• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

إسماعيل راجي الفاروقي

إسماعيل راجي الفاروقي
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 23/1/2017 ميلادي - 24/4/1438 هجري

الزيارات: 18350

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إسماعيل راجي الفاروقي

رجلٌ فقدته القضيَّة


إسماعيل راجي الفاروقي أستاذ بجامعة تمبل بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، أمريكي الجنسية، فلسطيني الأصل، مسلم العقيدة، كان يرأس برنامج الدراسات الإسلامية العليا بالجامعة.

كان يكتب كثيرًا عن الأديان، ويحاضر حولها، ويعقد الندوات، ويساهم في المؤتمرات، كتب عن قضية المسلمين في فلسطين كتابات علمية دقيقة، وانعكست العلمية والدقة كذلك على محاضراته وندواته، عرفته عن كثب عام 1396هـ - 1976م عندما بدأت مشوار الدراسات العليا بتعلم اللغة الإنجليزية بجامعة تمبل المذكورة، كنت ومجموعة من الزملاء نلتقي به في مناسبات متعددة، كان يحدثنا فيها عن الحياة في الولايات المتحدة بالإضافة إلى أشياء أخرى، في اليوم التاسع عشر من رمضان 1406هـ وفي حوالي الساعة الثالثة إلا قليلًا من صباح ذلكم اليوم انتقل هذا الأستاذ إلى رحمة الله تعالى هو وزوجته مقتولين.

 

قصة مقتله:

في الساعة الثانية والنصف من صباح ذلكم اليوم الثلاثاء 27/ 5/ 1986م نزلت الدكتورة لمياء (وكان اسمها لويز) الفاروقي لتحضير طعام السحور لزوجها وابنتها ولها، ومن خلال نافذة قريبة من المطبخ دخل رجل، فكان أول من واجهه الزوجة، فما كان منه إلا أن طعنها بسكين طعنات أودت بحياتها، سمعت البنت (أنمار الزين) صراخ أمها، فهرعت إليه لتواجه مجموعات أخرى من الطعنات، وكان الوقت يمر بسرعة على القاتل مما جعله لم يتمكن أن يجهز على الابنة ليتوجه إلى الطابق العلوي حيث يرقد إسماعيل الفاروقي، وكان إسماعيل قد سمع صراخ الأم والبنت فأسرع دون سابق تفكير - فيما يبدو - إليهما وإذا به يواجه بالقاتل في الطريق ويطعنه مجموعة من الطعنات تودي بحياته، إلا أن "أنمار الزين" مع كثرة ما أصابها لم يرد الله لها الموت لتحيا هذه المأساة فترويها للآخرين، وتؤكد أن القاتل لم يكن - كما زعم البعض - من سود أمريكا، أو أنه من مسلمي أمريكا، كما تردد أول الأمر من قِبَل بعض الذين نشروا الخبر!

 

ويذكر شهود العيان أنه بعد سماع الأصوات داخل البيت سمعوا أيضًا أصواتًا تهرب من البيت وكانت مختبئة وراء بعض الأشجار التي تحيط بالبيت، كما يذكر شهود العيان أنه كانت هناك سيارة تحمل ثلاثة أشخاص، وكانت تحوم حول المنزل قبل الحادثة، واستبعد أن يكون الدافع لهذا كله مجرد السرقة؛ ولذا فقد أمر "إدون ميس" المحامي العام في الولايات المتحدة الأمريكية قوة من الإف، بي، أي، بالتحقيق في الأمر، وبعد ذلك سحبت هذه القوة، وتركت التحقيق في يد شرطة الحي مع إمكانية مساعدتها تقنيًّا من الهيئة الفدرالية للتحقيق.

 

وهنا يبرز اسم منظمتين يهوديتين تتجه إليهما أصابع الاتهام، خاصة أن الأستاذ الفاروقي قد كتب قبل مدة قصيرة عن فلسطين، والجَور الذي يلقاه الفلسطينيون من الصهيونية، وما وصل إليه ذلك من تشابك وتعقيد محزن يوحي بأنه لا طريق لإيقاف مثل هذه المعاملة غير قيام حرب طاحنة، والمنظمة اليهودية الأولى رابطة الدفاع اليهودية، والأخرى منظمة الدفاع اليهودية (أو رابطة الدفاع عن اليهود، ومنظمة الدفاع عن اليهود) وهما منظمتان إرهابيتان متطرفتان، ذواتا علاقة قوية بإسرائيل في فلسطين المحتلة.

 

وقبل مقتل الأستاذ الفاروقي بأشهر قتل أليكس عودة المنسق المحلي في كاليفورنيا للجنة التمييز ضد العرب الأمريكيين، وكان الأستاذ الفاروقي عضوًا في هذه اللجنة - وبعد مقتل عودة أصدر مدير الهيئة الفدرالية للتحقيق (الإف، بي، أي) تحذيرًا للعرب الأمريكيين بأنهم أصبحوا هدفًا رئيسيًّا للمجموعات اليهودية المتطرفة، وقد وقع هجوم على مكاتب اللجنة في كل من فرانسيسكو وبوسطن.

 

ولم تتوقف التهديدات على مكاتب اللجنة، بل إن مساجد المسلمين هناك تعرضت للهجوم والتهديد، ففي العام الماضي أحرق مسجد دار السلام في هيوستين/ تكساس، وكان ذاك خلال اختطاف طائرة طيران عبر العالم (تي دبليو، أي)، وهددت المساجد والمراكز الإسلامية في شيكاغو، ودنفر بكولورادو، وديترويت بولاية ميشجان، حيث يقع حي "ديربورون" المليء بالجالية اليمنية.

 

وقبل مقتل الفاروقي بأسبوعين نشرت مجلة تدعى "صوت القرية" تحقيقًا مع رئيس رابطة الدفاع اليهودي ذكر فيه أنه ورابطته بصدد زرع الخوف في أذهان وعقول أعداء اليهودية الصهيونية، وأنه بصدد "إسكات" أحد الأساتذة الفلسطينيين الأمريكيين الذين يدافعون عن فلسطين وعن منظمة التحرير الفلسطينية، ورغم أن البعض فهم من هذا التهديد أن الشخص المقصود هو الأستاذ إدوارد سعيد صاحب الوقفات المعروفة ضد اليهود، فإن العارفين يقولون: إن الفاروقي قد أدخل ضمنًا في هذا التهديد الذي وجهه رئيس الرابطة المذكورة؛ وذلك لما للفاروقي من مواقف مشابهة تمامًا لمواقف أستاذ جامعة كولومبيا بنيويورك إدوارد سعيد، وإن يكن الفاروقي إلى الكتابات العلمية والبحث والدراسات أقرب منه إلى الأضواء الإعلامية التي تسلط على إدوارد.

 

صناعة السينما:

وفي هذه الأثناء ظهر فلمان في سلسلة طويلة من الأفلام السينمائية والتلفزيونية كان عنوان أحدهما (قوة الدلتا)، وعنوان الآخر (تحت الحصار)، وكانا موجهين ضد المسلمين، ودعاية للصهيونية في فلسطين، ويخرج المشاهد منهما بأن المسلم إنما هو صانع المشاكل، وصانع المشاكل لا ينفع معه إلا الإسكات؛ ولذا لا بد من إسكات العرب والمسلمين، ولولا الثقة بالمصادر التي أخذت منها هذه المعلومات لما رصدتها هنا؛ لأن البعض قد لا يتصور أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد، ولكن السيطرة الصهيونية على الإعلام عمومًا هناك قد جرت إلى أكثر من هذا.

 

وقد أجرى بعض الباحثين مسحًا لرجال "هوليود" من منتجين ومخرجين وكتاب قصة، فوجد نسبة كبيرة منهم تصل إلى 97% من اليهود، أو من يدور في فلك اليهود، ويؤكد ذلك يوسف إسلام "كات ستيفنز" حينما قال: إنه قبل أن يعلن إسلامه كانت مئات التحقيقات تلاحقه بلاقطات الصور والمحققين والمحققات، وتبدل الحال عندما منَّ الله تعالى عليه بالإسلام، فيُهْجَر الرجل ولا تكاد تسمع عنه كلمة في الإعلام حتى ليكاد البعض يعتقد بأنه قد مات، رغم أنهم لا يزالون يستمعون إلى أغانيه التي أوصلته في يوم من الأيام إلى مرتبة السوبر ستار!

 

ويؤكد ذلك أيضًا المفكر الأستاذ رجاء جارودي وما يتعرض له الآن من حملة لم يكن يتعرض لها من قبل، رغم أنه ترك الحزب الشيوعي الفرنسي بفترة غير قليلة قبل أن يشهر إسلامه، ولا يكاد اليوم يجد ناشرًا واحدًا من مجموعة أولئكم الناشرين الذين كانوا يلاحقونه ويعرضون عليه خدماتهم مقابل مردود مادي كبير يمنحونه إياه فيما إذا وافق على نشر كتبه عندهم، كما كانت الدوريات تلاحقه بذات الأسلوب وذات الحماسة.

 

وفي الوقت الذي تزداد فيه الحملات على العرب والمسلمين في أمريكا وأوروبا وفلسطين المحتلة، يزداد إصرار العرب والمسلمين على الثبات والصبر والتحمل والبحث عن المخرج لهذه الأزمة، التي يبدو أنها طالت نوعًا ما عند البعض الذين كانوا يتوقعون أن حل هذه المشكلة لن يتعدى حقبة من الزمن لن يشهدها الجيل الثاني من أبناء المشكلة الذين عايشوها منذ عام 1948م، ولا يزال بعضهم يعايشها إلى اليوم.

وفي هذا الوقت الذي تفقد فيه قضية المسلمين داعية من دعاة الحق في فلسطين وفي الجوانب الأخرى في غير فلسطين، يجد العرب والمسلمون أنفسهم وقد ازداد فيهم ذلكم الثبات والصبر والتحمل، خاصة أن العارفين منهم يدركون تمامًا أن ما يمر بهم في هذه المرحلة التاريخية الحرجة إنما هو ابتلاء من الله تعالى لإيمان هؤلاء، فيزداد لهذا ثباتهم.

 

فهل قتل إسماعيل راجي الفاروقي بسبب موقفه من اليهود ومن سار في فلكهم؟ سؤال يكاد يؤكد على إيجابيته كثير من المطلعين على الحركة الإسلامية في أمريكا، والمطلعين في ذات الوقت على الحركة اليهودية في البلد ذاتها، وكم يتطلع المرء إلى أن يلقي السؤال على مجموعة من رجال الحركة الإسلامية هناك ليسمع منهم ردود فعلهم، كما يتوق المرء إلى أن يلقي السؤال نفسه على أولئك الذين يدافعون عن المصالح العربية من مفكرين وعلماء وسياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية ليسمع منهم وجهات نظرهم حول مقتل الفاروقي بهذه الصورة العنيفة، خاصة إذا نظر إلى هذه الحادثة على أنها حلقة من سلسلة من مجموع الحوادث التي يتعرض لها المسلمون والعرب في الآونة الأخيرة، وبخاصة منهم ذوو الخلفية العربية.

 

وقد يطول الوقت قبل الإجابة على هذا السؤال إجابة مؤكدة رسمية علمية، وقد لا يجاب عليه، كما لم يُجَبْ بعدُ على أسرار مقتل "مالكم إكس" ذلكم الأمريكي المسلم الذي طوى النسيان قضيته التي ترفض أن تنطوي، وعلى أي حال فالرجل وزوجته قد أفضيا إلى ربهما، ويبقى لهما منا الدعاء بالمغفرة والرحمة، وأن يكتبهما الله من الشهداء الذين أفضوا في سبيل إظهار الحق والدفاع عنه، وخدموا أمتهم وقضيتهم، فلقوا في سبيل الله ما لقوه، ولن تعدم القضية أن تجد من يدافع عنها وينافح في سبيلها في أي بلد أجنبي، فإن أفضى واحد قام الآخر مكانه إلى أن يأذن الله للحق أن ينجلي.."إنا لله وإنا إليه راجعون".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة