• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

أولويات التربية "عقيدة التوحيد"

أولويات التربية عقيدة التوحيد
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 21/1/2020 ميلادي - 25/5/1441 هجري

الزيارات: 16421

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أولويات التربية

"عقيدة التوحيد"

 

إن قضية التوحيد وترسيخ العقيدة قضية كبرى؛ فكلمة التوحيد منهج حياةٍ متكامل، فهي منهج كل مناهج التربية.

 

وعقيدة التوحيد وحدها هي التي تحدد للإنسان هدفه في الحياة باعتباره مستخلفًا في الأرض، مسؤولًا عن إعمارها ونشر الخير والصلاح فيها بمنهج الله ولله، وتكشف له سرَّ وجوده في هذا الكون، ونشأته ومصيره ونهايته، وهي منهج يحكم علاقة المسلم بربه، ومنهج يحكم علاقة المسلم بنفسه، ومنهج يحكم علاقة المسلم بغيره من المسلمين، ومنهج يحكم علاقة المسلم بغيره من الكافرين والمنافقين، ومنهج يحكم علاقة المسلم بالكون كله.

 

فعقيدة التوحيد هي اللبنة الأساسية في بناء شخصية المسلم؛ فهي العنصر الفعَّال المحرك لعواطفه والموجه لإرادته؛ ولهذا فإن عقيدة التوحيد تركز في بنائها للإنسان على البناء الفكري والنفسي والسلوكي، وكل جوانب شخصيته.

 

إن الفَهْمَ الشـامل لكلمة التوحيد ينطلق من قول الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

 

إننا بحاجة ماسَّةٍ إلى غرس العقيدة في نفوس الأجيال منذ نعومة أظفارهم حتى لقاء الله، ولكن هل هذا يتم بالفعل؟

إن الواقع الذي نعيشه الآن يجيب على ذلك، وهذا ما وصفه نبي الأمة صلى الله عليه وسلم بقوله: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكَلةُ إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهَنُ؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت))؛ [رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه].


وسبب ذلك بلا شك هو ضعف عقيدة التوحيد في بعض النفوس، فالنفس التي لم تعرف توحيد الله سبحانه وتعالى، ولم تذُقْ حلاوة الإيمان والتصديق - تعيش تائهة حائرة، يائسة قانطة، مضطربة متوترة، تفزع للمصائب وتجزع للنوائب، وتبطَرُ الخير والنعمة، وتغمط الناس حقَّهم وفضلهم، فهل من عودة إلى الله وتوحيده؟

 

إن تربية الأجيال على منهج التوحيد يحتاج إلى جهد كبير ومستمر من المهد إلى اللحد، والمؤسسات التربوية والدعوية في أمسِّ الحاجة إلى وضع خطط؛ منها ما هو قصير المدى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأخرى بعيدة المدى ومستمرة لإعداد الأجيال القادرة على مواجهة المد المتنامي عالميًّا، الذي يملك أدوات الغزو الفكري والأخلاقي المتشعب في النفوس الضعيفة.

 

فيجب أن تُوجَّه جهود أقسام أصول التربية بكليات التربية والجامعات الدينية نحو وضع هذه الخطط تربويًّا وعلميًّا ودينيًّا.

 

إن منهج تربية عقيدة التوحيد يجب أن يكون أصل كل العلوم، وهنا تكمن كيفية التأصيل لهذه العلوم في كل المجالات العلمية في التعليم، وإبراز قدرة الخالق وعظمة خلقه في هذه العلوم، ومن ثَمَّ نعمته على الإنسان بهذه العلوم، وشكره على نعمه سبحانه وتعالى. والتربية على عقيدة التوحيد لا تكون بالكلام النظري أو الارتجالي وحده، أو بجهود فردية، بل هي مسؤولية الجميع تطبيقًا وتعليمًا.

 

فلننظر إلى منهج القرآن الكريم والسنة النبوية في التربية على عقيدة التوحيد، إنها تربية من خلال المواقف الحياتية المباشرة التي تمس حياة الإنسان وواقعه؛ فهي تسلك منهجية الواقع والإقناع والحس والعقل والحوار؛ ولنضرب بعض الأمثلة لذلك:

فهذا نبي الله يوسف في السجن يمارس دعوة التوحيد بهذا المنهج، فقد تلمَّس ظروف من معه في السجن، واستغل الحالة النفسية لهم ليعرض دعوته دون تكلف أو معاناة فكرية أو جهد عقلي للإقناع، وهذا ما قام به دون تحليل أو تفسير: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 36 - 40].

 

وهذا نبي الله إبراهيم يعرض بمنهج وحوار رائع - عقيدةَ التوحيد على قومه: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 74 - 82].

 

إن هذا المسلك الذي اتبعه إبراهيم عليه السلام مع قومه قائمٌ على عدة أسس:

1- استمالة قلوب قومه للاستماع، ومن أجل أن يعطوا عقولهم فرصةً للتفكير الهادئ البعيد عن التعصُّب، وعدم وضع الأقفال عليها بعنادهم.

 

2- استخدام الحقائق الكونية البادية للعيان في صفحة الكون، التي لا ينكرها الإنسان.

 

3- استخدام المنهج العلمي القائم على التفكير العقلي السليم، بفرض الفروض التي تُساير اعتقاداتهم، ثم اختبار صحة كل فرض بالمنطق العقلي القائم على مشاهدة الحقائق الكونية في صفحة الكون.

 

4- التدرُّج مع القوم للوصول إلى الحق؛ لأن الهدف هو إقناعهم، فدعوته هي دعوة ربانية.


وهذا خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي ظلَّ ثـلاث عشـرة سـنة بعـد البعثـة يقرر العقيدة ويرسخها في نفوس أصحابه بمكة، موجهًا أكثرَ جهدِهِ إلى تقرير التوحيد وترسيخه.

 

وكان صلى الله عليه وسلم يُربِّي على هذه الكلمة أمَّتَه؛ ففي سنن الترمذي: قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((كنتُ خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا غلام، إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، واعلم أن الأمةَ لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلامُ، وجفَّت الصُّحُف))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].

 

وبالتربية الصحيحة على عقيدة التوحيد، يتضح للإنسان تصوره لنفسه وللحياة وللكون من حوله، وترتسم له الطريق التي يجب أن يسلكها ويسير فيها بوضوح، ويكون مذعنًا لأوامر ربه ونواهيه طاعةً له؛ لأنه علم أن خالقه هو المتصرف في كل شيء بعدله وحكمته، وهو عالم الغيب والشهادة المطلع على ما في الصدور، والحسيب الرقيب على كل حركاته وسكناته؛ فتهدأ نفسه وتطمئن، وتعيش في سكينة واستقرار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة