• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

إجازة الربيع.. يقضونها في السودان

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 10/12/2017 ميلادي - 21/3/1439 هجري

الزيارات: 8786

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إجازة الربيع.. يقضونها في السودان


جرت العادة أن يدعو الكثيرون ممن ينتمون إلى هذه البلاد الطيبة إلى قضاء الإجازات السنوية والعادية وإجازات الربيع في البلاد ذاتها، خاصة أن الدعوة إلى هذا الأسلوب تؤيده كثير من الإنجازات السياحية التي تشهدها مناطق المملكة والتي تثبت وجودها أمام إغراءات السفر إلى خارج البلاد،وتأتي هذه الدعوة عادة قرب حلول الإجازات بأنواعها، وربما كثرت أثناء فترة الصيف وانتهاء الطلبة والطالبات من موسم الحصاد العلمي على جميع المستويات.

 

والدعوة إلى قضاء الإجازة داخل المملكة - أو المنطقة - دعوة فائدتها تأتي من وجهين: الوجه الأول يتمثل في التعريف بالبلاد والاطلاع على معالمها والتعرف على جوانب مجهولة من هذه البلاد، والوجه الآخر يتمثل في التوفير المادي لما ينفق خارج البلاد؛ إذ يبقى في يد السائح جزء كبير منه وما ينفقه يعود بالنفع على البلاد، كذلك فالذين يعملون في السياحة يدركون المردود المادي من هذا القطاع مهما تضاءله الكثيرون الذين ينظرون إلى هذه الناحية من زاوية فردية ترى أن إنفاق عشرة الآلاف أو العشرين ألفًا لا تؤثر من قريب أو بعيد في اقتصاد البلاد الذي أنفقت فيه والذي حولت منه،وعلى هذا فالدعوة إلى قضاء الإجازة داخل البلاد دعوة أقل ما يمكن أن يخرج بها القارئ أنها دعوة مخلصة تنظر إلى صالح هذه البلاد بعين عميقة طويلة المدى.

ومن خلال هذه المقدمة قد يستشف القارئ أني سأدعوه إلى قضاء الإجازة هذه - إجازة الربيع - داخل البلاد، وسأحاول تبرير هذه الدعوة بمجموعة من الأسباب أؤيد فيها ما أدعو إليه.

 

ولكني لن أنحو هذا المنحى في هذه العجالة، بل إني سأدعو الشباب خاصة إلى قضاء الإجازة خارج ربوع الوطن هذه المرة، والتركيز هنا على معاشر الشباب على غير العادة من التركيز على الشباب في قضاء الإجازة في مناطق المملكة،ولعل هناك ما يبرر دعوتي هذه لقضاء الإجازة خارج البلاد من قبل الشباب على وجه التخصيص.

 

لقد وجهت جمعية الهلال الأحمر السعودي نداء إلى شباب هذه البلاد تدعوهم فيه إلى قضاء إجازة الربيع في السودان الشقيق، ووعدت الجمعية بتسهيل سبل السفر بعد أن يراجع الشباب مراكز الجمعية المنتشرة ليقوم بتعبئة البيانات المطلوبة في مثل هذه الحالات العاجلة، ولم تطلب الجمعية من الشباب أكثر من حقيبة السفر وبعض المصاريف وستكفل لهم فكرة التأشيرات والتصريحات ونحوها من الأمور التي تحتاج إلى التخطيط المسبق في سبيل الحصول عليها.

 

يأتي هذا النداء من قبل الجمعية بعد أن أثبت مواطنو هذه البلاد ما سبق لهم أن أثبتوه في رد فعلهم الإنساني نحو النكبات التي تمر بها شعوب الأرض..فبعد النداء الذي وجهته اللجنة الخاصة بجمع التبرعات لمتضرري الجفاف في أفريقيا انهالت التبرعات العينية على مراكز تجميع وقبول التبرعات بشكل يدعو إلى تأكيد الشعور نحو نبل المواطنين ومواقفهم الإنسانية تجاه هذه المشكلة، فكثرت التبرعات واحتاجت إلى من يقوم بتوزيعها على الجياع في مخيماتهم،ولا يتوقف الأمر عند هذا، بل يتعداه إلى الاستعانة بالشباب في حملة إغاثة مكثفة تقوم على إعانة العاجزين وإطعام الجائعين وإرشاد الضالين ومسح الدموع من على أعين اليتامى والثكالى والتائهين.

 

ويأتي نداء جمعية الهلال الأحمر للشباب في الانخراط في حملة التطوع في وقت بدت فيه الحاجة الماسة إلى هؤلاء الشباب، وفي وقت أتيحت لهم الفرصة للقيام بهذا الواجب الكبير، حيث تخف مسؤولية الدراسة والتردد على المدارس، والتوقع هنا أنه ربما لا تحول الدراسة دون القيام بمثل هذا العمل النبيل؛ إذ إن مديري التعليم والجامعات لا يتوقع أن يترددوا في إيفاد مجموعات من طلابهم للقيام بمثل هذا العمل، بل ربما تعدى الأمر هذا إلى وضع مكافآت تشجيعية لهؤلاء المتطوعين عند عودتهم، وقد حلت لهم مكافآت لا تعدلها المكافأة التشجيعية، ولكن الذي يشجع على انتهاز هذه الفرصة هو أننا نعيش هذه الأيام فترة الإجازة، وما أجمل أن يقضي المرء إجازته بهذا الأسلوب!

 

ولعل تجربة إجازة الربيع توحي للمسؤولين في جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى تمديد فترة التطوع لتشمل الإجازة الصيفية، حيث المدة أطول وارتباط الطلاب المنهجي بالدراسة أخف مما هو عليه الآن، والرغبة في السفر خارج البلاد أكثر، خاصة أن ظاهرة المجاعة هذه لا يتوقع منها أن توقف عند فترة معينة من الزمان كما سبق أن ألمحت في حديث سابق على الجوع، وذكرت أن هذه الظاهرة ربما استمرت بخلاف النكبات المؤقتة الناتجة عن فيضان أو زلزال أو نحوه،وعليه فإن جهود أهل الخير لا يتوقع أن تقف عند حد،وجهود الدعاة إلى فعل الخير لا يتوقع أن تكل، والتذكير بهذه الظاهرة لا يتوقع أن يفتر؛ فالمسؤولية لا تقف عند فئة دون فئة من الناس، بل لا بد من تضافر الجهود لتقديم صورة طيبة لما هو عليه المواطن السعودي والخليجي من التعاطف مع الآخرين الذين تمر بهم مثل هذه الظروف.

 

وفي تمثيل الشباب السعودي والخليجي لبلادهم في هذه المناسبة الأليمة تمثيل للشباب المسلم الذي يحتاج إلى أن يثبت للآخرين أنه عضو فعال في مجتمعه وفي المجتمعات الأخرى، في وقت تنهال عليه الاتهامات الموجهة من قبل عناصر غريبة حاولت أن تنزع منه انتماءه إلى خلفيته وقصره على ما رزقه الله من خبرات اتخذوها جانبًا سلبيًّا وصموا بها شباب هذه المنطقة،وكثيرًا ما واجهنا هذا الاتهام مباشرة أو من قبل وسائل الإعلام التي تخدم البلاد التي كنا فيها من الدارسين،وفي فكرة التطوع هذه إبراز لدور الإسلام ممثلًا في شبابه إزاء هذه القضية حيث تترجم تعاليم الإسلام القائمة على تفريج الكرب وإغاثة الملهوف عمليًّا من قبل مجموعة ممن ينتمون إلى هذا الدين ويريدون أن يثبتوا للعالم وقوفه إلى جانب هؤلاء،خاصة أن البعثات التنصيرية تنتهز هذه الفرصة لنشر دعوتها، ولعل آخر الإحصائيات التي اطلعنا عليها تطوع عشرين شابًّا من الولايات المتحدة وحدها للمساهمة في مساعدة المتضررين من الجفاف، ولعل الجانب العلمي خير كفيل للحد من النشاط الغريب في أرض تعودت على خلفية واحدة، وينظر أهلها إلى الموسرين من أهل هذه الخلفية بعين الأمل والرجاء.

 

• وقضاء إجازة الربيع خارج البلاد بهذا الأسلوب سيتيح للشباب السعودي والخليجي فرصة العيش ومعايشة الحالة عن قرب، مما يعطيهم دفعة رجولية عظمى تتيح لهم جميعًا التفهم الشامل لمعنى الحياة عند النظر إلى الجوانب التي يبدو منها أنها سلبية من خلال الآثار التي تتركها حالة القحط والجوع والجفاف، حتى قيل: إنهم في بعض المناطق لم يستطيعوا الحصول على أكفان الموتى فكفنوهم بأوراق الشجر،ومثل هذه المشاهدة فيها صقل للشاب يعينه على الوقوف أمام الحالات غير المعتادة التي يدرب عليها عادة مجموعة من الشباب في دورات خاصة بالكشافة والجوالة،وما أجمل أن يترجم التدريب في المخيمات إلى نواحٍ عملية تستغل فيها مقدرات الشباب وطاقاتهم وحماسهم وصبرهم على الشدائد، وهذه سمات لا نجامل إذا قلنا: إنها تغلِب على شباب هذه المنطقة.

 

والمعايشة هذه ستتيح للشباب الاطلاع المباشر على الصورة بحيث يعودون وقد وطنوا العزم على العودة إن أتيحت لهم الفرصة مرة أخرى وقد أقنعوا الكثيرين بما رأوا وما قاموا به، فليس من رأى كمن سمع، فتتسع رقعة المتطوعين وما يتبع ذلك من تسهيل على المنكوبين، بحيث تصلهم المؤن بوقت أسرع،ومجهود التغلب على هذه المشكلة، ويكفي هؤلاء فخرًا أن يشهد لهم التاريخ بما يقومون به من أعمال إنسانية ترفعهم إلى مصافِّ الرجال.

 

• والملاحظ أن فكرة التطوع هذه سوف تضمن وصول المؤن والعينيات إلى المستحقين من الجياع بدلًا من أن تترك نهبًا لحرارة الشمس وتقلبات الجو فتزول أهميتها وتفقد مفعولها.

 

• وبعد هذا فإن في هذه الخدمة الإنسانية الكبيرة مرونة، بحيث تتيح للشاب أن يقضي أسبوعًا واحدًا في السودان أو أسبوعين أو عشرة أيام وربما أقل، فليس هناك تقييد بفترة حددت من قبل، هذا مما يدفع الشباب إلى الإقبال عليها، فليس أقل من أن يقضي الشاب أسبوعًا خاصًّا يعتبره فيما بعد صفحة ناصعة في حياته المليئة بالصفحات البيضاء الناصعة؛ولهذا كله جاءت الدعوة إلى قضاء الإجازة هذه خارج البلاد، فنحن بأمس الحاجة إلى مثل هذا الأسلوب في قضاء الإجازات. الجزيرة، العدد 4523. الجمعة 25 جمادى الأولى 1405هـ - الموافق 15 فبراير 1985م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة