• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العمل الإسلامي في الشمال والجنوب

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 15/1/2017 ميلادي - 16/4/1438 هجري

الزيارات: 8033

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العمل الإسلامي في "الشمال والجنوب"!


الذين قرؤوا كتاب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي "الصحوة الإسلامية بين التطرف والجحود" ثم واصلوا مع الشيخ الدكتور حديثه ومقابلاته ومحاضراته عن هذه الظاهرة يدركون أننا نعيش صحوة إسلامية حقة منبعثة عن دوافع ذاتية في وجدان أولئكم الذين بدت عليهم هذه الظاهرة بارزة، فهم لم يقلدوا في هذا أحدًا، ولم يسيروا تابعين لشعارات وهتافات همها إشعال روح الحماسة وتغليب جوانب العاطفة، بل إنهم في تمثلهم لهذه الظاهرة عمدوا إلى الجانب العلمي الموضوعي، فنهلوا من علوم الدين وتدارسوا تعاليمه.

 

وجود هذه الظاهرة دعا بالضرورة إلى الالتفات إلى الظروف التي يعيشها المسلمون شرقًا وغربًا، سواء في ذلك المنطقة الصناعية "الشمال"، والمناطق المعدومة "الجنوب" التي يعمد البعض إلى تسميتها "بالمناطق النامية"، فالالتفات إلى ظروف المسلمين في الشمال جاء من زاوية أنهم هناك يمثلون أقليات في مجتمعات غير مسلمة، احتاجوا حيالها إلى أن يلتفوا حول بعضهم البعض، فلا يضحى الواحد منهم كالغنم القاصية نهبًا للذئاب فريسة لها، والتفافهم حول بعضهم البعض تطلب إقامة المراكز الإسلامية المتعددة في أوروبا وأمريكا، وما تشمله هذه المراكز من مصليات ومدارس ومكتبات، وربما أحيانًا منافع تدر على هذه المراكز أرباحًا حلالًا خالية من شوائب الربا، وقيام هذه المراكز تطلب بدوره الدعوة المستمرة إلى تطويرها واستقلالها وتميزها، وقد بدأت بعض المراكز على شكل شقة تستأجر في عمارة كبيرة، ثم ما لبث بعض منها أن أصبح مركزًا واضح المعالم، والدعوة المستمرة هذه تطلبت بدورها كذلك جمع التبرعات والصدقات والمساهمات في إقامة هذه المراكز واستمرارية عملها وصيانتها وما يتطلبه عادة إقامة مركز جماعي كبير.

 

والالتفات إلى ظروف المسلمين في المناطق المسلمة جاء من زاوية أن معظم بلاد المسلمين تعاني من الفقر والجهل والمرض، والنظر إلى هذه الحالة يدعو المهتمين من رجال الدعوة في الإسلام إلى محاولة لفت أنظار أهل الخير من المتبرعين والمتصدقين والمساهمين إلى هذه الفئات من المسلمين من حيث كونهم أحق من غيرهم في الاهتمام لما هي عليه حالهم الآن، ولما يتهددهم في مستقبل حياتهم من فناء عن طريق الفناء الطبيعي "الموت جوعا ًومرضًا وجهلًا"، وعن طريق إفنائهم بإخراجهم عن دين الإسلام بواسطة جموع كثيرة جدًّا وصلت إلى عشرات الملايين من المنصرين، الذين لا ينتظرون من هذه الفئة من الناس تنصرهم أكثر مما هم ينتظرون منهم انسلاخهم عن دينهم، والشواهد على هذا كثيرة، جاء بها من عمل تطوعًا أو عمل رسميًّا في منظمات دولية كمنظمة الصحة العالمية.

 

ولا تفتأ الصحف المهتمة بهذا الشأن تتحدث عن هذه الظاهرة مدعمة حديثها بالحوادث والإحصاءات، ولعل من أراد التوسع في هذا أن ينظر إلى نموذج واحد في كتاب صدر عن سلسلة "كتاب الأمة" لمؤلفه الدكتور الطبيب: "نبيل صبحي الطويل" تحت عنوان "الحرمان والتخلف في ديار المسلمين"، وقد صدرت طبعته الأولى في شوال من عام 1404هـ ممثلة العدد السابع من السلسلة المذكورة، ويهمني في هذا الكتاب الإحصاءات الحديثة، وتحليلها الذي ورد في الكتاب، لما اتسمت به من أسلوب قد لا يقبله الكثيرون، وكان بالإمكان التعبير عن الفكرة ذاتها بأساليب أكثر موضوعية، وأذكر هذا التحفظ؛ لئلا يعتقد أني أوافق الكاتب في كل ما ذهب إليه، وإنما أورد هذا النموذج دلالة على الوضع الذي وصل إليه كثير من المسلمين، خاصة في آسيا وإفريقيا.

 

معايشة هذه الفئات من المسلمين دعت البعض إلى التأكيد على أولويتها في العمل الإسلامي، وتقديمها على أي عمل آخر، بما في ذلك الاهتمام بأحوال المسلمين في أوروبا وأمريكا، بحيث يدعو هؤلاء بصراحة إلى إغفال فكرة الأقليات - ولو لفترة - بحجة أن لديهم ما يعينهم ذاتيًّا على القيام بأنشطتهم الدينية من إقامة مراكز ونحوها، ومن ثم الالتفات إلى المسلمين في ديارهم، والتركيز عليهم، وفي الوقت الذي يعذر فيه هؤلاء في مذهبهم هذا، خاصة أنهم عايشوا المشكلات التي يواجهها المسلمون في بلادهم، والظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء فوقفوا عليها، ولم يكتفوا فقط بالقراءة والسماع عنها، وليس من رأى كمن سمع - في الوقت الذي يعذر فيه هؤلاء في هذا المذهب، يبدو أنه من الأفضل للعمل الإسلامي عمومًا - وهو يعيش صحوة فعلية - أن يكون تركيز هنا وهناك، ولا يكون عمل على حساب عمل؛إذ الملاحظ - هذه الأيام - أن الالتفات إلى البلاد المسلمة يزداد يومًا بعد يوم من قبل أشخاص متطوعين وهيئات ومنظمات إسلامية تحاول بكل ما أوتيت من إمكانات أن تساهم في التغلب على مشكلات الفقر والجوع والمرض، هذا بالإضافة إلى جمعيات خيرية بدأت تبرز على الساحة، ولم تكن من قبل تطرق تفكير أحد من الناس، والذين ينتظرون من هذه الجمعيات أن تقف على قدميها بين يوم وليلة في سبيل أن تقف في طريق تلكم الجمعيات التنصيرية لا بد أنهم أغفلوا الظروف التي تمر بها هذه الجمعيات من حيث كونها حديثة في نشوئها، وتحتاج إلى وقت طويل - في حساب الأيام والسنين - حتى تصل إلى مستوى الجمعيات الأخرى التي تخطت المائتي عام منذ إنشائها، ولكن "جمعياتنا هذه على الطريق الحق تسير، وستصل ما دامت قد جعلت هدفها جهادًا في سبيل الله".

 

والملاحظة التي لا بد من طرحها هنا هي أن مجموعات ممن عملوا على إقامة مراكز إسلامية في منطقة "الشمال" يعملون الآن على إقامة المساجد والمدارس والمستشفيات في آسيا وإفريقيا، بل إن بعضًا منهم يصح أن نطلق عليهم أنهم خريجو المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا، ولا نقول: كلهم؛ لئلا نبخس الباقين حقهم، ولكنه مجرد تدليل على أن العمل الإسلامي اليوم يكاد أن يثبت لكثيرين أنه كل لا يتجزأ من حيث شمولية الصحوة الإسلامية بين أبنائه، يستوي منهم أولئك الذين يعملون في أوروبا وأمريكا من الأقليات المسلمة، والذين يعانون مشكلات غير سهلة في بلاد المسلمين في آسيا وإفريقيا، ومجهودات الدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي اليوم يغذي بعضها بعضًا، ويستفيد بعضها من الآخر، وتتضافر الجهود جميعها لتنتشر في رقعة واسعة من أرض الله، فلا تكون جهود على حساب جهود، ولا يطغى تركيز على تركيز آخر؛ إذ الحاجة قائمة هنا وهناك، والخوف من الضياع يهدد هؤلاء وهؤلاء على حد سواء، وإن كان التهديد في بلاد المسلمين أوضح منه في بلاد أوروبا وأمريكا، والذي ربما خشيه المرء أن يستهان بعمل في سبيل التأكيد على عمل آخر، فتكون النتيجة بروز جانب من الشك لدى بعض الناس من جدوى العمل عمومًا هنا وهناك، فيقل العطاء، وتذهب الجهود سدى، فتقتصر على الجانب النظري فقط، وتلكم نهاية لا نريد أن يصل إليها العاملون في طريق الخير؛ ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]. (المسلمون/ العدد 65 - 24/ 8/ 1406هـ الموافق 13/ 10/ 1986م).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة