• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالتناسل

العبث بالتناسل
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 11/11/2020 ميلادي - 25/3/1442 هجري

الزيارات: 8089

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بالتناسُل

 

التناسُل نِعمة من نِعم الله تعالى على خلقه، وفيه حِفظ للحياة، وامتداد للعيش على هذه البسيطة، وينفق الناسُ الكثيرَ من الجهد والمال والتفكير، إذا ما تبيَّن لهم أنهم غير قادرين على الإنجاب: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50].

 

في النفس البشريَّة الرغبة في الحصول على بنت، إذا كانت الأمُّ تنجب بنين: ﴿ وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾، وفي النفس الرَّغبة في الحصول على ابنٍ، إذا كانت الأمُّ تنجب بناتٍ: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا ﴾، ويشعر الأبوان بالسعادة إذا ما أنجبا بناتٍ وبنين: ﴿ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ﴾.

 

في بعض المجتمعات برزَت ظاهرة استئجار الأرحام، في سبيل الحصول على النَّسل، فتُستأجر امرأة، تحمل للزوجين (Surrogate Mother)، ويتابعانها مدَّة الحمل، وقد تنقلب عليهما في النِّهاية، وتطالب بالاحتفاظ بما في رحِمها، بعد أن تعيش هذه التجربة؛ ولذا لجؤوا - في بعض الحالات إلى أمِّ الزوجة - تحمل من زوج ابنتها، دون اتِّصال جنسي مباشر، حتى يضمن الزوجان عدم تغيير الحامل رأيها، وقرارها من حفظ الجنين تحت رعايتها.

 

المعلوم عندنا - من منطلق انتمائي - أنَّ هذا غير جائز شرْعًا، ومثله شِراء الأطفال أو تبنِّيهم: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 5].

 

نحن نعلم - الآن - أنَّ العالم الغربي يعاني من قلَّة السُّكَّان، رغم صغر المساحة وكثرة الموارد، وأنَّ هناك فجوةً زمنيةً عمْريةً، تكاد تصِل إلى جيل بكامله؛ بحيث أصبحت تلك المجتمعات مقسَّمةً بين كبار السن وصغار السن؛ وصغارُ السنِّ أقلُّ بكثير من أنْ يأخذوا دورهم في بناء تلك البقعة الغنيَّة من العالم؛ ولذا نجد حكماءهم وعلماء الأنثروبولوجيا والديموجرافيا منهم ينادون بحلول جذريَّة لتدارك هذا الفناء البطيء، وهذا سيؤثِّر على تلك البلاد في أوروبا وأمريكا الشمالية، على وجه الخصوص[1]، بما في ذلك هاجس أن تكثر الهجرات من الدول النامية - دول الجنوب - فتكون هي الأكثرية، على حِساب أهل البلاد الأصليين، مع ما يتبع ذلك من تغيُّرات ديموغرافية وثقافية؛ ولذا زادت الدعوة إلى وجود حوافز للتكاثُر، وخفتت الدعوات في الغرب إلى تحديد النَّسل، وهي قويَّة في الدول النامية.

 

الدعوة إلى تحديد النَّسل تحتاج إلى وقفات انتمائية منقادة إلى الحكم الشرعي، بعيدًا عن التبعية والتأثُّر بغيرنا، لمحرَّد أنَّهم يملكون - الآن - مقوِّمات التأثير على الناس، ولعلمائنا تفصيلاتٌ في هذا الجانب، كما أنَّهم قادرون على النَّظر إلى هذه المسألة، من منطلق عَقَدي، مربوط بحكمة الله تعالى، وتدبيره لهذا الكون، في الماضي والحاضر والمستقبل.

 

كما يملك العلماء - علماء الشرع والأنثروبولوجيا، والاجتماع والتربية وغيرهم - القدرةَ على التوعية بهذا الشَّأن، مؤكِّدين على الاتِّكال على الله تعالى، جاعلين إرادة الناس نابعةً من إرادة الله تعالى ومشيئته، وليست موازيةً لها - زعمًا لا حقيقةً - وبالتالي ليست متعالية عليها، مع التطلُّع إلى الوصول إلى الحِكمة من هذا الخالق الحكيم في خلقه، المتمثِّلة - أوَّلًا - في عبادة الله تعالى، ثم تأتي بعد ذلك عمارة الأرض، والاستمتاع بالحياة، في الحدود الشرعية التي تكفُل استمتاعًا مقبولًا، متماشيًا مع الفِطرة؛ ومن ذلك التناسُل والتكاثُر، والأولى لنا جميعًا أنْ ننظر لهذه النعمة من هذا المنطلق.



[1] انظر: باتريك ج. بوكانن: موت الغرب: أثر شيخوخة السكَّان وموتهم وغزوات المهاجرين على الغرب، نقله إلى العربية: محمَّد محمود التوبة، راجعه: محمَّد بن حامد الأحمري - الرياض: مكتبة العبيكان، 1425هـ/ 2005م - 529 ص.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة