• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

مخيمات.. ومخيمات

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 14/11/2016 ميلادي - 13/2/1438 هجري

الزيارات: 7087

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مخيمات.. ومخيمات


بدأت كلمة: "مخيمات" تتردد كثيرًا في جميع الأوساط الإعلامية وغيرها، وللمخيمات معايير تختلف باختلاف نوعيتها، والنشاط الذي يقام فيها، والغرض الذي من أجله أقيمت، إلا أن الملاحظ أن الجانب السلبي القائم على الفاقة والجوع والتشرد يغلب على هذه الكلمة عند إطلاقها، وعليه فإن هذا الجانب كثير جدًّا في مناطق مختلفة من أنحاء العالم، وهذه مجموعة من النماذج التي تمثل هذا الجانب السلبي الكامن وراء المخيمات.

1- فالمخيمات الفلسطينية أريد لها أن تقوم ليتركز فيها من بقي عنده بارقة أمل للعودة إلى أرض الوطن، فيسلط على هؤلاء صنوف من الأفكار والمناحي التي تقود في النهاية إلى أن يكون بأسهم بينهم بدلًا من أن يكونوا أشداء على الكفار رحماء بينهم، وعليه فإن الشعارات في هذه المخيمات كثيرة جدًّا بأسماء براقة، مثل: الوطنية، والشعبية، والديمقراطية، وتراب الأرض ونحوها، لكنها تحاول أن تبعد الاتجاه السليم بادعاء أنه من دعوات الرجعية، وكل من يوحي لهم بذلك أطلقوا عليه صفات متعددة، على رأسها: الرجعي؛ فالرجعي - في واقع الأمر - هو ذلكم الشخص الذي سيعيد الأرض لا للأرض ولكن لما ومن في الأرض، ولكنه في نظرهم غير ذلك بعد أن أعمتهم الشعارات المذكورة آنفًا، وعليه تبقى هذه المخيمات فريسة لهذه الأفكار والمناحي التي لا تكتفي بالسيطرة الفكرية، بل تتعداها إلى تشجيع الانحراف الخلقي على اعتبار أنه من مقومات هذه الأفكار.

 

2- في باكستان وعلى الحدود الأفغانية مخيمات للمهاجرين من الأفكار التي فرضت على الأرض، فآثر الناس ترك الأرض في سبيل الحفاظ على الخلفية التي يدينون بها، وبما أن هذه الظاهرة جديدة على باكستان وأفغانستان؛ لذلك لم تفشُ فيها شعارات جديدة، بسبب تمسك أولئكم الناس بمبدأ يصرح به الكبير منهم والصغير، وهم في حقيقة الأمر يدركون أنهم يحارَبون؛ لأنهم مسلمون بالدرجة الأولى، وليس لأنهم أفغانيون، كما حاول البعض إشعارهم بذلك.

 

3- وفي إفريقيا، وبخاصة في شرق إفريقيا، تقام المخيمات لمن بقي فيهم رمق من حياة، حيث لا يصل إليها إلا نسبة ضئيلة ممن فروا "بجلودهم" من الجفاف والجوع والقحط ثم المرض، هذه المخيمات الإفريقية ليست مأساة إفريقية، وإنما هي مأساة للإنسانية جمعاء، وليست مأساة الهياكل العظمية التي تعتمد على بعضها في الوصول إلى المخيم لتعطى قطرة من حليب أو حبة من أرز أو قمح، هي مأساة للإنسانية إذا علمنا أن دولة عظمى آثرت أن تتخلص من فائض محصولاتها الزراعية بأسلوب عجيب، وذلك لتبقي على اتزان السوق.

 

4- وفي الولايات المتحدة الأمريكية - ويسمونها أرض الحضارة - توجد مخيمات من نوع غريب يخفى على الكثيرين، حتى على أولئك الذين عاشوا هناك فترة من الزمن؛ فقد أفردت الحكومة قطعة خاصة من الأرض "كومت" فيها أصحاب الأرض ممن يسمونهم الهنود الحمر، وصارت تغدق عليها من "قنينات" الخمور ولفافات المخدرات، وشجعت عدم الخروج من هذه المخيمات؛ ولذلك نجد أن مطالبة الهنود الحمر بحقهم في مجرد العيش أصبحت اليوم في عداد النوادر لدى الناس، وأصبح التراث الهندي الذي تنتجه نساء المخيمات تحفًا تباع للسياح في قارعة الطريق، وأصبح الرجل "الهندي" الذي هرب من المخيمات وشق طريقه علميًّا وماديًّا رجلًا من الرجال الذين ينظر إليهم كما ينظر إلى الرجل الأسود الذي وصل إلى مرتبة علمية مرموقة، ينظر إليهما نظرات استغراب لا تخلو أحيانًا من الإعجاب بتغلب هؤلاء على الظروف التي فرضت عليهم.

 

5- وفي فلسطين المحتلة مخيمات خاصة بالذين يقدمون حديثًا من اليهود ويستوطنون هذه الأرض الطيبة، تقام لهم المخيمات التي تقوي فيهم الانتماء إلى الأرض، وهي دورات تدريبية في الفلاحة والصناعة في ظاهرها، ولكنها تخفي وراءها أسلوبًا فيه محاولة زرع التأقلم لدى هؤلاء الذين جاؤوا من كل مكان، وفيه إشعار لهم بأنها أرضهم الحقة، وأن الأرض التي قدموا منها إنما كانت مخيمًا لهم ريثما يعودون إلى "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين.

والحياة في هذه المخيمات - ويدعونها الكيبوتز - عامة؛ فالأكل جماعي، والعمل جماعي، والتدريب جماعي، والمحاضرات جماعية، يتخرج اليهودي منها وقد صمم على أن يجعل هذه الأرض أرضه بعد أن "أحياها" بعدما كانت أرضًا بورًا في زعمهم.

 

وبعد، فهذه نماذج خمسة تبرز نواحي ما وصل إليه الإنسان في معاملته لأخيه الإنسان، على أن هناك نماذج أخرى تنحو المنحى ذاته يضيق بها هذا المقام، ومع هذا فهناك نماذج للمخيمات لا تتصف بهذه الصفات التي بدت على النماذج الآنفة الذكر، بل هي مخيمات يشع منها النور، وتصل المعرفة، ويتخرج منها الرجال، ولهذه النوعية من النماذج مجال آخر - إن شاء الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة