكم وزادكم من علمه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة