• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر

الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 11/6/2025 ميلادي - 15/12/1446 هجري

الزيارات: 186

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر

 

وأصبح لوجودِ المسلمين أثرٌ وتأثير، بما في ذلك أثر الطلبة المسلمين الذين تلقَّوا علومهم على علماء الغرب، وكوَّنوا - مع أن وجودهم مؤقَّت - جسرًا للتعارف بين الشعوب، من خلال أوجه النشاط - العلمية والثقافية والاجتماعية - التي كانوا يقومون بها في المجتمع الغربي، فكانوا على العموم مثالًا لحُسن الخُلُق من خلال السلوكيات والنظرة الجادة، وإن لم يخلُ بعضهم مِن تأثر بالنمط اللَّهوي الغربي للحياة.

 

هذا الموضوع يحتاج إلى بحث علمي يركز على مدى أثر البعثات التعليمية الإسلامية إلى الغرب وتأثيرها الإيجابي في رحلة التعارف بين الأمم[1]، سواء ذهب هؤلاء لدراسة العلوم الإسلامية في المراكز الاستشراقية[2]، ثم عادوا لتطبيق المنهج الاستشراقي في دراسة العلوم الإسلامية والعربية[3]، أم بوجهٍ أوسعَ حين ذهبوا لدراسة تخصصات علمية تطبيقية وبحتة تحتاج إليها البلاد الإسلامية التي بعثتهم لها، وهؤلاء هم الكثرة، الذين بسطوا بتلقائيتهم قدرًا لا يُستهان به مِن تجسير الفجوة في العلاقات الفكرية بين الشرق والغرب، وإن لم ينووا الإقامة الدائمة في الغرب، إلا أن وجودهم ترك أثرًا إيجابيًّا على العموم في تجسير هذه العَلاقة، وإن لم يخلُ وجود بعضهم ممَّن له قابلية للتأثر بالنزعة المادية في النظرة للحياة، ومِن ثَمَّ تأثر البُعد الروحاني سلبًا لديهم؛ لما تلقوه بطرق غير مباشرة من وجود فجوةٍ ذهنية بين العلم والروحانيات في الثقافة الغربية، فعاد بعضهم ليبثَّ المنهج المعلمن في إدارة الحياة.

 

فهذا "موريس بوكاي" - يُحذِّر مِن أن يسري هذا التأثر بين الطلبة المسلمين الذين يدرسون في الغرب - يقول:

"كانت البلاد المسيحية في تلك الفترة من القرون الوسطى في ركودٍ وتزمُّت مطلق، توقَّف البحث العلمي، ليس بسبب التوراة والإنجيل؛ وإنما - وعلينا أن نُكرِّر ذلك - بأيدي هؤلاء الذين كانوا يدَّعون أنهم خدام التوراة والإنجيل، وبعد عصر النهضة في أوروبة كان رد الفعل الطبيعي أن يأخذ العلماء بثأرهم مِن منافس الأمس، وهذا الثأر مستمرٌّ حتى اليوم، لدرجة أن التحدث حاليًّا في الغرب عن الله في الأوساط العلمية يعتبر فعلًا علامة الرغبة في التفرد، ولهذا الموقف تأثيرُه السيئ على العقول الشابة (والمسلمة منها أيضًا)، التي تتلقى تعليمنا الجامعي"[4].

 

وتؤكِّد آمال قرامي في هذا المقام على أنه "لا مناصَ مِن القول: إن البعثات الدراسية إلى الخارج يسَّرت عملية اندماج المسلم في المَدَنية الغربية، ومكَّنته من الاطِّلاع على ديانات مختلفة، وحضارات متعددة، وأكسبَتْه شيئًا من أساليب الحياة الغربية، ومن الاتجاه الغربي في التفكير والعلم والسلوك وما إلى ذلك، ومن ثمة صار (الارتداد) ممكنًا، خاصة إذا علمنا أن المبشِّرين كانوا حريصينَ على تتبُّع أحوال هؤلاء الطلبة واستغلال حالة الوحدة والعَوَز التي يعاني منها أكثرهم لفائدة تحقيق أغراض التبشير"[5].

 

ويكاد معظم الطلبة (الأجانب)، كما يسمونهم، من مسلمين وغير مسلمين - يتعرضون لشكل من أشكال التنصير في المواسم الدينية وفي غيرها.

 

يؤيد المستشرق ولفرد كانتول سميث الطبيبَ الفرنسي موريس بوكاي وآمال قرامي في هذا المنحنى التأثري في كتابٍ له بعنوان: (الإسلام في التاريخ الحديث)؛ حيث يقول: "وقد سافر كثيرٌ من الشباب المسلم إلى الغرب، واطَّلعوا على روح أوروبة وقِيَمها، وأُعجبوا بها إلى أبعد حدٍّ، وينطبق هذا بخاصة على الطلاب الذين درسوا في جامعات أوروبة بعددٍ لم يزل يزداد مع الأيام، وهم الذين سبَّبوا استيراد كثير من أفكار الغرب وقيمه إلى العالم الإسلامي...، وكان مما صدَّره الغرب إلى العالم الإسلامي تلك الأفكارُ المتعددة، والاتجاهات العقلية الدقيقة الفجة، والميول الحديثة، التي كان في نشرها أوفر نصيب لنمط التعليم الغربي، ويفوقها في ذلك تأثيرُ معاهد الغرب الحقوقية والسياسية والاجتماعية ونفوذها الزائد...، وهكذا أثَّرت عملية التغريب بسرعة وقوة بالغتَينِ"[6].



[1] حذر بعض الذين كتبوا في هذا المجال من تأثُّر الطلبة المسلمين بالمادِّية الغربية، على حساب النظرة المتوازنة بين المادة والروح، وكان هذا التوازن هو الرسالة التي حملها الطلبة المسلمون إلى الغرب، وقليلٌ منهم مَن عاد إلى وطنه وهو خِلْو من هذه النظرة المتوازنة.

[2] تتمُّ استعانة المستشرقين الجدد بأطقم مدربة جيِّدًا من المثقفين العرب والمسلمين، الأمر الذي لم يكن وافرًا بهذا الوضوح مع الاستشراق التقليدي الذي استعان بنخب غربية أوروبية وأمريكية؛ انظر: فاضل الربيعي: ما بعد الاستشراق: الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء، مرجع سابق، ص 25.

[3] العلاقة المباشرة بين الاستشراق وعلماء الإسلام والعربية لم تكن مقصورةً على هذا النوع من التلقِّي، بل إنها بدأت بشيء من الندِّية من خلال مؤسسات علمية وتعليمية غربية وشرقية؛ انظر: سمير قصير: تعليق/ ترجمة محمد صبح، ص 107 - 113، في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان: تأمُّلات في الشرق، مرجع سابق، ص140.

[4] موريس بوكاي: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، القاهرة، دار المعارف، 1978م، ص 141.

Maurice Bucaille. The Bible the Qur'an and Science. Translated from French by: Alastair D. Pannell and the Author. - Indianapolis: North American Trust, 1978. - P117.

[5] انظر: آمال قرامي: قضية الردة في الفكر الإسلامي الحديث، تونس، دار الجنوب، 1996م، ص 49.

[6] نقلًا عن محمد خليفة حسن: أزمة الاستشراق الحديث والمعاصر، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1421هـ/ 2000م، ص 345 - 346.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة