• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

مراكز البحوث.. والمؤشر

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 22/2/2018 ميلادي - 6/6/1439 هجري

الزيارات: 7670

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مراكز البحوث..والمؤشر


أصبح اليوم لزامًا على أية مؤسسة علمية أو تعليمية أن تعنى بجوانب البحث فيها، مما يغطي نقصًا هي بحاجة إلى رأبه، وفي زمن مضى، وقبل أن تتبلور فكرة وجود هيئة للبحث، كانت المؤسسات التعليمية بعامة والجامعات بخاصة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على سوق النشر وجهد التأليف، وإن كانت فكرة البحث فيها قائمة، ولكنها كانت تقتصر على الجانب التجريبي والتدريبي لدى الطلاب الذين هم على وشك الحصول على الشهادة الجامعية..واليوم يبدو أن هذا الجانب التجريبي التدريبي لم يقتصر على السنة النهائية للتخرج، وإنما غالبًا هو يبدأ في السنوات الأولى للدراسة الجامعية مما يوحي بتبلور فكرة البحث، ويشير إلى الاهتمام به وبمناهجه وطرقه، والإدراك التام لفعالية البحث وتأثيره في تقدم العلوم وصقلها، ولعل هذا التبلور في الفكرة وهذا الاهتمام والإدراك كان مدعاة إلى أن تجدَّ المؤسسات التعليمية في إيجاد مراكز بحوث فيها، تركز فيها على ما يخدم اهتماماتها وتوجهاتها العلمية.

 

والتركيز على الاهتمامات والتوجهات العلمية لأية مؤسسة هو المؤشر على إيجاد مركز للبحوث، وبما أن الحاجة إلى إيجاد مثل هذه المراكز قائمة على أي حال فإن قيامه لا يعني فرضية وجود مركز البحوث، إن لم تدرك وظيفته إدراكًا تامًّا، وتهيأ له الأسباب التي تعين على أن يقوم المركز بما يناط به وما يتوقع منه، ولعل هذا بدوره يفرض على المفكرين في إيجاد مركز للبحوث أن يتعرفوا على نوعية العمل والمهمة التي يقوم بها المركز ليغطي النقص في زاوية صغيرة وضيقة لم تغطَّ من قبل، أو أنها غطيت ولكن التغطية أوصلت الأمر إلى حد "التعمية" فيعمد المركز إلى تصحيح هذا الاتجاه وإبراز هذه الزاوية الصغيرة بصورتها الواضحة التي كان من المتوقع أن تبرز بها لولا أنها لم توفق إلى من يقوم بذلك، إما لجهل تام لها، أو لمعرفة تامة بها مصحوبة بالقصد إلى تعميتها وإبرازها للناس بوجه آخر غير الوجه الحقيقي لها.

 

على أن مراكز البحوث لا تقتصر بأية حال على المؤسسات التعليمية الكبرى كالجامعات مثلًا، ولكنها تتعدى ذلك لتشمل جميع المؤسسات العلمية والتعليمية، ولكنها برزت كثيرًا لدى الجامعات، وأهميتها لدى المؤسسات الأخرى لا تقل عن أهميتها لدى الجامعات؛ لأن الجامعات لا يتوقع منها - بسبب من إمكانياتها المتعددة البشرية والمادية والزمنية - أن تغطي جميع احتياجات البيئة التي تخدمها تغطية تامة، مهما أتيحت لها من ظروف، وعليه فإن الهيئات الزراعية والصناعية والصحية والتجارية والأمنية وغيرها لا بد أن تغطي اهتماماتها جانب البحث والدرس لموضوعات تريدها أن تغطى بأسلوب يخدم هذه البيئة ذاتها.

 

الإعداد للمركز:

وإذا كان القيام بمثل هذه المراكز تفرضه الحاجة - لا التقليد - فإنه من المؤكد أن العامل الأول لقيام مثل هذه المراكز هو عامل الإعداد البشري لها، ويبدأ الإعداد البشري في اختيار الإدارة التي تدرك تمامًا مهمة مركز البحث، وتعرف كيف تصل إلى تنفيذ أهداف المركز القريبة، التي رسمت لها من قبل المؤسسة أو الهيئة التابع لها المركز حسب ما تمليه الأهداف البعيدة لهذه الهيئة أو المؤسسة، وإذا كانت الجامعات والدراسات العليا فيها لا تزال قاصرة على تخريج كوادر لمثل هذا، فإن هذا لا يعني أن مراكز البحث لا تحتاج إلى المتخصص الذي يدرك تمامًا العمل المناط به، ويدرك وظيفة الباحثين لدى المركز واهتماماتهم وقدراتهم وميولهم، وقد يعمد البعض في مراكز البحوث إلى أسلوب التكليف والتعيين، وذلك بأن يوحي لباحث أن زاوية تحتاج إلى تغطية، وأن على الباحث أن يغطيها، فتبحث في ميول وإدراكات واهتمامات وقدرات هذا الباحث فتجدها لا تتوافق مع موضوع الزاوية التي طلب منه أن يبحث فيها، ولعل سوء الفهم هذا ناتج عن شعور العاملين في مراكز البحوث بأن الباحثين لديهم لا يتعدون كونهم "موظفين" بالمعنى الشامل لكلمة وظيفة، هذا المعنى الذي يخول للعاملين تكليف الباحثين بطرق موضوعات لا ينتمون - عمليًّا - لها، وهذه النقطة تبرز كثيرًا عندما يكون مركز البحوث على درجة كبيرة من التخصص..فالباحث المؤهل في الهندسة الزراعية ربما لا يستطيع إعداد بحث حول آفات الزراعة، أو الأحوال النفسية للمزارع مثلًا، ويقاس على ذلك الشيء الكثير.

 

• ولعل مثل هذا الخلط في مفهوم مركز البحث يعد العنصر الأول، بينما أرى في تقهقر كثير من مراكز البحوث في العالم وبروز التشكيك في مهمة وإنجازات مثل هذه المراكز إذا ما قوبلت بما ينفق عليها من طاقات بشرية ومادية..وهذا يثقل المهمة كثيرًا على مراكز البحث ويجعلها تعيد التفكير في الأسلوب المتبع لديها، والذي يبدو أن في إعادة التفكير صعوبة ليس بعدها صعوبة؛ إذ إن المنطلق "المثالي" لمركز البحث أن يقوم العاملون عليه على البحث عن المتخصصين في الموضوعات التي يغطيها المركز من الباحثين "الكبار" إن صحت الإشارة إليهم بذلك، ويقصد هنا بالكبار علميًّا؛ أي القادرين على البحث من أولئكم الذين يملكون مقوماته من ناحية، وترى لديهم المقدرة الجسمية والذهنية التي تجعلهم يغوصون بين الكتاب والمواد العلمية الأخرى فلا يخرجهم منها إلا الضرورات الإنسانية من طعام وراحة وعبادات، وهذه النوعية من الباحثين موجودة، ولكنها تحتاج إلى من يطرق أبوابها؛ إذ إنها في أغلب الأحوال لا تطرق الأبواب.

 

وصعوبة أخرى تعتري طبيعة مراكز البحوث، وذلك فيما يتعلق بإنجازاتها؛ إذ إن التكليف بالبحث قد لا يخضع إلى مدة زمنية بعينها، والتحديد الزمني لإعداد أي بحث قد يكون فيه إجحاف كثير على الباحث ينعكس ذلك على عملية البحث، ونحن من حيث كوننا بشرًا نريد أن ننجز أشياء كثيرة في وقت قصير، وفي مراكز البحوث لا بد لنا أن ندرك العكس تمامًا؛ فمراكز البحوث بطبيعتها تنجز أشياء قليلة - عددًا - في وقت طويل، وهذا ربما يقود إلى النظر في ضبط الباحث، والتأكد من أنه لا يغلب جوانب شخصية أخرى تؤثر في تطويل مدة البحث، بحجة أن التحدي الزمني لا ينطبق على طبيعة إعداد البحوث، فيعمد بعض الإداريين في مراكز البحوث إلى الحصول على تقرير دوري عن الإنجاز الذي وصل إليه الباحث، وهذا يوحي للباحث بأنه مراقب تمامًا ومتابع في بحثه فيؤثر ذلك أيضًا على عملية البحث وموضوعيته.

 

وصعوبة ثالثة تعترض طبيعة عمل مراكز البحوث، وهي أن مركز البحث لا يمكن تحديده بزمن يومي يطلق عليه "الدوام الرسمي"، فإذا كان مركز البحث يبدأ أعماله الإدارية وينهيها حسب ما تمليه أنظمة الهيئة العليا التي يخدمها المركز، فإن الباحثين عمومًا لا يستطيعون التقيد بذلك الدوام الرسمي للمركز؛ فالباحث عادة تراه بين مواده العلمية لا يقوم عنها - كما ذكر - إلا لضرورات الحياة، فإذا أزيح عن البحث الذي يقوم به بحجة أن الدوام الرسمي قد انتهى فإنه لا شك سيتأثر في بحثه، وربما يتعثر في ذلك، وليس في هذا تلميح إلى التمديد في فترة عمل مراكز البحوث اليومية، ولكنه هنا محاولة للتقليص من التركيز على الدوام الرسمي للباحثين، وهذه ولا شك نظرة مثالية أخرى تصطدم عادة مع واقع البشر، ويمكن التفاعل معها إذا طرقت أبواب الباحثين الذين ذكرنا أنهم لا يطرقون الأبواب وهم موجودون!

 

قواعد معلومات:

وعقبة أخرى تواجه مركز البحوث، وتواجهها مراكز البحوث، وهي الوقوع عادة في التكرار في البحث؛ إذ قد يكلف الباحث التابع لمركز البحوث بالقيام الإعداد لبحث في موضوع ولو كان دقيقًا فيتضح أن هذا الموضوع قد غطي قبل فترة وجيزة أو أنه يغطى في الوقت الحاضر، وهذا يتطلب عادة إيجاد "قاعدة معلومات" تكون مهمتها تجميع كل ما صدر في موضوعات المركز واهتماماته والنظر فيها والأخذ منها بما يخدم أهداف المركز والاستفادة منه، ومن ثم عدم تكراره، وإيجاد مثل هذه القاعدة من الناحية الفنية سهل المنال في أيامنا هذه، وتبقى مسألة تجميع المعلومات "الخام" لرصدها في هذه القاعدة، وهنا يمكن الاستعانة بالهيئات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهذه الهيئات يمكنها عادة أن تزود المركز بأشرطة جاهزة للمعلومات التي لديها وتترك للمركز فرصة الاختيار منها.

 

ولعل هذا يخول لنا القول بأن أي مركز للبحوث لا يكتنف قاعدة معلومات يحتاج إلى إعادة تقييم وتقويم؛ وذلك لأن مركز المعلومات سوف يغني مركز البحوث عن فكرة التكرار والازدواجية في إعداد البحوث، بل وفي التفكير فيها، وإذا كانت بعض مراكز البحوث من حيث التخصص والتميز بحيث لا يتوقع أن تكرر بحوثها من قبل مراكز أخرى، فإن هذا لا يمنع أن تكون مراكز أخرى قد طرقت موضوعات مشابهة في بيئتها، فيستفاد منها في المنهج وطريقة البحث وتحليل النتائج على أقل تقدير، فمركز أبحاث الحج من النوعية المميزة التي قد لا يوجد لها مثيل في تخصصها واهتماماتها ونوعية أبحاثها، مع هذا فإن هذا المركز لا يستغني عن تجارب مراكز أخرى تخدم مجموعة من الناس مثلما يخدمهم مركز أبحاث الحج، وإن اختلفت المقاصد والتوجهات، مثل هذه المراكز لها تجربة عريقة في إعداد بحوثها حول مجموعات محدودة من الناس ترتاد أماكن خاصة في مواسم معتمدة، مع إمكانية التصرف التام بالأساليب والوسائل لتتطابق مع البيئة التي تخدمها المراكز المحلية كمركز أبحاث الحج وغيرها كثير.

 

• وغني عن البيان التركيز على جانب النشر لدى مراكز البحوث، فهذا الجانب يعد قائمة لا بد من وجودها واعتبارها من خدمات المركز الرئيسية؛ إذ لا يتوقع أن تستفيد الهيئة الكبرى التي يخدمها المركز من إنجازاته، بل إن هيئات كثيرة محلية وإقليمية ودولية تستفيد بطريق أو بآخر من مثل هذه الإنجازات، وعليه فإن نشر البحوث ربما اعتبر مؤشرًا من مؤشرات النشاط العلمي والثقافي للهيئة التي يخدمها المركز، وبالقدر الذي ينشره مركز البحوث فيها يحكم على مدى عمقها وتبحرها في الثقافة ورغبتها في نشر العلم والمعرفة، ولا يستهان بأي حال من الأحوال بمدى الاستفادة مما ينجز مهما كان الإنجاز متواضعًا في نتائجه، ما دامت توفرت فيه الناحية العلمية والموضوعية التي يتوقع أن يرتكز عليها المركز في أبحاثه ودراساته.

 

• ويمكن أن يخرج المرء من هذا كله بنتيجة أن مراكز البحوث وكثرتها تعد مؤشرًا من مؤشرات الحضارة، تنعكس من خلالها اهتمامات الأمة عمومًا في سعيها نحو النهوض، ويستشف منها مدى انتماء هذه الأمة إلى ثقافتها وثروتها العلمية والثقافية التي ارتكز عليها حاضرها، ويرتكز عليها مستقبلها، فمزيدًا من مراكز البحوث والبحث عن الباحثين المؤهلين.

 

الجزيرة - السبت 5 صفر 1406هـ. الموافق 19 أكتوبر 1985م - العدد 4769.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة