• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

اعتقاد أهل السنة والجماعة في إثبات صفات الكمال لله

اعتقاد أهل السنة والجماعة في إثبات صفات الكمال لله
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: القَوَاعِدُ الجَلِيَّةُ فِي صِفَاتِ رَبِّ البَرِّيَةِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 29/7/2023 ميلادي - 11/1/1445 هجري

الزيارات: 7779

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اعتقاد أهل السنة والجماعة في إثبات صفات الكمال لله

 

وأهل السنة والجماعة هم أسعدُ الخلق بلزومهم القول الحق في صفات الرب - جلَّ في علاه - فقد جمعوا في هذا الباب بين إثبات صفات الكمال لله، وبين نفي مشابهة الخالق للمخلوقين.


فأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله تبارك وتعالى متصف بصفات الكمال ونعوت الجمال، وهو منزَّه عن كل عيبٍ ونقص[1].


قال ابنُ بَطَّال (ت: 499هـ) رحمه الله:

"صفاتُ اللهِ تعالى لا نَقْصَ فيها"[2]، والله تبارك وتعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾[الشورى: 11]، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وليس له ندٌّ، ولا شبيهٌ، ولا نظيرٌ، ولا كفؤٌ، ولا مكافئٌ، ولا مماثلٌ من خلقه؛ كما قال ربنا جلَّ في علاه: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1-4].


قوله: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾[الإخلاص: 4]؛ أي: وليس للهِ مُساوٍ ولا نَظيرٌ، أو مَثيلٌ وشَبيه[3].


قال ابنُ القَيِّمِ(ت: 751هـ) رحمه الله: "التوحيد الذي لا نجاة للعبد ولا فلاح إلا بهما، وهما توحيد العلم، والاعتقاد المتضمن تنزيهَ الله عما لا يليق به من الشرك والكفر والولد والوالد، وأنه إله أحد صمد، لم يلد فيكون له فرع، ولم يولَد فيكون له أصل، ولم يكن له كفوًا أحد فيكون له نظير، ومع هذا فهو الصمد الذي اجتمعت له صفات الكمال"[4].


ولقد أشاررحمه الله إلى أن جميع النبوات متفقة على أصول عظام في حق الرب - تبارك وتعالى - من جهة تقديسه وتعظيمه وإجلاله، وتنزيه عن جميع النقائص، ووصفه - سبحانه - بالكمال المطلق في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله - جلَّ في علاه - حيث قال:"جميع النبوات من أولها إلى آخرها متفقة على أصول:
أحدها: أن الله سبحانه وتعالى قديم [5]، واحد لا شريك له في ملكه ولا ندٌّ ولا ضد، ولا وزير ولا مشير ولا ظهير، ولا شافع إلا من بعد إذنه.


الثاني: أنه لا والد له ولا ولد، ولا كفؤ ولا نسيب بوجهٍ من الوجوه، ولا زوجة.


الثالث: أنه غني بذاته، فلا يأكل ولا يشرب، ولا يحتاج إلى شيء مما يحتاج إليه خلقه بوجهٍ من الوجوه.


الرابع: أنه لا يتغيَّر ولا تعرض له الآفات من الهرم والمرض والسِّنَة والنوم، والنسيان والندم والخوف، والهم والحزن، ونحو ذلك.


الخامس: أنه لا يماثل شيئًا من مخلوقاته، بل ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.


السادس: أنه لا يَحل في شيء من مخلوقاته، ولا يَحل في ذاته شيءٌ منها، بل هو بائنٌ عن خلقه بذاته، والخلق بائنون عنه.


السابع: أنه أعظم من كل شيء، وأكبر من كل شيء، وفوق كل شيء، وعالٍ على كل شيء، وليس فوقه شيء البتةَ.


الثامن: أنه قادرٌ على كل شيء، فلا يُعجزه شيء يريده، بل هو الفعَّال لما يريد.


التاسع: أنه عالم بكل شيء، يعلم السر وأخفى، ويعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس ولا متحرك، إلا وهو يعلمه على حقيقته.


العاشر: أنه سميع بصير، يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات، ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، فقد أحاط سمعه بجميع المسموعات، وبصره بجميع المبصرات، وعلمه بجميعالمعلومات، وقدرته بجميع المقدورات، ونفذت مشيئته في جميع البريات، وعمَّت رحمته جميع المخلوقات، ووسع كرسيه الأرض والسماوات.


الحادي عشر: أنه الشاهد [6] الذي لا يغيب، ولا يستخلف أحدًا على تدبير ملكه، ولا يحتاج إلى من يرفع إليه حوائجَ عباده أو يعاونه عليها، أو يستعطفه عليهم ويسترحمه لهم.


الثاني عشر: أنه الأبدي الباقي[7] الذي لا يضمحل ولا يتلاشى ولا يعدم ولا يموت.


الثالث عشر: أنه المتكلم الآمر الناهي، قائل الحق، وهادي السبيل، ومرسل الرسل، ومنزل الكتب، والقائم على كل نفس بما كسبت من الخير والشر، ومجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.


الرابع عشر: أنه الصادق في وعده وخبره، فلا أصدق منه قيلًا ولا أصدق منه حديثًا، وهو لا يخلف الميعاد.


الخامس عشر: أنه تعالى صمد بجميع الصمدية، فيستحيل عليه ما يناقض صمديته.


السادس عشر: أنه قدَّوس سلام، فهو المبرَّأ من كل عيبٍ وآفة ونقصٍ.


السابع عشر: أنه الكامل الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه.


الثامن عشر: أنه العدل الذي لا يجور ولا يظلم، ولا يخاف عباده منه ظلمًا.


فهذا مما اتفقت عليه جميع الكتب والرسل، وهو من المحكم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه، ولا يخبر نبي بخلافه أصلًا، فترَك المثلِّثة عبَّادُ الصليب هذا كله، وتمسكوا بالمتشابه من المعاني والمجمل من الألفاظ، وأقوال من ضلُّوا من قبل وأضلوا كثيرًا، وضلوا عن سواء السبيل، وأصول المثلثة ومقالتهم في رب العالمين تخالف هذا كله أشدَّ المخالفة، وتباينه أعظمَ المباينة"[8].


ويقول الله تبارك وتعالى في وصف ذاته العلية بالكمال المطلق: ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[النحل: 60].


قال ابن كثير(ت: 744هـ) رحمه الله: قوله: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى)؛ أي: الكمال المطلق من كل وجه"[9].


قال شيخ الإسلام ابنُ تَيميَّةَ (ت:782هـ) رحمه الله: "وثبوت معنى الكمال قد دلَّ عليه القرآن بعبارات متنوعة دالة على معانٍ متضمنة لهذا المعنى، فما في القرآن من إثبات الحمد لله وتفصيل محامده، وأن له المثل الأعلى، وإثبات معاني أسمائه ونحو ذلك، كله دال على هذا المعنى" [10].


وقال رحمه اللهفي موضع آخر:

"والربُّ حيٌّ قيوم غني صمد، واجب بنفسه، مستحق لصفات الكمال بنفسه، ممتنع اتصافه بنقائضها"[11].



[1] يُنظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (5/ 206)، بدائع الفوائد، لابن القيم:(1/ 295)، مختصر الصواعق المرسلة، لابن الموصلي: (ص: 162).

[2] يُنظر: شرح صحيح البخاري: (10/ 252).

[3] يُنظر: تفسير الطبري: (24/ 738، 739)، ((تفسير ابن عطية)) (5/ 537)، ((تفسير القرطبي)) (20/ 246)، ((تفسير ابن جزي الكلبي)) (2/ 525)، ((مجموع رسائل ابن رجب)) (2/ 549)، ((تفسير ابن سعدي)) (ص: 937)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 350).

[4] بدائع الفوائد: (1/ 243-244).

[5] سبق الإشارة إلى أن القديم " ليس أسما من أسماء الله الحسنى، ولا صفة من صفاته، وإنما يطلق في مقام الإخبار عن الله، لا في مقام التسمية والوصف.

[6]قال تعالى في وصف ذاته العلية: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 9]، والشهيد الحاضر: وهو الذي لا يغيب عن علمه شيء.

[7] وهذا أيضًا من باب الوصف، وكذلك كل ما ذكر من وصف، وهو ليس من أسماء الله وصفاته.

[8] هداية الحيارى في الرد على اليهود والنصارى: (ص 216-217). هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت 751هـ)، المحقق: محمد أحمد الحاج، الناشر: دار القلم- دار الشامية، جدة - السعودية، الطبعة: الأولى، 1416هـ - 1996م، عدد الأجزاء: 1.

[9] تفسير ابن كثير: (8/ 320).

[10] مجموع الفتاوى: (6/ 72).

[11] الاستغاثة في الرد على البكري: (1/ 195 - 196).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة