• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: الخوف من الإسلام

الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: الخوف من الإسلام
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 10/9/2025 ميلادي - 18/3/1447 هجري

الزيارات: 144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية

الخوف من الإسلام

 

ليس من السهل حصرُ الوسائلِ التي يمكن عدُّها مؤثِّرة في صناعة الكراهية بين الثقافات، ويمكن أن تقسم (القائمة) إلى وسائلَ قديمة، وأخرى حديثةٍ أو معاصرة، كانت إسهامات المستشرقين الأوائل في هذا المجال قد بدأتْ بالطعون المباشرة وإثارة الشبهات في الثقافة الإسلامية، حين شكَّك الاستشراق في الإسلام، ومن ثَم شكَّك في القرآن على أنه كتاب منزَّل من الله تعالى على عبده ورسوله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وأنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؛ (جورج سيل 1697 - 1736م نموذجًا)، ومن ثَم التشكيك في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته، والتشكيك في الشريعة الإسلامية، وأنها مستمدَّة من القانون اليوناني أو الإغريقي، ثم لَمْز الصحابة والتابعين والتاريخ الإسلامي والفتوح الإسلامية، والقائمة تطول.

 

يقول حاتم الطحاوي - في عرضه لكتاب محمد خليفة حسن (آثار الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية) -: "أثار الاستشراقُ الشكوكَ في العقيدة، عبر نظرتِه للقرآن الكريم والحديث النبوي ومصادر العقيدة الإسلامية، على أنها خاضعة للنقد العقلي، وحضَّ المسلمين على ضرورة إخضاع تلك المصادر للرؤية النقدية العقلية، وبالتالي التخفيف من قدسيَّتها لدى المسلمين، والحض على تركها واستبدال القوانين الوضعية البشرية بها"[1].

 

إلا أن صناعة هذه الطعون والشبهات قد خدَمَت مرحلة من مراحل العَلاقة بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي، ولم تعد مما يسوَّق اليوم، فلجأ المستشرقون إلى بناء شُبهات جديدة بمنهجية خاصة في صناعة الشبهات وبنائها؛ لأن المستشرقين أنفسهم قد وقَفوا من الشبهات التقليدية موقفَ الناقد الفاحص[2]، الذي تبيَّن له أن الزمن قد تجاوز الطعون والشبهات المباشرة، لا سيما مع التفاتِ الباحثين المسلمين لنقد الاستشراق، ونشوء جدلٍ بين الباحثين العرب والمسلمين أنفسهم حول الموقف من الاستشراق، ومدى خدمته للثقافة الإسلامية، ومن ثَم التصدي لهذه الأنواع من الطعون والشبهات والردود عليها من قبل الباحثين المسلمين، وعزوها إلى الأغراض التي قامت من أجله.

 

الخوف من الإسلام:

ثم تأتي المرحلة المعاصرة التي توهَّمت أن الإسلام يمثل خطرًا يُهدِّد الوجود الغربي بثقافته التي بني عليها، على الرغم من تبني المنهج العلماني في الممارسة السياسية، ونحت الغربُ مصطلح "الإسلام - فوبيا"، أو الإسلاموفوبيا Islamophobia، لا سيما بعد انتهاءِ تأثير المعسكر الشرقي، وانتهاء الحرب الباردة، والبحث عن عدو جديد يتوحَّد الغربُ ويتحالف في التصدي له[3].

 

يقول محمد علي الخالدي: إن الإسلاموفوبيا "مصطلحٌ أكثر شيوعًا من الاستشراقية. (الإسلاموفوبيا)، وقد عرب مصطلح الإسلاموفوبيا إلى "التخويف من الإسلام والمسلمين"، الذي يعرف بأنه "الفزع من الإسلام أو كرهه، والخوف من المسلمين أو كرههم"، ويعتقد كثيرٌ من الخبراء أن هذا المصطلح غير دقيق، ولا يُعبِّر بصدق عن أنواع التمييز ضد المسلمين، ووضَعَه الأوروبيون على غرار مصطلح (اللا سامية)، وهي ظاهرةٌ تمييزية أوروبية تختلف تمامًا في أجواء انبثاقها عن نوعية العَلاقة بين الإسلام والغرب.

 

وعرَّب بعض الباحثين الإسلاموفوبيا اختصارًا بـ (رُهاب الإسلام)، ضمن ما يعتقد أنها سياسة حكومية، تستهدفُ إقناع المجتمع الغربي بوجودِ تناقضٍ صارخ مع الإسلام، حسب مقولة: إن الإسلام هو الخطر الجديد القادم نحو البلدان الغربية من الشرق، بعد سقوط المعسكر الاشتراكي، كما عبر عن ذاك الأمين العام السابق للحلف الأطلسي في بداية التسعينيات"[4].

 

لقد تحوَّل هذا الخوف من الإسلام والمسلمين إلى مرضٍ، بحيث يشملُ هذا الهاجس كل مَن يدين بالإسلام وعلى مختلف المستويات الاجتماعية، وهو مرض غير مبرَّر[5]، وكان مِن نتائجه التضييقُ على الجاليات المسلمة، وتطاول بعض الغربيين على الإسلام وعلى القرآن الكريم، فشبَّهه مذيع قناة فوكس بيل أورايلي بكتاب كفاحي لهتلر، مع أن الرئيس الأمريكي مِن قراء هذا الكتاب، وظهر التنفير من الإسلام بصفته يُشكِّل خطرًا على الوجود البشري في بعض المؤسسات الدينية المسيحية المتصهينة، وعلى لسان قياداتِها المعروفة على الساحة الغربية؛ من أمثال: بيلي جراهام، وابنه فرانكلين جراهام، وجيري فالويل، وبات روبرتسون[6].

 

الخوف من الإسلام ليس وليدَ القرن الحادي والعشرين، وليس وليدَ أحداث يوم الثلاثاء 22/ 6/ 1422هـ، الموافق 11/ 9/ 2001م، كما يبدو لأول وَهْلة، بل يكاد هذا الهاجس يسيطر على المجتمع الغربي بخاصة، والمجتمعات غير الإسلامية بعامة، منذ بعثة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ ولذا نشأت الأدبيات التي تسعى إلى تنبيه القوم من خطر الإسلام، وقامت الحروب والمناوشات والحوارات العنيفة والأقوال الصادة، بدلًا من الحوارات المباشرة القائمة على الحِجاج والجدال بالتي هي أحسن.

 

لا يتسع المجالُ لتصيُّد هذه الأقوال والأفعال الصادة التي جاءت على ألسنة السياسيين والمستعمرين والمنصِّرين والمستشرقين وغيرهم، وتناقلَتْها بعضُ الإسهامات العربية والإسلامية التي كان لها - دون قصد مباشر منها - أثرٌ في زيادة الفجوة بين الثقافات، ومَن بحَث وجد[7].

 

يظلُّ الخوف من الإسلام وهمًا من الأوهام التي روَّجت لها عناصرُ رأَتْ أن الإسلام يُهدِّد مصالحها الخاصة، وأعان على ترسيخ هذا الوهمِ حجبُ المعلومة الصحيحة عن الإسلام، من قِبَل المنتمين إليه أحيانًا، ومن ثَم تقديم معلومات مغلوطة ومشوهة عن هذا الدين الشمولي، وهنا يأتي أثر الاستشراق الصحفي ودورُه في ترويج المعلومة المزيفة الموغلة في التزييف والتضليل[8]، عمدًا في غالب الأحوال، وفي الوقت نفسه إغفال أثر الحضارة الإسلامية والشرقية في بناءِ الجذور الحضارية الغربية المهيمنة اليوم[9]، انطلاقًا من طليطلة وإسبانية عمومًا، وصقلية وجنوب إيطالية، وجاء ذلك عن طريق النقلِ والترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية[10]، وتعمُّد تغييب هذا البُعد الفعلي في تلاقي الحضارات، وتطويرها وتطويعها للمعطيات الثقافية؛ مما يعني وضوح أثر الاستشراق في هذا المجال في صناعة الكراهية بين الثقافات.

 

تصدَّى لهذه النبرة المتجددة (الخوف من الإسلام) رهطٌ من المفكرين الغربيين والمسلمين، ونظروا إليها على أنها وهمٌ من جملة الأوهام التي يراد من ورائها استمرارُ حالة التأزم القائمة بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي[11]، ومن ثَم الاستمرار في حالة غير مستقرَّة، تفيد منها عناصرُ جعلتْ من هذه الحالة مجالًا لجلب مصالح ذاتية محدودة النفع محدودة الجغرافيا والزمان، ممتدة الضرر في الجغرافيا والتاريخ.

 

تساعد الظروفُ والأحداث الآنية في تعميق هذا الوهم، من خلال عدة مؤشرات؛ منها سيطرة المحافظين الجدد على الإدارة الأمريكية، والأحداث المؤسِفة التي حصلت يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1422هـ، الموافق الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والتي اتهم بتنفيذها ثُلَّة من الشباب المسلمين، ثم ملاحقة مَن اتُّهموا بالتخطيط لهذه الأحداث، وهم – فيما يبدو - من المسلمين، وغيرها قبلها، وربما - لا قدر الله - بعدها، في جبال أفغانستان وغيرها، واجتياح العراق بَدْءًا بيوم الخميس 16/ 1/ 1424هـ الموافق، 20/ 3/ 2003م، ثم انتهت يوم الأربعاء 6/ 2/ 1424هـ، الموافق 9/ 4/ 2003م، بحجة أن النظام القائم آنذاك يهدِّد الاستقرار في المنطقة؛ أي: يهدد الوجود اليهودي في فلسطين المحتلة، دون إغفال غزو النظام البعثي في العراق للكويت يوم الخميس 11/ 1/ 1411هـ، الموافق 2/ 8/ 1990م.



[1] انظر: حاتم الطحاوي: الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، (محمد خليفة حسن)، الاجتهاد، مرجع سابق، ص 321 - 335، والنص من ص 322 - 323.

[2] انظر: محمد خليفة حسن: أزمة الاستشراق الحديث والمعاصر، مرجع سابق، ص 386 - 388.

[3] انظر: مصطفى الدباغ: الإسلاموفوبيا: ISLAMOPHOBIA عقدة الخوف من الإسلام، عمان، دار الفرقان، ط 2، 2001م/ 1422هـ ص 149، وانظر أيضًا: ألان جريش: الإسلاموفوبيا/ ترجمة وتعليق إدريس هاني، الكلمة، مج 10/ ع 40 (صيف 2003م/ 1424هـ)، ص 104 - 120.

[4] انظر: محمد علي الخالدي: إنسان بأصوات متعدِّدة، مرجع سابق.

[5] انظر: سعيد اللاوندي: الإسلاموفوبيا: لماذا يخاف الغرب من الإسلام؟ مرجع سابق، ص 318.

[6] انظر: أكبر أحمد: الإسلام تحت الحصار/ ترجمة عزت شعلان، بيروت، دار الساقي، 2004م، ص 67.

[7] انظر: جودت سعيد: لِمَ هذا الرعب كله من الإسلام، وكيف بدأ؟! دمشق، دار الفكر، 1427هـ/ 2006م، 64 ص.

[8] انظر: ظاهرة (الاستشراق الصحفي)، ص 41 - 46، في: حسن عزُّوزي: الغرب وسياسة التخويف من الإسلام، مرجع سابق، ص 69.

[9] انظر: جون إم. هوبسون: الجذور الشرقية للحضارة الغربية/ ترجمة منال قابيل، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، 1427هـ/ 2006م، ص 411.

[10] انظر: عبدالرحمن بدوي: دور العرب في تكوين الفكر الأوربي، مرجع سابق، ص 256.

[11] انظر: أحمد شاهين: صناع الشرِّ، القاهرة، دار المعارف، 2004م، ص 208. (سلسلة اقرأ؛ 695).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة