• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر

الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 18/6/2025 ميلادي - 22/12/1446 هجري

الزيارات: 191

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر


وعامل آخر مُؤثِّر في تحسين الصورة العربية الإسلامية في الغرب، هو تأثر الجاليات المسلِمة في أوروبة وأمريكا وتأثيرها، مما أدَّى إلى تطوير التعليم الإسلامي في التعليم العام والجامعي الأوروبي[1]، وإن كانت الجالية العربية والإسلامية "المسلمون الروس والأتراك والبلقانيون والمغاربة في ألمانية وهولندة، والهنود والباكستانيون في بريطانية، ومواطنو شمال إفريقية في فرنسة، وخليط متنوع من الكل في أمريكا[2]، التي يُذكر أنها شهِدت هجرات مسلمين مِن الأندلس قبل اكتشاف كريستوفر كولومبس لها"[3].

 

يغلب على هؤلاء العرب والمسلمين في بدايات هجراتهم لأوروبة أنهم كانوا عاملينَ متكسِّبين لقمةَ العيش، مهاجرين طلبًا للاستقرار الاقتصادي، لا سيما في الغرب الأوسط أو أوروبة الغربية، إلا أن جيلًا من أولادهم نما في الغرب الأوسط، وتعلَّم في المدارس الغربية، دون أن يفرط في هُوِيَّته الإسلامية[4]، فظهر من أصلاب العاملين جيلُ العالِمين.

 

بدأ هذا الجيل يدخل (معتركات) الحياة الغربية بثقل وشخصية تختلف عن شخصية الرجل الأبيض الأنجلوساكسوني المتعالية؛ مما يعني أن هناك نزوعًا للتزاوج الثقافي الذي يسهم في التقليص من صناعة الكراهية، إذا لم تَنْبَرِ بعض الرؤى الغربية التي تسعى إلى إعادة تهجير الجاليات، لا سيما الإسلامية منها المقدور على تهجيرها؛ حماية للثقافة الغربية من سيطرة الثقافة الإسلامية عليها، في ضوء تنامي الجاليات المسلمة في الغربين الأوسط والأقصى، وارتفاع المآذن، وعمارة المساجد، والمراكز الإسلامية، والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والتعليمية، والسعي إلى إيجاد بيئة إسلامية للأفراح والأتراح.

 

يؤدي هذا الاندماج إلى ترسيخ القيم الإسلامية في بلاد المهجر، لا من حيث الممارسات الخاصة فحسب، بل من حيث العَلاقات مع الآخرين، من منطلق إضافةِ الإسلام "إلى رصيد العدالة العالَمية بعضَ الحماية من جحيم فساد البشر الأخلاقي؛ فمن الناحية التاريخية كان الدين والحضارة يُقاومانِ قُوى أسهمَت في أسوأ ما شهِده القرن العشرون من البربرية لبعض الفترات: العنصرية، والإبادة الجماعية، والعنف داخل المجتمع"[5].

 

كما يؤدي هذا الاندماج إلى تسنُّم المسلمين مستويات عملية وعلمية وتقنية وفنية وأكاديمية، فرضت وجودَها في المجتمعات الغربية[6]، ويتعذَّر تهجيرها من الغرب الأقصى - أمريكا الشمالية خاصة - لا سيما أن الدين الإسلامي أصبح هو الديانة الثانية في الغرب الأوسط أو أوروبة الغربية[7].

 

لم يعد "من المتخيل أبدًا أن يشهد وجود الإسلام في الغرب تراجعًا ما، فلا يمكن إلغاء هجرة العمالة الوافدة من المسلمين إلى أوروبة، ولا وقف هجرة الأكاديميين المسلمين إلى أمريكا الشمالية، ولا تعطيل استجابة الأعداد الغفيرة من الأفروأمريكيين لدعوة الإسلام واعتناقهم إياه"[8].

 

هذا، بالإضافة إلى الرأي القائل بأن توجُّه أوروبة للشرق الإسلامي حقيقة قادمة، وقدر محتوم، الأمر الذي ينبغي ألَّا يؤخذ بسطحية[9]، بالإضافة إلى تنامي المسلمين من حيث العدد؛ إذ من المتوقع أن يصل المسلمون في نهاية هذا القرن الميلادي إلى نصف العالم، في الوقت الذي تشهَد فيه الأجناس الأوروبية - خصوصًا في الغرب الأوسط - تضاؤلًا في التكاثر، وانحدار معدل الإنجاب إلى 1,2% في معظم أوروبة الغربية، وفي روسية 1,5% بين غير المسلمين، وهي بين المسلمين 5%[10]؛ مما ينذر بتقلص هذه الأجناس ديموغرافيًّا في هذه البقعة من العالم؛ إذ إن الحد الأدنى للبقاء ينبغي ألا ينقص عن 2,1%، كما يشخص ذلك باتريك ج. بوكانن في كتابه موت الغرب[11].

 

وليس المراد هنا ما تردد من أفول الغرب؛ إذ إن بعض المفكرين يرى في إطلاق هذا المفهوم ترجمةً لأمانٍ عند البعض wishful thinking"، أو ترجمة لنظرة تشاؤمية عند آخرين، فالغرب يزداد بالتغريب، لا سيما مع انتهاء الاتحاد السوفييتي، وسعي كثير من دول الاتحاد السوفييتي السابق ودول البلقان إلى الانضواء تحت مفهومات الثقافة الغربية، بما في ذلك الدخول في منظومة الاتحاد الأوروبي، خلافًا لمن قال بأفول الغرب تأسيًا بشبنغلر الذي يبدو أنه متشائمٌ من أفول الثقافة الغربية لا الحضارة الغربية، وربما وافقه على ذلك كلٌّ من كروشه وبرغسون وتوينبي[12].

 

على أن رؤية بوكانن لا تنطلق من مفهوم فلسفي، بل إنها تنظر إلى هذا الموضوع نظرة ديموغرافية مشبعة بالبيانات والإحصائيات والحقائق.

 

ولا تنتهي هذه الفِقرة دون التعريج على احتمال وجود جالية عربية مسلمة في الغرب، ذات قسط من الثقافة ذات النزعة الليبرالية أو الماركسية، "هؤلاء المسلمون المثقفون يستغلون المصداقية التي يحظون بها في وسائل الإعلام الغربي، للدعاية لِما يسمى بالإسلام الأوروبي Euro - Islam، وهو قليل من الإسلام، كثيرٌ من الأوروبي.

 

هؤلاء المثقفون يجعلون المسلمين النشيطين الآخرين يظهرون بمظهر المتطرِّفين"[13].

 

"هذا الأمر يؤدي دومًا إلى أسئلة من قبيل:

لماذا لا تستطيعون أن تكونوا مثل هؤلاء المثقفين؟

فهم لا يريدون بناءَ مساجد، ولا يحجُّون، ولا يصلُّون دومًا، كما أنهم يتناولون الخمر، ويسمحون لنسائهم بالخروج مكشوفات الأذرع، أَوَ لَيسوا هم مسلمين؟"[14].

 

كما لا تنتهي هذه الفقرة دون التعريج على فئة من المسلمين القلقين؛ الذين وجدوا في الغرب مأوى لهم، بعد أن ضيَّقت عليهم بلدانُهم بحق أو دون وجه حق، ويغلب عليهم الغلوُّ في الدين وإظهار المعارضة لأوطانهم الأم، فتتلقَّفهم دول الغرب بحجج مختلفة؛ منها استخدام أسلوب حق اللجوء السياسي، أو حقوق الإنسان، فيسيء هؤلاء إلى الإسلام وإلى بلاد الإسلام، بل ربما كان فهمُهم للدين قاصرًا، ويسيئون كذلك إلى ثقافة البلاد التي آوتْهم، ويتصرَّفون تصرفات طاردة عن الدين، وهم يَحسبون أنهم يُحسنون صنعًا.



[1] انظر: شتيفان رايشموت: خطابات الاستشراق، موقع الدراسات الإسلامية في ألمانية اليوم/ ترجمة عدنان حسن، ص 93 - 105، في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان: تأمُّلات في الشرق، مرجع سابق، ص 140.

[2] انظر: صلاح عبدالرزاق: المفكِّرون الغربيون المسلمون: دوافع اعتناقهم الإسلام، مرجع سابق، 2: 269.

[3] انظر: عثمان أبو زيد عثمان ومحمد وقيع الله أحمد: الوجود الإسلامي في أمريكا: الواقع والأمل، مكة المكرمة، رابطة العالم الإسلامي، 1426هـ. 146ص، (سلسلة دعوة الحقِّ؛ 212)،

[4] انظر: فريتس شتيبات: الإسلام شريكًا: دراسات عن الإسلام والمسلمين، مرجع سابق، ص: 115 - 117.

[5] انظر: علي الأمين المزروعي: القيم الإسلامية والقيم الغربية، أبو ظبي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، د. ت، ص18، (سلسلة دراسات عالمية؛ 21).

[6] يذكر علال سيناصر أن بعض الدراسات الاجتماعية قد أثبتت أن قدرة الغرباء على العطاء تكون في أقوى صورها، إذا كان هؤلاء الغرباء على معرفة جيِّدة بثقافة بلدهم الأصلي؛ انظر: سعيد اللاوندي: الإسلاموفوبيا: لماذا يخاف الغرب من الإسلام؟ مرجع سابق، ص 283.

[7] انظر: صلاح عبدالرزاق: المفكِّرون الغربيون المسلمون: دوافع اعتناقهم الإسلام، مرجع سابق، 2: 269 -270.

[8] انظر: مراد هوفمان: الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود، تعريب عادل المعلِّم وياسين إبراهيم، القاهرة، مكتبة الشروق، 1421هـ/ 2001م، ص 198.

[9] انظر: زيغريد هونكه: التوجُّه الأوربي إلى العرب والإسلام حقيقة قادمة وقدر محتوم/ ترجمة هاني صالح، تقديم إسماعيل مروة، بيروت، مؤسسة الإيمان، 1419هـ/ 1998م، ص 295.

[10] انظر: شيرين هانتر: الإسلام في روسية: سياسات الهوية والأمن، 2007م، نقلًا عن أورلاندو فيغس، مراجع. الإسلام والمنحى الروسي، التسامح، ع 16 (خريف 1427هـ/ 2006م)، ص 354 - 358.

[11] انظر: باتريك ج. بوكانن: موت الغرب: أثر شيخوخة السكان وموتهم وغزوات المهاجرين على الغرب/ نقله إلى العربية: محمد محمود التوبة، راجعه: محمد بن حامد الأحمري، الرياض، مكتبة العبيكان، 1425هـ/ 2005م، ص 529.

[12] انظر: جورج طرابيشي: ازدواجية العقل: دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي، دمشق، دار بترا، 2005م ص 145. 152، (سلسلة المرض بالغرب؛ 2).

[13] انظر: صلاح عبدالرزاق: المفكِّرون الغربيون المسلمون: دوافع اعتناقهم الإسلام، مرجع سابق، 2: 268.

[14] انظر: مراد هوفمان: الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود، مرجع سابق، ص 206.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة