• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالمظهر

العبث بالمظهر
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 2/12/2020 ميلادي - 16/4/1442 هجري

الزيارات: 7419

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بالمظهر


يشدُّ الانتباه ما تطرحه الصحافة عن الشباب، وما يتعرَّضون له - الآن - من تسطيح وتسفيه في حياتهم، ودعوَتُها لذوي الأقلام في الإسهام في معالجة هذه الظاهرة، التي لا تبرز آثارها في القريب العاجل، ولكنَّها ستظهر عندما يتسنَّم هؤلاء الشباب المسؤولية، بعد سنين معدودة.

 

تنصبُّ هذه الرؤية على فئة من الشباب الذين هيَّأ الله لهم الظروف المادِّية الطيِّبة، التي أسهمَت في ضعف شعورهم بالحاجة، ما دام كلُّ شيء مهيَّأً لهم؛ من المأكل والملبس، والمسكن والمركب، ثمَّ مصروف الجيب، ممَّا حدا بهم إلى الاهتمام بأمور سطحيَّة في الفكر والسلوك، أسهمَت في هذا التسفيه، ويعينهم على ذلك مغريات جاهزة موجودة بين ظهرانيهم، فأثَّر هذا كله على تحصيلهم العلمي، وأثَّر كذلك على فهمهم للحياة، وما فيها من حاجة إلى الارتقاء.

 

اكتفى بعضهم بتوفير الكماليات، المتوفِّرة أصلًا، فطفِق يَبحث عن المزيد، في سباق محموم مع التقليعات العبثيَّة الشبابيَّة، التي توحي للمتابع بمدى ما وصلَت إليه هذه الفِئة من الهامشية والنَّظرة قريبة المدى، بحيث يصعب على الفتى مواجهة المواقف، تكاد تراهم في بعض المناسبات عندما لا تجد فيهم من يضع كلمتين في جملة مفيدة، إذا ما صادف أنْ كان بين الرجال، ولم يتمكَّن من الهرب منهم، قابعًا في مقصورته التي حوَت كلَّ مُلْهٍ من الأجهزة والأشرطة، بما فيه من مضيعةٍ للأوقات والطاقات والآمال والطموحات.

 

هناك فِئة عابثة سطحيَّة ستَدفع الثَّمن غاليًا، وهناك فئة جادَّة مدرِكة لمعنى الحياة، ستكون هي الأملَ الذي تتطلَّع إليه الأمَّة، في حمل رسالةٍ تحتاج إلى سواعد الرجال وعقولهم لحملها؛ لأنَّها أمانةٌ ثقيلةٌ، لا يقوى على حملها إلَّا مَن أدركها، وأدرك ثقلها، مع قلَّة هؤلاء، بالمقارنة بأولئك؛ فإن قليلًا جدًّا من الشباب، تحسُن تربيتهم وتوجيههم، خير عند الله من كثير عابِث، سوف يعيش على الهامش، ويكتفي - قسْرًا ودون إرادة منه - بأنْ يعيش عيشة مختلفة - تمامًا - عن عيشته هذه، عندما يتوقَّف عنه الدَّعم، الذي يتفيَّأ ظلاله هذه الأيام، وهو دَعم مصطنع، قائم على قلِّة الحيلة من الوالدين الداعمين.

 

هناك فِئة من الشباب، من الجادِّين الذين تراهم يستغلِّون أوقاتهم بالمفيد، فما أنْ يخرجوا من مدارسهم حتى تراهم بين أهليهم في فترة راحة لا بدَّ منها، ثم يتوجَّهون إلى الاطلاع والقراءة، ومتابعة أمورهم بجدِّية، ترى منهم من يعمل مساءً، ومنهم من يستغلُّ وقته الباقي في أمور منتجة لأهله وله، دون أنْ يعير اللَّهو انتباهًا أكثر من اللازم، ومع هذا فهو لا يغفل عن رغبته في اللَّهو البريء المباح الخالي من المضاعفات، التي تُخلِّفها بعض أنواع اللَّهو، الذي رزئت به الساحة العربية والعالمية هذه الأيام.

 

كنموذج لذلك: هذا طِفل (فتى) في الثانية عشرة من عمره يعلِّق، تعليقًا عابرًا، على الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية، لا سِيَّما مع بروز فضيحة تعذيب الموقوفين في السجون العراقية، من قِبَل القوَّات المحتلَّة، ومذبحة قانا الثانية في لبنان: ماذا لو كان الوضع في مسألة التعذيب في سجن أبو غُرَيْب وغيره والغارات على المدنيين عكسيًّا، ماذا ستكون ردود أفعال الآخر؟

 

تعليق هذا الفتى يبرز مدى سعة الاطِّلاع التي يتَّسم بها جيل هذا اليوم، في ضوء ما يحيط بهم من آليَّات نشر المعلومة، التي لم تعُدْ مقصورةً على مَن يبحث عنها في الكتب، وأوعية المعلومات التقليديَّة الأخرى، بل ظهرَت أوعية معلومات حديثة، في متناول الفتيان والفتيات، ممَّا أثَّر على نظريات نشر المعلومة، ومحاولات علماء المعلومات إيجاد عناصر مهمَّة تحيط بالمعلومة؛ أبرزها نظرية عالِـم المعلومات الأمريكي روبرت هَيز من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) في نهاية التسعينيات الهجرية/ السبعينيات الميلادية، وبداية الأربعمائة الهجرية، الثمانينيات الميلادية، تلك التي تحوم حول أربعة عناصر مهمَّة حول المعلومة؛ هي ملكيتها، وخصوصيَّتها، وسرِّيتها، وأمنها[1].

 

إدراك الشَّباب الصِّغار - الآن - بفعل أَوعية المعلومات الحديثة له أثَر على هذه العناصر الأربعة، وإدراك الفتيان والفتيات يتجاوَز الاعتراف بأنَّ الكِبار قد يكونون أكثر إدراكًا؛ إذ إنَّ هناك شواهد فعليَّة، تؤكِّد أنَّ الكبار ممَّن لم يوفَّقوا في التعامُل مع آلات تقنية المعلومات، متأخِّرون في الحصول على المعلومة، بالمقارنة بأولئك الصغار، الذين لم يمرُّوا بالهيبة (الخوف من التقانة Technophobia)، التي صاحبت التعامُل مع أوعية المعلومات الحديثة، ولأنَّها أوعية حديثة فإنَّ مجال الملكية، والسرِّية، والخصوصية، والأمن للمعلومة، أضحت - كلُّها - مجالًا للتجاوز والاختراق بشكل ملحوظ، مما حدا بالعالَم إلى إعلان بعض المبادئ أو القوانين، ذات العلاقة بالملكية الفكرية، وجعل منظمة التجارة العالمية (WTO) تؤكِّد ذلك، من خلال التوقيع على اتِّفاقية الملكيَّة الفكرية، ضمن متطلبات الانضمام إلى هذه المنظمة.

 

كنموذج آخر لهذه الفِئة من الشباب: اعتُقل فتًى في ألمانيا، في عمر المراهقة، اعترف - حالَ القبض عليه - بالعبَث من خلال التعامُل مع المعلومات المصرفية من خلال إقحام فيروس، يؤثِّر عليها إلى حدِّ مسح المعلومات؛ هذا سطو سافر على كلِّ هذه العناصر الأربعة التي قدَّمها روبرت هيز، قبل خمسٍ وعشرين سنة؛ ذلك الوقت الذي كان الناس يتحدَّثون فيه عن تفجُّر المعلومات، أو ثورة المعلومات، ومن ثمَّ فإنَّ هذا الجيل القادِم ستكون له مع المعلومة نَظرة تختلف عن جيل سابِق، وإنْ كان الجيل السابق قد تعرَّف على تقنية المعلومات، من خلال البطاقات المثقوبة، والأجهزة الضخمة لحفظ المعلومات وتخزينها، الأمر الذي أصبح في حكم التاريخ والتراث المعلوماتي.

 

هذا الإدراك في هذا الجيل القادم المتعامل مع المعلومة ليس على اعتبار أنَّها ثروة وطنية فحسب، بل على اعتبار أنَّها جزء من الحياة العامَّة، مثلها في ذلك مثل الهواء والضوء، هذا الإدراك يستوجب نظرةً معاصِرة للتعامُل مع المعلومة؛ من حيث سرِّيتُها، وملكِيتُها، وخصوصيِّتُها، وأمنُها؛ إذ تظل هناك - رغم كل التطوُّرات - حاجةٌ إلى قدر من هذه العناصر الأربعة، لا بدَّ من الإبقاء عليه، على مستوى الأفراد والمجتمعات.

 

هذا الإدراك من هذا الفتى أَوحى بقدر غير قابل للتغافُل في التعامُل مع المعلومة، وضرورة التوكيد على محتوى المعلومة، من حيث المصداقية.

 

أثار هذه الوقفة سؤالُ هذا الفتى: ماذا لو كان الوضع في مسألة التعذيب في سجن أبو غُرَيْب وغيره والغارات على المدنيين عكسيًّا، ماذا ستكون ردود أفعال الآخر؟! ولم يكن هذا السؤال، من هذا الفتى استفهامًا، ولكنَّه سؤال أثار سؤالًا حول مدى إدراك هذا الجيل في التعاطي مع المعلومة.



[1] انظر: علي بن إبراهيم النملة: التجهيزات الأساسية للمعلومات: نظرة عامة - مكتبة الإدارة - ع 2 مج 12 جمادى الأولى 1405هـ/ يناير - فبراير 1985م - ص 23 - 38.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة