• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالذائقة الفنية

العبث بالذائقة الفنية
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 2/9/2020 ميلادي - 14/1/1442 هجري

الزيارات: 7784

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العَبَث بالذائقة الفنِّية

 

علَّمني الأستاذ الفنَّان/ محمَّد بن موسى السليم رحمه الله تعالى مبادئَ الرَّسم، عندما كان يدرِّسُ مادَّة (التربية الفنية) في المدرسة المتوسِّطة الثالثة بشرق الرياض، كان رحمه الله تعالى حريصًا على تخريج دفعة تَفهم في أوليَّات الرسم، ويبدو أنَّه لم يوفَّق في حالتي على الأقلِّ، ولكنَّه صرفني إلى الاهتمام بالفن نسبيًّا؛ بحيث أصبحتُ أُلقي بالًا للَّوحات التي أراها أمامي، حتى أنِّي زرتُ متحف اللوفر، بعد أنْ قرأتُ عنه كثيرًا، ومتاحف أخرى، ووقفتُ عند عدد من اللوحات أتأمَّلها، وكأني أحد الفنَّانين، أو نقَّاد الفن.

 

من المتابعة لهذا المجال ووقوفي أحيانًا عند برنامج يحكي رحلة فنان/ رسَّام مع الفن، ومن العرض في هذا البرنامج رسمُه للوحةٍ من لوحاته التي يظن أنَّها هي المعبِّرة عمَّا يجول في وجدانه من نظرات لما حوله، إلا أنِّي استغربت كثيرًا عندما تركِّز هذه البرامج التي تُتناقَل بين الفضائيات على فنانين عبثيين، إلى درجة أنَّهم يُرونك كيف (يكثُّ) الفنان منهم الدهانات بألوان مختلفة على لوح عريض من الخشب، ثم يعبَث بها بقدميه، أو بيديه، أو بعصًا، أو بالحاسب الآلي، فيخلط بين الألوان خلطًا عابثًا، وهو يحسب أنَّه يحسن صنعًا، أو أنَّه يجعلك تحسب أنَّه يحسن صنعًا، ليخرج في النهاية بلوحة، هي مجرَّد مزج غير منظَّم من الألوان، ثم تطلب منه شرحها لك، فتراه يحلِّق بك في عالم غير المعقول، ويريك أشكالًا نتجت عن عبثه، فيجعل منها مناظرَ لها تأويلها عنده، فتُظهر شيئًا من العجب دون أنْ تُبدي أيَّ إشارة لعدم فهمك لهذا كله، خوفًا من أنْ تُتَّهم في ذائقتك الفنية! وتحضرني هنا قصَّة اللوحة التي طليَت باللون الأسود، وسعَّرها الفنَّان بخمسة وثلاثين ألف دولار، ولم يفهمها إلَّا مَن رسمها، ففسَّرها لمن أرادوا فهمها بتفسير عنصري، فاشتُريَت.

 

يبدو أنَّ هذا هو ديدن بعض أولئك الذين يُحملقون في اللوحات أو الأعمال الفنية الأخرى، وعندما لا يرجون نتيجةً فنية واضحة ينسلُّون، دون الانزلاق في طلب تفسير أو توضيح لهذا العمل الفني أو ذاك، بينما هو لا يخرج عن كونه عبثًا باسم الفن، وربَّما صحبه استغفال للمستقبِل أو المستفيد أو المتلقِّي، حتى أصبح الفنُّ بهذه الصورة مصدرًا من مصادر المعلومات عن الحدِّ الذي وصل فيه العبث في حياة الناس.

 

هذا العبث الذي قد يؤخذ على أنَّه ترجمة لمدى ما وصلت إليه بعض المجتمعات من الفراغ والخواء الروحي والقلق النفسي، الذي انعكس على الحياة العامة بتعبيراتها كافَّة، بما في ذلك الفن بالرسم والأعمال الفنية الأخرى، ولعلَّ من آخر مظاهر هذا القلق ظهور فنَّان قد أطال لحيته بشكل ملفِت، واستخدم أطرافها فرشاةً يرسم بها لوحاته! وذلك الدلفين الذي درَّبه مروِّضه على أنْ يعَضَّ على الفرشاة بأسنانه، ويشرع في تمريرها على لوحة أمامه، لتضحى منظرًا يُباع بآلاف الدولارات.

 

حيث بدأَت هذه الوقفة بذِكر المذكور بالخير الفنان/ محمَّد بن موسى السليم رحمه الله تعالى، فإنَّها تُختم بالقول بأنَّ الحديث عن العبَث والعبثية لا يقصد ذلك المذكور بالخير دائمًا؛ فلم أرَ فيه عبثًا في حياته الفنِّية، ولكني استهللتُ به لإقناع القارئ بمدى قربي من الفنِّ بالرسم، عندما تتلمذتُ عليه رحمه الله تعالى سنةَ دراسة كاملة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة