• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع، والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد

اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع، والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ [مَفْهُومٌ - وفَضَائِلُ - وخَصَائِصُ - وَأَحْكَامٌ] دراسة موضوعية [بحث محكم]

تاريخ الإضافة: 7/10/2024 ميلادي - 3/4/1446 هجري

الزيارات: 1712

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع،

والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد

 

• وأهل السنةومن وسطيتهم في الجمع بين الأخذ بالأسباب وبين التوكُّل، أنهم يعتقدون أن ترك الأسباب قدح في التشريع، وأن الاعتماد عليها قدح في الاعتقاد، عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم- " اعْقِلْها وتوكل"، وذلك لما ثبت من حديث عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ (ت: 60: هـ) - رضي الله عنه - قال: قال رجُلٌ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أُرسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ؟ قال: (اعقِلْها وتوكَّلْ)[1].

 

وهذا القدح في الأخذ بالأسباب وحدها، إنما هو ناشئ من جهة من يعتقد أنها مؤثرة بذاتها وحدها دون تقدير الله تعالى ومشيئته – سبحانه - لوقوعها.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-:" ومما ينبغي أن يُعلم: ما قاله طائفة من العلماء، قالوا: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابًا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع"[2].

 

• وأهل السنة: يعتقدون أن الأمر كله بيد لله وحده، وهم في أخذهم بالأسباب ممتثلون لشرع الذي أمر بالأخذ بها كما جرت حكمته - سبحانه - في خلقه بذلك.

 

وفي نحو ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :" وأهل السنة: لا ينكرون وجود ما خلقه الله من الأسباب، ولا يجعلونها مستقلة بالآثار، بل يعلمون أنه ما من سبب مخلوق إلا وحكمه متوقفٌ على سبب آخر، وله موانع تمنع حكمه، كما أن الشمس سبب في الشعاع، وذلك موقوف على حصول الجسم القابل به، وله مانع كالسحاب والسقف، والله خالق الأسباب كلها، ودافع الموانع[3].

 

"ويقول - رحمه الله - في موضع آخر: " فعلى العبد أن يكون قلبه معتمدًا على الله، لا على سببٍ من الأسباب، والله ييسر له من الأسباب ما يُصلحه في الدنيا والآخرة، فإن كانت الأسباب مقدورة له، وهو مأمور بها، فَعَلَها، مع التوكل على الله، كما يؤدي الفرائض، وكما يجاهد العدو، ويحمل السلاح، ويلبس جُنَّة الحرب، ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكُّله بدون أن يفعل ما أُمر به من الجهاد، ومَن ترك الأسباب المأمور بها، فهو عاجز، مفرط، مذموم"[4].

 

• فأهل السنة علموا أن الأخذ بالأسباب لا ينافي حقيقة التوكل على الله، بل يعتقدون أن الذي خلق الأسباب ومسبباتهاهو الذي أمر بالأخذ بها، وحث عليها في شرعه، فهم يتعاطون الأسباب مع اعتقادهم أنَّ الأمر كله بيده - سبحانه - وحده، وهم يعلمون أن من أقدار الله في خلقه وجود ارتباط وتلازُم واقع بين الأسباب ومسبباتها، وهم يعلمون ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، كما يعلمونه مما أجراه الله وقدره في واقع عادات الخلق وتجاربهم في حياتهم ومعايشهم.

 

• فأهل السنة تراهم وسطًا بين الأسباب ومسبباتها، فتراهم يعملون بالأسباب المشروعة ولا يعطِّلونها، ولا يعتقدون نفعها بذاتها، معتمدين في نفعها على مسببها سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

 

وفي نحو ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: الِالْتِفَاتَ إلَى السَّبَبِ: هُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ عَلَيْهِ وَرَجَاؤُهُ وَالِاسْتِنَادُ إلَيْهِ، وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ مَا يَسْتَحِقُّ هَذَا، لِأَنَّهُ لَيْسَ مُسْتَقِلًّا، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ شُرَكَاءَ وَأَضْدَادٍ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ: فَإِنْ لَمْ يُسَخِّرْهُ مُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ، لَمْ يُسَخَّرْ"[5].

 

 


[1] رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عمرو بن أمية، الصفحة أو الرقم: (731)، المحدث: شعيب الأرناؤوط،المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، صفحة 510. بتصرّف.
[2] مجموع الفتاوى: (8 / 169).
[3] درء تعارض العقل والنقل: (9 / 29).
[4] مجموع الفتاوى: (8 / 528، 529).
[5] مجموع الفتاوى: (8 /169).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة