• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الموقف المتوجس

الموقف المتوجس
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 24/11/2024 ميلادي - 22/5/1446 هجري

الزيارات: 524

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الموقف المتوجِّس

(الاستشراق بين منحيين.. النقد الجذري أو الإدانة)

 

وبدأ يتبيَّن لمفكري الإسلام والعربية من خلال هذه اليقظة التي عاشها الفكر العربي والإسلامي أنَّ من بين المستشرقين من هم متعصِّبون، كما أنَّ بينهم مَن هم مُنصفون، يقول محمد علوي المالكي الحسيني: (فكان من نتائج هذه اليقظة أنْ قسَّموا المستشرقين إلى صنفين؛ متعصِّبين ومتجرِّدين، أو مُنصِفين. فالمتعصِّبون - وهم الغالبية - أكثرهم من الرهبان والقُسس والمبشِّرين الذين اشتغلوا بالاستشراق. والمنصفون هؤلاء أقبلوا على الاستشراق - كما يُقال عنهم، بدافع من حبِّ الاطِّلاع على حضارات الأمم وأديانها وثقافتها ولغتها، وحاولوا بكلِّ جهد أنْ يتحرَّروا في بحوثهم من أثر العواطف الدينية)[1].

 

ويوحي هذا الحوار ضمنًا أنَّ في الاستشراق نفعًا كما أنَّ فيه ضررًا، وإنما النقاش يدور حول تغليب أحد الطرفين على الآخر، فجاءت المرحلة الثانية في رفض ما جاء به بعض المستشرقين، وأنه إنما يخدم (أجندات) مخفيَّة، تبرز في معاضدة الاحتلال والتنصير والسياسة، حتى عدَّ بعضهم الاستشراق على أنه أحد أجنحة المكر الثلاثة[2]، أو أنه أحد قوى الشرِّ المتحالفة، مثله في هذا التنصير والاحتلال[3]، بل إنَّ من المفكِّرين المسلمين من حرَّم التعاون مع المستشرقين في مراكزهم وجامعاتهم ومؤسَّساتهم تحريمًا شرعيًّا، يقول عبدالحميد غراب: (أمَّا التعاون معهم في تلك المؤسَّسات الاستشراقية فقد حرَّمه الله تعالى على المسلمين تحريمًا قاطعًا؛ لأنه نوع واضحٌ من موالاة اليهود والنصارى، والموالاة هي التناصُر بأية صورة من صور التناصُر المعنوي أو المادِّي)[4]، وهناك من قال عنهم - تعميمًا -: إنهم جواسيس وعملاء للاحتلال وأعداء للإسلام[5].

 

وحظي هذا الموقف الرافض المتوجِّس المشكِّك - كما يشير نصير الكعبي[6] - بعدد كثير من روَّاد الفكر العربي الإسلامي، أولئك الذين تصاعدت عندهم (نزعة معاداة التغريب والغزو الثقافي، فتحوَّل نقد الاستشراق - في جزء منه - إلى نقدٍ للتغريب والمتغربين في المجتمعات العربية، وبخاصَّة بعد تفاقُم الصراع بين الإسلاميين والسلطات في السبعينات والثمانينات من القرن المنقضي)[7].

 

ومن أبرز الواقفين موقف الرفض للاستشراق من روَّاد الفكر العربي الإسلامي: أحمد فارس الشدياق (1804 - 1887 م)، والأمير شكيب أرسلان (1869 - 1946)، ومالك بن نبي (1905 - 1973)، ومحمد البهي (1905 - 1982)، وعمر فرُّوخ (1906 - 1987)، ومحمد أسد (1900 - 1992)، ومحمود محمد شاكر (1909 - 1997)، وأبو الحسن علي حسني الندْوي (1913 - 1999)، وعبدالقادر يوسف ومحسن جمال الدين ومحمد صالح البنداق وحسين الهراوي[8]، وأنور الجندي (1917 - 2002 م)، وعبدالرحمن حسن حبنَّكة الميداني، وعبدالحميد غراب، وعبدالعظيم الديب، ومازن بن صلاح الدين المطبَّقاني، ويضيف محسن محمد حسين إلى هذه القائمة: محمد عزَّت إسماعيل الطهطاوي، وطارق سري، وقاسم السامرَّائي، وسعدون محمد الساموك، وجابر قميحة، وعبدالله عبدالحي محمد[9]، على اختلاف بينهم في اللغة والنقاش والعمق في فهم الاستشراق[10].

 

ويُمكن إفراد دراسة (أو دراسات) خاصَّة عن إسهامات إدوارد سعيد في موقفه الحادِّ من الاستشراق، الذي ركَّز فيه على الاستشراق السياسي المعاون للإمبريالية العالمية والمستخدمَ في المؤسَّسات السياسية والاستخبارية، وفي موقف إدوارد سعيد من الاستشراق قصر للجهود الاستشراقية على هذا الجانب، ولذلك لم يكن رأيه حادًّا عندما تعرَّض للاستشراق الألماني، وأكَّد على هذا المنحى في كتابه (التعقيبات)[11]، من أنَّ الاستشراق الألماني لا يتَّفق مع خطَّته في بحثه الأول الذي ركَّز فيه على كتابات من كان لبلدانهم ارتباطٌ بمشروع إمبريالي[12]، وقد غلب على تحليله أيضًا الاستشراق الأمريكي الذي يمكن أنْ يعد أقرب الاستشراقات خدمةً للسياسة والإمبريالية، كما أنه (أي الاستشراق الأمريكاني) قريبٌ جدًّا من الاستشراق الصحفي، بحيث برز عددٌ من المستشرقين الأمريكيين على أنهم معلِّقون سياسيون[13]، ويفتقر الاستشراق الصحفي - غالبًا - إلى العمق في الفكرة والتحليل، ولكنه هو المطلوب إعلاميًّا مع سيطرة المعلومة السريعة والقصيرة والموجَّهة.

 

بل يُمكن القول: إنَّ ما خاض به إدوارد سعيد في هذا الجانب جاء من تأثير الاستشراق الأمريكي الذي نزَع إلى قدر واضح من التسطيح الإعلامي، بدليل أنَّ المستشرق برنارد لويس الأمريكي ليس بعمق المستشرق برنارد لويس البريطاني[14]، والشخص هو الشخص، لكنه (تسطَّح) في أمريكا ودعا إلى تصادُم الحضارات، وتغليب سيطرة الحضارة الغربية الأمريكية، وأخذها منه السموأل هنتنجتون وأخرج منها تقريره المكتوب لجهة أمنية، ثمَّ طوَّره بمقالة، ثم طوَّر المقالة إلى كتاب، وأضحى برنارد لويس مستشارًا للإدارة الأمريكية، لا سيَّما لنائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورد بوش الأب (داك تشيني)[15]. ويُمكن النظر في محتويات كتاب الاستشراق الأمريكي: الولايات المتَّحدة والشرق الأوسط منذ سنة 1945م لبيان وجهة الاستشراق الأمريكي المعاصر[16]، ولهذا السبب في طرح إدوارد سعيد انبرى رهطٌ من المستشرقين ومفكِّري العربية إلى نقد عمله، وميله إلى التعميم في حقِّ المستشرقين؛ يقول عبداللَّه علي العليَّان: (من الحقِّ أنْ نذكر أنَّ التعميم والمبالغة في نقد كلِّ أعمال المستشرقين وربطهم بالاستعمار والتنصير والتبشير، لا يستقيمان مع العدل والموضوعية، ناهيك عن المنهجية والعلمية في الطرح والمناقشة، وتفنيد الرأي المختلف استرشادًا بقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، ومن هنا علينا أن نفرِّق بين الاستشراق الأيديولوجي غير المنصف، والاستشراق العلمي الذي قدَّم الكثير من الأعمال الجليلة لتراثنا وتاريخنا وروائع حضارتنا، وهي جهود لا تزال موثَّقة ومكتوبة وشاهدة على الإخلاص والتفاني والموضوعية)[17].



[1] انظر: محمد علوي المالكي الحسني: المستشرقون بين الإنصاف والعصبية، (ص: 159 - 187)، في: نخبة من العلماء المسلمين. الإسلام والمستشرقين، جدَّة: عالم المعرفة، 1405 هـ / 1985 م، (ص: 511).

[2] انظر: عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني: أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها؛ التبشير - الاستشراق - الاستعمار: دراسة وتحليل وتوجيه ودراسة منهجية، ط 4، دمشق: دار القلم، 1405 هـ / 1985 م، (ص: 698)، سلسلة أعداء الإسلام؛ 3.

[3] انظر: محمد محمد الدهَّان: قوى الشرِّ المتحالفة: الاستشراق - التبشير - الاستعمار وموقفها من الإسلام والمسلمين، ط 2. المنصورة: دار الوفاء، 1408 هـ / 1988 م، (ص: 250).

[4] انظر: أحمد عبدالحميد غراب: رؤية إسلامية للاستشراق، ط 2، لندن: الملتقى الإسلامي، 1411 هـ، (ص: 175).

[5] انظر: محمد عوني عبدالرؤوف وإيمان السعيد جلال: جهود المستشرقين في التراث العربي بين التحقيق والترجمة، ج 2، القاهرة: مكتبة الآداب، 1427 هـ / 2006 م، (ص: 24 - 25).

[6] انظر: جواد علي: أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام / دراسة ومراجعة نصير الكعبي، 2 مج، بيروت: المركز الأكاديمي للأبحاث، 2011 م، (1: 65 - 69).

[7] انظر: رضوان السيِّد: نقد الاستشراق، الاجتهاد - 50 و51 ربيع وصيف العام 2001 - 1422 هـ، (ص: 5 - 7).

[8] انظر: محمد عوني عبدالرؤوف وإيمان السعيد جلال: جهود المستشرقين في التراث العربي بين التحقيق والترجمة، المرجع السابق، (ص: 24 - 25).

[9] انظر: محسن محمد حسين: الاستشراق برؤية شرقية، مرجع سابق، (ص: 217).

[10] انظر: حاتم الطحاوي: الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، محمد خليفة حسن، الاجتهاد، 50 و51 ربيع وصيف العام 2001 - 1422 هـ، (ص: 321 - 335).

[11] انظر: إدوارد سعيد: تعقيبات على الاستشراق، ترجمة وتحرير: صبحي حديدي، عمَّان: دار الفارس، 1996 م، (ص: 99 - 133)، وأعيد نشرها بعنوان: (تذييل الطبعة الجديدة من الاستشراق) في كتابه المشترك مع إعجاز أحمد: الاستشراق وما بعده: إدوارد سعيد من منظور النقد الماركسي، ترجمة وتقديم: ثائر أديب، دمشق: ورد، 2004 م، (ص: 175 - 210).

[12] انظر: رضوان السيد: المستشرقون الألمان. مرجع سابق، (ص: 77 - 78).

[13] انظر: إدوارد سعيد: الاستشراق؛ المفاهيم الغربية للشرق، مرجع سابق، (ص: 560).

[14] ذكر أستاذ تاريخ الأديان سهيل زكَّار - وقد تتلمذ على برنارد لويس في بريطانيا - أنَّ الذي تتلمذ عليه في بريطانيا ليس هو ذاك الذي أفصح عن رُؤاه السياسية والعرقية، بعد أنَّ انتقل إلى أمريكا.

[15] انظر: علي عبداللطيف إحميدة: ما بعد الاستشراق؛ مراجَعة نقدية في التاريخ الاجتماعي والثقافي 1990 - 2007 م، مرجع سابق، (ص: 12).

[16] Douglas Little. American Orientalism: the United States and the Middle East Since 1945، 3rd.. ed، Chapel Hill , North Carolina: the University of North Carolina Press , 2008، 441 p.

[17] انظر: عبداللَّه علي العليَّان: الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف، بيروت: المركز الثقافي العربي، 2003 م، (ص: 6).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة