• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآيات (210 : 211)

تفسير سورة البقرة .. الآيات (210 : 211)
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 30/10/2013 ميلادي - 25/12/1434 هجري

الزيارات: 21599

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآيات (210: 211)

 

قال تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾  [البقرة: 210-211].


هذا بيان منه سبحانه لغاية الوعيد، وتذكير بنهاية الأمر بعد تهديده لمن اتبع خطوات الشيطان، ولم يدخل في السلم الذي هو الاستسلام لله، ولم يعتبر بالوعيد.


وقد عبر الله بأسلوب الالتفات عن الخطاب والأمر إلى الحكاية عن الزالين عن صراط الله بضمير الغائب لحكمتين:

إحداهما: ليتناول الوعيد كل من زل في كل عصر ومصر.


ثانيهما: لبيان أن هؤلاء الزالين لا يستحقون شرف الخطاب الإلهي، والاستفهام في الآية بقوله (هل) بمعنى النفي.


وقوله ﴿ ينظرون ﴾ أي: ينتظرون، وكثيرًا ما تستعمل بهذه الصيغة في القرآن، خصوصًا في أمر الآخرة كقوله تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ﴾ [محمد: 18].


والمعنى: ما ينتظر هؤلاء الذين لم يستسلموا لله، واستزلهم الشيطان إلى خطواته التي نهاهم عنها؟ إنهم لا ينتظرون إلا وقوع الواقعة، وأزوف الآزفة، وحصول الطامة الكبرى، إذ يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة.


وإتيان الله سبحانه في مذهب السلف إتيان حقيقي في ذاته، هذا الإتيان صفة من صفاته على الوجه الذي يليق بجلاله، نؤمن بها دون البحث عن كيفيتها، لأن القول في صفات الله كالقول في ذاته، فكما أن ذاته لا تشبه الذوات قطعًا فكذلك صفاته لا تشبه الصفات.


وقوله تعالى: ﴿ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ ﴾ [البقرة: 210].

ظلل الغمام: هي السحاب، جمع ظلة - بضم الظاء - وسميت غمامًا لأنها تغم السماء - يعني تسترها - وخص بعضهم الغمام بالسحاب الأبيض.


ووجه الحكمة في ذكر إتيان الله سبحانه في ظلل من الغمام أن الغمام مظنة الرحمة بنزول الغيث، فإذ نزل منه العذاب كان الأمر فظيعًا، لأن الشر إذ جاء الناس من حيث لم يحتسبوا كان أشد هولًا، كما أن الخير إذ جاءهم من حيث لا يحتسبون كان أكثر تأثيرًا في الفرح والسرور، فكيف إذا جاءهم الشر من حيث ينتظر الخير ويرتجى كالذي حصل لقوم عاد.


وأما إتيان الملائكة فهو معطوف على الغمام حيث يأتي بهم الله ليقوموا بما أمروا به من الإهانة والتعذيب لمن يستحق ذلك أو العكس.


وقوله: ﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ هذه جملة حالية - يعني: كيف ينتظرون غير ذلك وهو أمر مبرم قضاه الله لا خيار لأحد فيه ولا محيص لأحد عنه، وجاء بصيغة الماضي لتحقق وقوعه.


وقوله سبحانه: ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ فكل الدنيا ترجع إليه بإفنائها وإقامة يوم القيامة ومحاسبة الخلائق جميعًا.


قال تعالى: ﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [211].


ليس المقصود من أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بسؤالهم أن يخبروه فقد أخبره الله سبحانه عن جميع أخبارهم وعن دفائن أنفسهم الخبيثة حتى أصبح الرسول عالمًا بأخبارهم، ولكن مقصود الله هو المبالغة في الزجر عن الإعراض عن دلائل الله وأوامره.


وبيان ذلك أن الله أمر المؤمنين بقوله: ﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، ثم هددهم بقوله: ﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.


واستمر تهديده بقوله: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ ﴾ ثم أعقب التهديد هذا بقوله: ﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ يعني سل هؤلاء الحاضرين من بني إسرائيل أننا لما آتينا أسلافهم آيات بينات - من نعم الهداية والرشد والتفضيل على بني زمانهم فتنكروا لها وحادو عنها - سلهم كيف استحقوا بذلك العذاب واللعنة السرمدية.


وفي هذا تنبيه للحاضرين منهم إذا استمروا في طريق الأولين فزلوا عن آيات الله وظلوا متنكرين لنعمته أن يصيبهم ما أصاب أوائلهم، كما فيه تحذير بليغ لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم من سلوك مسالك هؤلاء قديمًا وحديثًا، ولهذا قال سبحانه وتعالى في الآية: ﴿ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾.


والمراد الواضح من نعمة الله المقصودة في هذه الآية هي نعمة الهداية والرسالة التي هي من أعظم النعم وأكرمها وأشرفها وأوجبها رعاية وشكرًا.


فهؤلاء المبدلين لنعمة الله ينالهم ما أطلقه الله من شديد العقاب المتنوع الذي لا ينحصر، ومنها ما ينزله الله عليهم من الذل على أيدي أعدائهم، ومنها انتكاس مقاصدهم مما يطلبونه من وحدة ووفاق ينقلب إلى فرقة وشقاق، وما يطلبونه من كثرة ينقلب إلى قلة حتى في المحاصيل الزراعية والإنتاج، والعقوبات الدنيوية كثيرة، بل هي أكثر من أن تحصى، أما عقوبة الآخرة فتلك لا يعلمها إلا الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة