• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

الطبيعة الطينية للإنسان

الطبيعة الطينية للإنسان
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 15/8/2016 ميلادي - 11/11/1437 هجري

الزيارات: 8393

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطبيعة الطينية للإنسان

"سلسلة تأملات تربوية في بعض آيات القرآن الكريم"

 

تدبَّر هذه الآيات؛ لتعرِف بداية خلقك:

• ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾ [السجدة: 7، 8].

 

• ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 71].

 

• ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32].

 

• ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 16].

 

هل عرفتَ بدايتك؟

إن إبليس أكثرُ معرفةً منك بهذه البداية.

لقد اتَّضح أن إبليس علِم أن آدم خُلق من الطين، وأنه كان مخلوقًا أجوفَ عندما كان صلصالًا من طين؛ لذلك استهان به، وقال للملائكة: لئن سُلطت عليه لأُهلكنَّه، وكان يدخل من فِيه ويخرج من دُبرِه، حيث لم تكن الروحُ قد نُفخت فيه من قبلُ.

 

من هنا ندرك أنه عندما يكون الإنسان ناسيًا ربَّه، بعيدًا عنه؛ أي: غير متصل بربِّه عن طريق الروح؛ التي هي وسيلة الاتصال الحقيقي بالله - يستطيع إبليسُ أن يوجِّهَه كيف شاء.

 

ولقد أنبأنا الرسولُ صلى الله عليه وسلم بأن إبليس يجري من الإنسان مَجرى الدم؛ عن صفية بنت حُيي قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفًا فأتيتُه أزوره ليلًا، فحدَّثْتُه ثم قمتُ، فانقلبت، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنُها في دار أسامة بن زيد، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رَأيَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسرَعَا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((على رِسْلكما، إنها صفيَّةُ بنت حيي!))، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مَجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما سوءًا - أو قال: شيئًا))؛ صحيح البخاري.

 

وهنا ندرك ما كان يفعلُه إبليس في آدم وهو طينٌ، وندرك العَلاقة بين الحالتين: حالة آدم وهو طين بدون روح، وحالة نسيان الإنسان ربَّه؛ فغياب الروح وعدم تفعيلها بالنسيان تُمكِّن إبليس من الوسوسة للإنسان والتأثير فيه ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾ [طه: 115].

 

ففي مرحلة الإعداد عندما أخبر اللهُ الملائكة بأنه سيَخلق بشرًا من طين ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 71]، وسيكون خليفةً في الأرض ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30] - عَلِمَتِ الملائكةُ أنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]؛ لعلمِها بخصائص المخلوقات المخلوقة من قبلُ من الطين؛ من حيوانات وغيرها والموجودة في الأرض، وتعجَّبتْ وسألت اللهَ في فضول: كيف يكون هكذا ويكون خليفةً يعبد الله ويسبِّحه؟! في مقارنة بخصائصها ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30]، ولم تكن الملائكةُ قد علمت بعدُ أن هذا المخلوقَ سينفخُ اللهُ فيه من روحه، هذه الروح التي هي مصدرُ العبادة في الإنسان تسبيحًا وتقديسًا؛ فكان رد الله على الملائكة أنه يعلم ما لا يعلمونه ﴿ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30].

 

من كلِّ ذلك ندرك أن إبليسَ قد تعلَّم أن عمله في إضلالِ آدم وغَوايته لا يكون إلا في الجانب الطينيِّ للإنسان، وهو الذي صرَّح بذلك في قوله لله: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الحجر: 39]؛ فتزيين إبليس للإنسان في الأرض؛ يعني: تزيين ما في الأرض للجزء الطيني من تكوينه، فشهوات الإنسان الطينيَّة من مأكل ومشرب وجنسٍ وحبِّ التملك والشهوة ... ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14] - كلُّها مداخل الشيطان للغوايةِ، وهذا ما فعله مع آدمَ وهو في الجنة؛ إذ قال له: ﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 20، 21]، ﴿ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، فوسوسة إبليس لآدم للأكلِ من الشجرة كانت لتغذيةِ الجانب الطيني لآدمَ بمعصية الله، وبأنْ منَّاه أمنيات الخلود، والمُلك الذي لا يبلى، أو أن يكون ملَكًا.

 

انظر أيها الإنسان إصرارَ إبليس اللعين على غوايتك في هذه الآيات:

﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين ﴾ [الأعراف: 16، 17].


ثم انظر إلى احتقاره لك في قوله: "لأحتنكَنَّ ذريتَه" في هذه الآية، وكأن الإنسانَ دابَّة يقودُها هذا اللَّعين بلجام كالحمار:

﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62].

هل أدركتَ أيها الإنسان كيف يقودُك هذا اللعين؟

أليس من العيب أن تُقاد بهذا الأسلوب؟

ألم تفكِّر في أن تكون أنت القائد؟

ولكن إلى أيِّ شيء تقود؟

هل تقودُ إلى الجنة أم إلى النار؟

وما وسائلك في القيادة؟

 

لقد خلقَك الله في الأصل لتكون قائدًا، ألم تقرأ قولَ الله عز وجل: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]؟


إنك أنت الخليفة؛ أي: القائد الذي تقود الحياة؛ من جماد، ونبات، وحيوان، ونفسك، وغيرك؛ بمنهج الله لله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة