• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

كان صلى الله عليه وسلم يتداوى بالقرآن

كان صلى الله عليه وسلم يتداوى بالقرآن
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 12/8/2025 ميلادي - 18/2/1447 هجري

الزيارات: 62

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان - صلى الله عليه وسلم - يتداوى بالقرآن


القرآن الكريم كلام الله ربِّ العالمين، وحبله المتين، ونوره المبين، جعله الله شفاءً وهدى ورحمة للمؤمنين، جعله شفاءً لعلل الأبدان وأمراض القلوب، جعل فيه الشفاء لأمراض الشهوات وعلل الشبهات، فمن أحسن التداوي به انتفع به أيما انتفاع.

 

وفي نحو ذلك يقول ابنُ القيم (ت: 751هـ) - رحمه الله-:

فالقرآن هو الشفاءُ التامُّ من جميع الأدواءِ القلبيةِ والبدنيةِ وأدواءِ الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحدٍ يؤهَّلُ ولا يوفَّقُ للاستشفاء به، وإذا أحسنَ العليلُ التداوي به، ووضعه على دائه بصدقٍ وإيمانٍ وقبولٍ تامٍّ واعتقادٍ جازم واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداءُ أبدًا، وكيف تقاوم الأدواءُ كلام ربِّ الأرضِ والسماءِ الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها أو على الأرضِ لقطَّعها؟ فما من مرضٍ من أمراضِ القلوبِ والأبدانِ إلا وفي القرآنِ سبيلُ الدلالةِ على دوائه وسببه، فمن لم يشفهِ القرآنُ فلا شفاهُ الله، ومن لم يكفِه فلا كفاهُ الله [1].

 

وهذا أمرٌ مجمع عليه لا خلافَ فيه بين المسلمين: أن القرآن شفاءٌ من كل داء، والشفاء في الآيات شامل لجميع معاني الشفاءِ، والتي هي البركة والهداية وبيان الفرائض[2].

 

قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].

 

وقد برهن الله في مواضع عدة من كتابه الكريم على أن آيات القرآن كلها شفاء وهدى ورحمة؛ قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

 

تداوي النبي - صلى الله عليه وسلم- بالقرآن:

ومن أعظم مشاهد حبه - صلى الله عليه وسلم - للقرآن كثرة تداويه به، كيف لا يتداوى به وهو الذي نزلت عليه آياته، فعاش معها في كل لحظات حياته وعمره الشريف، فقام بحقه آناء الليل وأطراف النهار حتى لَحِق بالرفيق الأعلى.

 

هديه - صلى الله عليه وسلم - في التداوي عمومًا:

وقد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - هدي خاص في التداوي يعرِفه كلٌّ مَن درس سيرته واطَّلع على أثره، من ذلك أنه متى ما أمكنه دفع المرض بغير الدواء المركب لجأَ إلى غيره مما يدفع به، فكل داء أمكنه دفعه بالحمية والغذاء أو الشراب، لجأ إليهما ولم يلجأ إلى أدوية الأطباء، وكذلك فإنه عادة ما يكتفي بقراءة القرآن والأذكار المشروعة عن غيرها من الأدوية[3].

 

وعن هديه - صلى الله عليه وسلم - في معالجة المرض يقول ابن القيم - رحمه الله-:

وكان علاجه - صلى الله عليه وسلم - للمرض ثلاثة أنواع:

أحدها: بالأدوية الطبيعية.

 

والثاني: بالأدوية الإلهية.

 

والثالث: بالمركب من الأمرين…

 

إلى أن قال - رحمه الله -: وأما طب الأبدان، فجاء من تكميل شريعته، ومقصودًا لغيره، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه، فإذا قدِر على الاستغناء عنه كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح، وحفظ صحتها ودفع أسقامها، وحمايتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول، وإصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرَّته يسيرة جدًّا، وهي مضرَّة زائلة تعقبُها المنفعة الدائمة التامة[4].

 

هجر التداوي بالقرآن:

قال ابنُ القيِّم (ت: 751هـ) - رحمه الله - عن أنواع هجر القرآن:

أنواعُ هجر القرآنِ وذكر منها خمسة أنواع:

الأول: هجرُ سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.

 

والثاني: هجرُ العملِ به والوقوفِ عند حلاله وحرامه.

 

والثالث: هجرُ تحكيمه والتحاكم إليه في أصولِ الدينِ وفروعِه.

 

والرابع: هجرُ تدبُّره وتفهُّمِه ومعرفةِ ما أراد المتكلِّم به منه.

 

والخامس: هجرُ الاستشفاء والتداوي به.

 

ثم قال - رحمه الله-: وكلُّ ذلك داخلٌ في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، وإن كانَ بعضُ الهجر أهون من بعضٍ [5].



[1] زاد المعاد لابن القيم، (4/ 352)؛ زاد المعاد في هدي خير العباد المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت الطبعة: السابعة والعشرون , 1415هـ /1994م عدد الأجزاء: 5.

[2] تفسير الماوردي: (3/ 268).

[3] زاد المعاد في هدي خير العباد: (4/ 26).

[4] المرجع السابق: (4/ 24).

[5] الفوائد، لابن القيم: (ص: 107)؛ بتصرف يسير في الترتيب والترقيم من الباحث.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة