• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

بيان حكم من أنكر حجية السنة

بيان حكم من أنكر حجية السنة
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ (مَفْهُومٌ - وفَضَائِلُ - وخَصَائِصُ - وَأَحْكَامٌ) دراسة موضوعية (بحث محكم)

تاريخ الإضافة: 6/2/2024 ميلادي - 26/7/1445 هجري

الزيارات: 4300

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيان حكم من أنكر حجية السنة

 

وبعد هذا البيان من المناسب بمكان بيان حكم من أنكر حجية السنة:

لقد اتفق علماء الأمة على حجية السنة، ومما عُلِمَ من دين الله بالضرورة أن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وتأتي في المنزلة بعد القرآن الكريم، وهي مبينة لمجمله، وموضحة لمبهمه ومشكله، وهي وحي يُوحيه الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- كما يُوحي إليه القرآن، كما الله تعالى في المحكم من آي التنزيل: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3 - 4].

 

والله تعالى قد أوجب على عباده المؤمنين الانقياد والتسليم الكامل والتام لكل ما يصدر عنه - صلى الله عليه وسلم- من كلام وحديث وأحكام، ولقد أقسم الله تعالى على أن من سمع كلامه - صلى الله عليه وسلم- ثم لم يقبله ولم يتحاكم إليه وهو منشرح الصدر لذلك مستسلمًا تمام الاستسلام، منقادًا له تمام الانقياد، فلا يصح له إيمان البتة؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

وفي معنى الآية يقول ابن كثير (ت: 774هـ) - رحمه الله -: وقوله: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا، ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًاْ ﴾؛ أي: إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجًا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن، فيسلمون لذلك تسليمًا كليًّا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة؛ كما ورد في الحديث: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به)[1]،[2].

 

ولذلك أجمع العلماء على كفر مَن أنكر حجية السنة عمومًا، أو كذَّبَ بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم - مع علمه وتيقُّنه أنه من كلامه صلوات الله وسلامه عليه، فهو بذلك كافر بالله ورسوله، لم يتحقق له أدنى درجات الإسلام والاستسلام والانقياد لله ورسوله.

 

فلا يشك عاقل أبدًا في كفره، وذلك لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد اتفق أهل العلم على أنَّ مَن أنكر حجية السنة بشكل عام، أو كذَّبَ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم أنه من كلامه -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر، لم يحقق أدنى درجات الإسلام والاستسلام لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

قال إسحاق بن راهويه (ت: 778هـ) - رحمه الله -: " من بلغه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبرٌ يُقرُّ بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر"؛ ا هـ.[3].

 

وقال السيوطي (ت: 910هـ) - رحمه الله-: "اعلموا رحمكم الله أنَّ مَن أنكر كون حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا كان أو فعلًا بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر، وخرج عن دائرة الإسلام، وحشر مع اليهود والنصارى أو من شاء من فرق الكفرة"؛ ا.هـ[4].

 

وقال العلامة ابن الوزير (ت: 840هـ) - رحمه الله-: " التكذيب لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع العلم أنه حديثه كفر صريح"؛ اهـ[5].

 

وفي "فتاوى اللجنة الدائمة": الذي ينكرُ العملَ بالسنة يكون كافرًا؛ لأنه مكذب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولإجماع المسلمين".[6]

 

وقال أبو بكر بن أبي داود السجستاني - رحمه الله-: [7]

تمسَّكْ بحبل الله واتَّبع الهُدى
ولا تكُ بدعيًّا لعلَّك تُفلحُ
ودن بكِتابِ الله والسننِ التي
أتَتْ عن رسول الله تَنجو وتربَحُ
ودَعْ عنك آراء الرجال وقولَهم
فقولُ رسولِ الله أَزكى وأشرَحُ
إذا ما اعتقدت الدهر يا صاحي هذا
فأنت على خير تبيت وتصبح[8]


[1] رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (رقم 15)، والطبراني في "المعجم الكبير"، وأبو نعيم في "الأربعين" كما في "جامع العلوم والحكم" (ص489)، والخطيب في "تاريخه" (ج4/ ص469)، والبيهقي في "المدخل" (رقم 209)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، والحديث صححه النووي وغيره، وضعفه جمع من أهل العلم، منهم ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"، وهو صحيح المعنى، قال الألباني في مشكاة المصابيح: سنده ضعيف: رقم: (167) المشكاة.

[2] تفسير ابن كثير: (2/ 349).

[3] "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" (ص/ 14). مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) الناشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة الطبعة: الثالثة، 1409هـ/ 1989م.

[4] نفس المرجع السابق.

[5]"العواصم والقواصم" (2/ 274). العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم المؤلف: ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ) حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلّق عليه: شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت الطبعة: الثالثة، 1415هـ - 1994م - عدد الأجزاء: 9.

[6] "المجموعة الثانية" (3/ 194).

[7]"طبقات الحنابلة" (2 / 51) لأبي يعلى، وسير أعلام النبلاء (13 / 233) للذهبي.

[8] وهذا آخر بيت من الحائية قدمته لداعي المقام لذلك الباحث.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة