• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

يوغوسلافيا يا أخت الأندلس!

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 24/10/2016 ميلادي - 22/1/1438 هجري

الزيارات: 7763

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوغوسلافيا، يا أخت الأندلس!


يروي الشيخ عبدالوهاب الطريري إمام جامع الملك عبدالعزيز بالعليا أنه في يوم الخميس آخر أيام رمضان المبارك لهذا العام 1412هـ في إحدى المدن اليوغوسلافية في البوسنة والهرسك خرج اثنان من المصلين من المسجد، فكان المتطوعون الصرب في انتظارهما، فقتلوهما أمام المسجد، فتقهقر المصلون إلى داخل المسجد، فتتبعهم الصرب في الداخل فقتلوهم ومثَّلوا بهم، ثم صوروهم وهم على وضعهم، فأرسلوا الصورة إلى قومهم الصرب، وقد حولوا هذه المجزرة في مصلحتهم، مدَّعين أن المكان كنيسة، وأن القتلى نصارى، وأن القاتلين من مسلمي البوسنة والهرسك.

 

ويذكر خطيب مسجد الملك عبدالعزيز أن الصرب قد عملوا مثل هذا العمل على ضفاف نهر الفوجا الواقع جنوب شرق البوسنة والهرسك، قد تلطخ بدماء ثمانية آلاف مسلم، ذُبِحوا ذبحًا بالسكاكين، ولم يصب الذابحون بأذى سوى اثنين منهم تأثرا بوقع السكاكين على فخذيهما بينما كانا يذبحان أطفال المسلمين! وكان هذا عام 1941م، ولم يكن الرقم ثمانية آلاف، بل أوصله البعض إلى ستين ألفًا من المسلمين.

 

هل انتهت الحروب الصليبية، وبدأ الحوار بين المسلمين والنصارى، أم أن جمهورية البوسنة والهرسك تشهد اليوم مذابح وصلت إلى العاصمة سراييفو؟! وهل الحرب القائمة الآن في يوغوسلافيا ضد المسلمين هي حرب عرقية أو قومية؟ إذًا لماذا يرسم قتلة المسلمين الصليب على صدور المسلمين المقتولين؟ والصليب ليس شعار الصرب القوميين، ولكنه شعار الصرب المنتمين دينيًّا إلى النصرانية.

 

واليوم نجد أن ستة ملايين مسلم في جمهورية البوسنة والهرسك مهددون بالإبادة الجماعية من قبل الصرب، لا أظن أن الحروب الصليبية قد انتهت، ولا أظن أن الحوار الفكري سيحل محل الحرب على المسلمين.

 

وهل يتحمل المسلمون جزءًا من هذا الذي يحدث لهم في كل مكان من أرض الله الواسعة؟! لقد تشرد البورميون المسلمون ولجؤوا إلى بنغلاديش، وبنغلاديش هي أرض للاجئين من أبنائها، فليست بحاجة إلى مزيد من اللاجئين، والمسلمون في الهند يلاقون أصناف التنكيل من الهندوس والسيخ، والمسلمون في القرن الإفريقي يلاقون أصناف الاضطهاد من نصارى الحبشة، فهل يتحمل هؤلاء المسلمون جزءًا مما يحصل لهم؟ وهل نظل نبحث عن أسباب لهذا التنكيل والاضطهاد غير الأسباب الدينية؟!

 

ليتنا نعترف أننا نحارَبُ في كل مكان لأننا مسلمون، وليتنا نعترف أننا بحاجة إلى أن نُفهِمَ العالم أننا لسنا خطرين على البشرية، بل إننا نحمل الخير للصغير والكبير.

الصليبية هي التي صورتنا للعالم أننا مستعمرون، وأننا غزاة، وأننا ضد الآخرين الذين لا يتفقون معنا في الدين.

 

والصهيونية هي التي صورتنا للعالم أننا إرهابيون، وأن مهمتنا هي تفجير المحلات، واختطاف الطائرات، واغتيال الزعماء السياسيين والدينيين، وكنت لا أزال أقول: إنه عندما أصيب الزعيم الروحي في الفاتيكان قالت وسائل الإعلام: إن الذي حاول قتله هو شاب مسلم يدعى محمد آغا، وعندما أصيب الزعيم السياسي الأمريكي في واشنطن رونالد ريغان لم نعرف إلى الآن هوية الجاني "جوني هنلكي" الدينية.

 

لقد لمست الاعتذار للآخرين على حساب المسلمين أنفسهم في أكثر من مجال، بل إن هناك عدم اعتراف بالدافع الديني وراء كثير من الأعمال التي وجهت ضد المسلمين في القديم والحديث، وهناك في الوقت نفسه تأكيد على الدوافع الاقتصادية، كما يقال في الحروب الصليبية إلى اليوم، والدوافع العِرقية في الحروب ضد المسلمين في الهند أو بورما أو الحبشة أو يوغوسلافيا اليوم، رغم أن أول ما يقوم به غزاة المسلمين هو إهانتهم في مساجدهم ومقدساتهم، كالمصحف الشريف يمزق أو يحرق أو يهان بأصناف من أصناف الإهانة.

 

وعندما ندرك أن الذي حدث للمسلمين اليوم - كما الذي حدث لهم من قبل - إنما بدافع ديني فحسب، وعندها نحس بالبنيان المرصوص وبالجسد الواحد، وعندها نحس بأننا مسؤولون مسؤولية دينية وتاريخية تجاه إخوة لنا يضطهدون في كل مكان ونحن هنا ننعم - بفضل الله - بالأمن بكل أنواعه الديني والنفسي والبدني والاجتماعي والعائلي والصحي والغذائي،وعندما يرى المسلمون مجتمعنا يتطلعون إلى أن تكون مجتمعاتهم مثل هذا المجتمع؛ ولذا تراهم ينظرون إلينا نظرتهم إلى الراعي القادر على الرعاية قدرة روحية ومادية في الوقت نفسه، وهنا تكبر المسؤولية وتعظم على عواتقنا؛ قادةً ومواطنين.

 

إننا مطالبون بنصرة إخوتنا في كل مكان، نبحث عن أسباب ضعفهم فنعمل على تقويتهم، ونكون لهم عونًا على مجموعة من الأعداء الماديين والمعنويين، نسعى إلى رفع مستواهم في مجالات الوعي العقدي عندهم بما نملكه من وعي عقدي نجزم أنه سليم، وعندها نصل جميعًا إلى العزة التي تكفَّل الله بها لدِينه ولمن ينصر دينه.

 

وتعلن الهيئة الإسلامية العالمية للإغاثة عن حاجتها إلى عشرة ملايين ريال للإسهام في نصرة إخوتنا في البوسنة والهرسك، وتفتح الهيئة لها مكتبًا في سراييفو، وآخر في مدينة كرواتية للعمل على تخفيف حدة الوقع على إخوتنا المسلمين هناك، وهذا المبلغ ليس كبيرًا؛ إذ إني أعتقد أن رجل أعمال واحدًا من المحسنين قادر على دفع هذا المبلغ، وبخاصة أنه يعلم سلفًا أن الله تعالى سيبارك له فيما أنفق وفيما أبقى..ولذا فإني لا أستغرب أن يتم جمع أكثر من عشرة ملايين ريال خلال الأسبوعين المضروبين موعدًا لجمع المبلغ؛ لأن واقع إخوتنا في البوسنة والهرسك يتطلب أكثر من هذا المبلغ، ولأن رجال الخير في بلد الخير جاهزون للنصرة بالمال إذا ما وجدوا الجهات الموثوقة التي تؤتمن على هذه المبالغ.

 

وعلينا الاستعداد المادي والذهني لأزمات لاحقة تحل بالمسلمين في أماكن هم فيها أقلية، بمعنى أن قدرتهم على القرار محدودة في مجتمعهم، وإن كانت أعدادهم كثيرة، فالدعاء بالعون للمخلصين المتابعين لشؤون المسلمين يشرحونها للناس ويبينونها للمحسنين الراغبين في البذل في سبيل الله لا طمعًا في تخفيف ضريبة أو إشادة على رؤوس الأشهاد، وإنما رغبة في الأجر والثواب من الله تعالى.

 

وهذا العمل جزء عاجل من جهود مضنية ينتظرها المسلمون منا في كل مكان، وهناك جهود طويلة المدى تتعلق بالتربية والتعليم والمشروعات والإسهامات والاستثمارات وغيرها تنتظر كذلك منا، فكان الله في عون أهل هذه البلاد قادة ومواطنين، وكان الله في عون الجميع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة