• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

دعاوى المستشرقين

دعاوى المستشرقين
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 17/12/2025 ميلادي - 27/6/1447 هجري

الزيارات: 213

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعاوى المستشرقين


ومع هذا يعمِد بعض المستشرقين إلى الادعاء بأنه لم تكن للعرب حضارة تُذكر[1]، حتى ما حفل به العرب المسلمون من الأدب الجاهلي الذي يعكس هذه الحضارة إنما هو عند هؤلاء ومن تأثر بهم من مفكري العرب من الأدب المنحول، بدءًا بالمستشرق الألماني تيودور نولدكه (1836 - 1930م) والألماني فيلهلم آهلورد (1838 - 1909) والإنجليزي د.س.مرجليوث (1858 - 1940م) وغيرهم[2]، وأخَذه عنهم الأديب العربي طه حسين في كتابه الصادر سنة 1344هـ/ 1926م في الشعر الجاهلي، ثم في كتابه الآخر الصادر سنة 1345هـ/ 1927م في الأدب الجاهلي، اللذين لقيا نقدًا شديدًا ورفضًا لاذعًا من أدباء العربية والإسلام[3].

 

يصعب على المؤلف في كتاب موجز كهذا التعرُّض لمجمل هذه الشبه وحصرها في شتى العلوم والفنون التي نبغ المسلمون بها ابتداءً، أو صقلوها عن علوم وفنون سابقة عليها، فهي كثيرة وتحتاج إلى جهود الباحثين في الوقوف عليها من مصادرها، وتتبُّعها، وبيان ما يعتريها من خلل أو افتراء،وهذه من مهمات مراكز البحوث والدراسات المعنية بهذا الجانب، كما أنها من مهمات الأقسام العلمية "الأكاديمية" في الجامعات والمعاهد العليا والكليات، حيث النظرة العلمية التي تقوم على الحجة وبيان الحق بمنهجية واضحة، دون التحامل لحاجة في نفس يعقوب[4]،ومن ذلك بيان مكانة المسلمين في الخريطة الحضارية، ومدى إسهامهم في نقلها عن الحضارات السابقة والمعاصرة وتأصيلها[5].

 

تقوم الدعاوى على بناء الشُّبَه وتحويلها إلى نظرية، ومن ثم البدء بتأييدها من الحضارة الإسلامية أولًا،يقول أبو الحسن علي الحسني الندوي: "ومن دأب كثير من المستشرقين أنهم يعينون لهم غاية ويقررون في أنفسهم تحقيق تلك الغاية بكل طريق، ثم يقومون لها بجمع معلومات - من كل رطب ويابس - ليس لها أي علاقة بالموضوع، سواء من كتب الديانة والتاريخ أو الأدب والشعر أو الرواية والقصص أو المجون والفكاهة، وإن كانت هذه المواد تافهة لا قيمة لها،ويقدمونها بعد التمويه بكل جرأة، ويبنون عليها نظرية لا يكون لها وجود إلا في أنفسهم وأذهانهم"[6].

 

كما أن من الأهداف من إثارة هذه الشبهات: التقليل من أثر الحضارة الإسلامية، ونفي أنها اتكأت على دين قائم بذاته، أراده الله تعالى أن يكون كاملًا متممًا لما قبله من الشرائع الإلهية، ومن ثم السعي إلى الوصول إلى أن هذا الدين ليس دينًا حضاريًّا قابلًا لنشر الحضارة بين الأمم.

 

يجد بعض المستشرقين ما يستندون إليه مما حفلت به كتب التاريخ العربي الإسلامي،وبعض كتب الحديث، وبعض كتب التفسير،بالأخبار غير الموثوقة،ومنها الإسرائيليات التي أوردها بعض المفسرين دون تعليق يذكر عليها[7]، لا سيما منها ذلك النوع المخالف للكتاب والسنة المعدود من الكذب المرفوض[8]،ومن ثم أضحت هذه النُّتَف من الروايات مصائد للمستشرقين،يتكئون عليها في الاستعانة بإسهامات المسلمين من السابقين والمعاصرين في بناء شعائر الدين الإسلامي[9].

 

هذا المنهج يقوي حجة بعض المستشرقين الذين لا يعُون هذه الهَنَاتِ في كتب التراث الإسلامي،عندما يحالون أو يحيلون إليها،ولا يتابعون ما ذكره المحققون من علماء المسلمين من توثيق حولها،فيتلقاها مَن لا يتثبت من المعلومات ولا يستوثق منها على أنها مسلمات أوردها المسلمون أنفسهم[10].

 

ويعمِد بعض المستشرقين تبعًا لذلك إلى الابتسار في الروايات،ومن ذلك إيراد الحديث أو التفسير أو الأثر التاريخي أو الأدبي مبتسرًا مبتورًا من إتمامه قصدًا[11]،ويرد هنا مثلًا الحديث،وهو مما يخدم هذا التمهيد، الذي يروى عن الإمام الترمذي - رحمه الله - في قصة لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالراهب بحيرا في الشام وتتلمذه عليه،وأخذه عنه مبادئ القانون الروماني[12]،وأن أبا بكر وبلالًا - رضي الله عنهما - أبعدا محمدًا صلى الله عليه وسلم عن بحيرا،بينما حقيقة القصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سافر إلى الشام كان في الثانية عشرة من عمره أو دون ذلك حسب الروايات،وكان أبو بكر رضي الله عنه في الخامسة، ولم يولد حينها بلال بن رباح رضي الله عنه.

 

ويُلمح الباحث الموسوعي في الاستشراق نجيب العقيقي إلى أنَّ ثقافة الحجاز إبان مطلع النور قد تميزت بالطابع المحلي الصرف،إلا أن الحجاز كان محاطًا في العصر الجاهلي بمؤثرات دينية وفكرية ومادية انعكست على ثقافته، فستارة الكعبة كانت ترد من نجران،وتأثرت، على حد زعمه، هذه الثقافة باللغات اللاتينية واليونانية والآرامية والعبرية[13].



[1] الغريب أن رهطًا من بعض "المفكرين" المسلمين سعوا إلى تجاهل الحضارة العربية قبل الإسلام في سعي منهم إلى الرفع من شأن الإسلام،وهذا موضوع يطول الخوض فيه،إلا أن المؤكد أن الذين تبنوه كانوا ذوي منطلقات حسنة، وليست بالضرورة صائبة تمامًا.

[2] حول قضية الشعر العربي بين الأصالة والانتحال انظر: الشعر العربي القديم بين الأصالة والانتحال - ص 159 - 166 - في: فؤاد سزكين،محاضرات في تاريخ العلوم العربية والإسلامية - مرجع سابق - 183ص - (سلسلة أ: نصوص ودراسات؛1).

[3] انظر: عبدالرحمن بدوي،دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي - ط 2 - بيروت: دار العلم للملايين، 1986م - ص 5 - 14.

[4] لا يؤيد المؤلف بعض الأطروحات التي تتحامل على المستشرقين وعلومهم بلهجة شديدة قد تؤثر في علمية البحث والدراسة،التي لا يراد منها الاقتصار على المتلقين المسلمين، بل يُستهدف بها المتحاملون "علميًّا" أو بلباس علمي منهجي على الإسلام والمسلمين.

[5] حول مكانة المسلمين في تاريخ العلوم ينظر إلى تلك الإسهامات التي عُنيت بتاريخ الأدب العربي والتراث العربي من مستشرقين وعرب ومسلمين، انظر مثلًا: فؤاد سزكين، محاضرات في تاريخ العلوم العربية والإسلامية - فرانكفورت: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، 1404هـ/ 1984م - 183ص - (سلسلة أ: نصوص ودراسات؛ 1).

[6] انظر: أبو الحسن علي الحسني الندوي،الإسلاميات بين كتابات المستشرقين والباحثين المسلمين: تقييم لكتابات المستشرقين واستعراض لبحوث المؤلفين المسلمين في الموضوعات الإسلامية - ط 3 - بيروت: مؤسسة الرسالة، 1405ه/ 1985م - ص16.

[7] انظر: مصطفى حسين،الإسرائيليات في التراث الإسلامي - ص 75 - 137 - في: ندوة السيرة النبوية - طرابلس الغرب: جمعية الدعوة الإسلامية العالمية،1986م.

[8] انظر: ابن تيمية،مجموع الفتاوى/ جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد ابن قاسم النجدي الحنبلي - 37 مج - الرياض: عالم الكتب،1412هـ/ 1991م - 13: 366 - 367،وانظر أيضًا: محمد أبو شهبة،الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير - ط 4 - القاهرة: مكتبة السنة،1408هـ.

[9] انظر: موريس بوكاي،الأفكار الخاطئة التي ينشرها المستشرقون خلال ترجمتهم للقرآن الكريم (2) - الأزهر - ع 9 (رمضان 1406هـ - مايو يونيو 1986م) - ص 1386 - 1375،وانظر،أيضًا: موريس بوكاي،الأفكار الخاطئة التي ينشرها المستشرقون خلال ترجمتهم للقرآن الكريم - العروة الوثقى - مج 28 (شتاء 1407هـ) - ص 46 - 55.

[10] يكثُرُ هذا التوجه في قبول الروايات غير الموثقة التي يتبناها المستشرقون بين "المفكرين" العرب الذين ليست لهم دراسة علمية بكتب التراث، فيتناقلون معلومات المستشرقين على أنها من مسلمات كتب التراث العربي الإسلامي.

[11] انظر في مناقشة استغلال المستشرقين للإسرائيليات في كتب التفسير: محمد حمادي الفقير التمسماني،تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قِبل المستشرقين ودوافعها وخطرها - في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي،وتخطيط للمستقبل - المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف،1423هـ/ 2002م - 51ص.

[12] انظر: إسماعيل علي معتوق،بحيرا - مجلة كلية الآداب (جامعة فؤاد الأول،القاهرة) - ع 1 (5/ 1950م) - ص 75 - 88.

[13] انظر: نجيب العقيقي،المستشرقون: موسوعة في تراث العرب مع تراجم المستشرقين ودراساتهم عنه منذ ألف سنة حتى اليوم - ط 5 - 3 مج - القاهرة: دار المعارف،2006م - 1: 36 - 37.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة