• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

لا عيد في ميروت!

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 28/11/2016 ميلادي - 27/2/1438 هجري

الزيارات: 7701

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا عيد في ميروت!


على بعد ثمانين ميلًا شمال العاصمة الهندية "نيودلهي" وفي ولاية أوتاربراديش تقبع مدينة ميروت "بالميم" ويقطنها خمسمائة ألف نسمة (500.000) من المسلمين والهندوس وغيرهم من الطوائف الأخرى، وبين المسلمين والهندوس مناوشات قديمة تعود إلى ما قبل الاستقلال، وكانت باكستان الشرقية "بنغلاديش" وباكستان الغربية محاولة لحصر المسلمين في هاتين الولايتين وإعطائهم الاستقلال الكامل دولة ذات سيادة تامة، ونزح كثير من المسلمين إلى باكستان الإسلامية، وكان محمد علي جناح أول زعيم مسلم للدولة الإسلامية في شبه القارة الهندية.

 

ولم ينزح كل مسلمي الهند إلى الدولة الإسلامية في باكستان، ولعله ومنذ عام 1947م والهندوس يشعرون أن لا مكان للمسلمين في الهند، وكان هذا الشعور واضحًا من خلال مجموعات من الاستفزازات ضد المسلمين في الهند قبل ذلك التاريخ وبعده.

 

والمشكلة تتفاقم في "ميروت" بالميم، وفي دلهي القديمة، حيث تصل هذه الاستفزازات إلى حد نثر الرعب بين المسلمين، حتى في بيوت الله والناس يصلون يدخل عليهم الهندوس ويطعنونهم من الخلف، وتحاول الجمعيات الإسلامية في الهند وباكستان والمملكة العربية السعودية والأردن وفي كل مكان أن تلفت نظر الحكومة من خلال سفرائها إلى ما يدور في ميروت ضد المسلمين، ويؤكد الأستاذ جسر بن عبدالعزيز الجاسر في زاوية أضواء بالجزيرة (29/ 9/ 1407هـ العدد 5353) أن "رجال السلطة يؤازرون الهندوس في حملتهم للانتقام من الأغلبية المسلمة في ميروت ودلهي..."، ولم يقف لفت نظر الحكومة على الجمعيات، بل هبت الحكومات الإسلامية إلى إبداء استيائها لما يحصل للمسلمين في هذه البلاد عمومًا، وللأستاذ الجاسر تعليق في الزاوية ذاتها ليوم الأحد (27/ 9/ 1407هـ العدد 5351).

 

وفي بريطانيا أدان اتحاد المسلمين الهندي عمليات القتل التي تمارس ضد المسلمين، وناشد جمعيات حقوق الإنسان التدخل المعنوي في سبيل إتاحة الفرصة للمسلمين في الهند ليؤدوا شعائر دينهم، ويقيموا صلاة عيد الفطر بسلام، والذي يبدو أنه لن تكون هناك صلاة عيد في ميروت، ولن يكون هناك عيد في ميروت، كما لم يكن عيد في كثير من البلاد التي يلقى أهلها ما يلقاه مسلمو ميروت.

 

وليس المهم هنا أن تعلن الأرقام الحقيقية لعدد الضحايا من القتلى والجرحى، ولكن المهم أن المسلمين هناك قد فقدوا نعمة الأمن؛ إذ يكفي أن يكون المرء هناك مسلمًا لينال ما يناله على أيدي هذه الطوائف.

والذي يبدو أن القضية هذه لا تخضع للحلول السريعة، فتدخُّل القوات وحظر التجول وتفتيش البيوت بحثًا عن الأسلحة غير المصرح بها وغير ذلكم من الإجراءات إنما هي وسائل مؤقتة لإخماد الفتنة إلى أجل، والقضية تحتاج إلى حل جذري فيه شيء كبير من "العقلانية" التي تبدو واضحة لكل رجل أو مفكر عادي خالٍ من أي تأثيرات سياسية أخرى.

 

ولست من الخبرة ولا من حقي أن أذهب أكثر مما يتوقع من شخص بعيد، ولكن الذي يبدو من كل هذا أن المملكة المتحدة أو (بريطانيا العظمى) كان لها الدور الفعال في هذه التركيبة الطائفية في الهند، وقد ورثت هذه الدور عن شركة الهند الشرقية قبل الاستعمار، ولا بد أن ندرك أن للمستعمر أياديَ خفية بسطها أثناء نفوذه، وما ترك البلاد إلا وقد عمل على أن تظل هذه البلاد وكل البلدان التي كان يستعمرها في حاجة له.

وليس أولى من تنفيذ هذه الإستراتيجية من إيجاد مشكلات اجتماعية وقلاقل طائفية بين سكان البلد الواحد مما ينتج عنه ما نتج عنه في البلاد التي يعيش فيها أكثر من طائفة.

 

والموقف "العقلاني" والنظري هنا هو محاولة النظر في هذه المشكلات من منظور محلي، بحيث تترك المؤثرات الجانبية والأجنبية خارج هذه النظرة، والموقف العقلاني أيضًا يوحي بأنه في بلد غير مسلم وفيه مسلمون لهم أسلوبهم المميز في التعامل مع الحياة عمومًا ومع الآخرين، يملي هذا الأسلوب عليهم دينهم الذي ارتضوه، وحري بالآخرين والحكومة على رأسهم أن يحترموا هذا الأسلوب ما دام أنه لا يتعارض مع التعاليم العامة للدولة، ولا نعلم أن الإسلام يتعارض مع أنظمة الدول غير المسلمة إلى درجة أن يثير المسلمون فيها القلاقل، ويستفزوا غيرهم عليهم، ولكنهم ينتفضون عادة عندما يهانون في دينهم الذي يمثل معنى وجودهم في هذه الحياة.

وهكذا كانت المشكلة في ميروت؛ حيث اعتدى أحد الهندوس على امرأة مسلمة في الشارع، وكان ما كان مما لا يزال قائمًا من فتنة لم تكن الأولى من نوعها، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة كذلك.

 

كاهانا يهدد!

وما دمنا عند الحديث عن مشكلات المسلمين، لا يغيب عنا ما يلقاه المسلمون في فلسطين المحتلة، ومن وراء ذلك كله يخرج المرء بمواقف صعبة جدًّا في مفهوم الإنسانية، واليهود لهم دور كبير في خرق المفاهيم الإنسانية، والشواهد على ذلكم كثيرة، شهدت بها الحروب التي مرت بالمنطقة، ولا تزال تشهدها ساحة فلسطين، والغريب أن دولة بكاملها تسمي نفسها إسرائيل تحاول في الأيام الأخيرة التضييق الاقتصادي على المواطنين العرب المقيمين في فلسطين، فهي تحدد الكميات المتوقع منهم زراعتها، وهي تقلص من مساحة الأرض المسموح بزراعتها، وهي تقلص كميات المياه المصروفة لهذه الزراعة، وهي تقلل من المرشدين الزراعيين بين المزارعين العرب، وهي تحجب عن المزارعين العرب الإعانات التي تمنح لغيرهم، والآلات التي تدور على مزارع الغير من حراثات وحصادات وآلات أخرى، فيظل المزارع العربي يستخدم الدواب في ذلك كله، وفوق ذلك كله تحدد الحكومة كميات المحصول المسموح ببيعها، وتتبع ذلك من خلال التفتيش المستمر في الأسواق لمعرفة مصدر المنتجات المبيعة.

وهذا نوع ولا شك من أنواع الإرهاب، لا يقل عن تحذير مائير كاهانا الأخير عددًا كبيرًا من التجار المسلمين في منطقتي الود وعقبة السريا، ومطالبتهم بإخلاء محلاتهم التجارية، بحجة أن هذه المحلات من ممتلكات اليهود!

 

وعلينا ألا ننسى بَقْرَ بطون الحوامل، وسحب أجساد الأبرياء في جهتين متقابلتين، وأنواع أخرى من الإرهاب المنظم، لعل من آخرها موت جنين في بطن أمه التي تعمل في جامعة الخليل الإسلامية بعد أن قذف أحد الجنود اليهود قنبلة مسيلة للدموع انفجرت على مقربة من الموظفة، وكانت نتيجتها موت جنينها في بطنها.

 

والجنرال أموس يارون كان أحد مهندسي مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1402هـ/ 1982م، وقد كان على سطح إحدى البنايات وهو يشرف على المذبحة، هذا الجنرال رُقِّي في العام الماضي إلى رتبته الحالية، وعين ملحقًا عسكريًّا بحصانة دبلوماسية في السفارة اليهودية في واشنطن، وذلكم نوع من المكافآت التي يلقاها هؤلاء نتيجة ما يقدمونه لدولتهم من ضحايا الحقد اليهودي في محاولة لضمان وجود هذا الكيان المصطنع، ومهما يكن من أمر، فهيهات له أن يضمن وجوده ما دام يناقض تمامًا فطرة الله التي فطر الناس عليها.

 

مثالان من المسلمين لم يوفق أصحابهما في أن ينعموا بالعيد، ولكنهم لم ولن ييئسوا من فرحة العيد؛ فإنه لا ييئس من رَوْحِ الله إلا القوم الكافرون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة