• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة البقرة.. الآية (86)

تفسير سورة البقرة (24)
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 20/2/2012 ميلادي - 27/3/1433 هجري

الزيارات: 26241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآية (86)

 

قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [86].

 

يصف الله سبحانه حقيقة أمرهم، ويبين السبب الوحيد الذي من أجله طرحوا العمل بما في كتابهم من مهمات السياسة والاجتماع، قائلاً: ﴿ أُولَئِكَ ﴾ القوم إنما عملوا ما عملوا لأنهم فضلوا الحياة الدنيا على الآخرة، فباعوا آخرتهم النفسية بأغراضهم الدنيوية الخسيسة، فتركوا أوامر الله في الكتاب من أجلها، وأقدموا على منهيات الله فاجترحوها لغايات يظنونها سياسية نافعة، وهي مخالفة للسياسة الحقيقية النافعة التي أرشدهم الله إليها في التوراة من عدم موالاة الكافر المشرك ومعاونته على أهل دينهم، ومن عدم إخراج أهل دينهم من دينهم إرضاء لحلفائهم المشركين، إنه كان بوسعهم أن يلتزموا من الفريقين المشركين المتحاربين موقفاً محايداً تاماً لو كان عندهم لله ذرة من تعظيم، ولكن تأبى نفوسهم اللئيمة أن يعضموا الله حق التعظيم، أو ينفذوا أوامره حق التنفيذ، أو يتقوا مساخطة حق الاتقاء، أو يثقوا بوعده الذي لا يتخلف عمن صدق معه، إنهم لا يتمسكون بميثاق الله الذي أنجاهم من مخطط الإبادة عند الفراعنه، وأهلك من يريد إهلاكهم وهم ينظرون، وأنعم عليهم بنعم عشر لم تتوفر لغيرهم من العالمين، ولكنهم يتمسكون بميثاق أعداء الله من الكفرة الوثنيين المتحاربين، ذلك الميثاق الذي يجبرهم على قتال أهل دينهم، وإخرجهم من ديارهم، وتخريب حرثهم ونلسهم في سبيل من هو مخالف لهم في الدين، ومعاد الله ربهم ورب العالمين، هكذا اللؤم اليهودي، ولؤم كل من سلك مسلك اليهود، أو تتلمذ عليهم من أهل المبادئ المادية، يسلكون ما يرونه في الظاهر ملائماً لمصلحتهم ضد أهل دينهم، وإن كان في حقيقة الأمر غير صالح، وهكذا كل من غلبت عليه الأنانية، يوالي بالكفرة ويحالفهم، ليحاربوا معه ويحارب معهم أهل دينه والعياذ بالله، وهذا من شطط السياسة التي حذرت منه كتب الله جميعها، وقد جرى هذا من حكام الأندلس في آخر عهدهم، حيث حالفوا الكفار ضد بعضهم البعض، ومن العرب القوميين الذين حالفوا أغدر الكفرة ضد مسلمي الأتراك (مسلمي شعبها المقاتل) ظناً منهم بحسن النتيجة حتى ظهرت حقيقة لأمر بخلافه، لأن الله علام الغيوب لا ينهى عن شيء وفيه خير أبداً، إذ دينه مبني على جلب الخير والمصلحة ودفع الشر والمفسدة، وهو سبحانه يعلم ضغائن الكفرة، وما يبطنونه من خبث السريرة، فلذلك جاءت أوامره في التوارة والقرآن بالابتعاد عنهم والتميز منهم في الشئون الاجتماعية والثقافية، وعدم التشبه بهم أو الالتقاء معهم لا في الشئون الثقافية ولا الاقتصادية ولا الاجتماعية، والانحياز عنهم تماماً في الشئون السياسية، وعدم الارتباط بهم في أي حلف ضد من تربطنا بهم رابطة الدين، كما كان الإسرائيليون يفعلون ذلك، وهم منهيون عنه في التوراة، طمعاً في أغراض موهومة، ورفضاً لدين الله، فإن اليهود - عليهم لعائن الله - من قديم الزمان ينقسمون إلى فريقين، وينظمون إلى حلفين أو معسكرين، ليمسكوا العصا من وسطها كالميزان، ويعلبوا على الحبلين أو على حبال كثيرة، ويضمنوا مصالحهم إن انتصر هذا المعسكر أو ذاك، فموقف اليهود المعاصرين للبعثة المحمدية من محالفة الأوس والخزرج صورة مصغرة لمواقف أسلافهم من دول النصارى والفرس وغيرهم في أوائل الزمان، وموقف خلائفهم الآن من الدول المتطاحنه، وتمركزهم في كلا المعسكرين، واستغلالهم جميع الفرص، وكسبهم جميع الزعامات، وتحايلهم عل كل دولة، حتى وصلوا إلى حالتهم المشاهدة، ليس بالحق والشجاعة والصدق والرجولة التي تلبس بها المسلمون في غابر الزمان، ولكن بالمكر والخديعة.

 

ومع هذا فكل مما حصلوا عليه في (فلسطين) لا يعتبر في الحقيقة نصراً لهم، وإنما هو تأديب من الله للمفرط في رسالته، والمخالف لوحيه، والرافض لأولهية سبحانه، باستجابة ماحرمه من الخمور والقمار والربا والفواحش، وإيقاظ لمن غشهم اليهود بسلوك هذا المسلك أن يتلقوا الضربات من اليهود الجبناء - هذا من جهة -، ومن جهه أخرى يستدرجهم الله بهذا النصر المؤقت المزيف كي يتجمعوا ويهاجروا من جميع أطراف الأرض، لتأتيهم عند استكمال هجرتهم وسيلان أموالهم ضربة عباد الله القاصمة القاضية على يد من شاء الله أن يستلم قيادتها في سابق عمله، والله يحكم لا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره، ولا مبدل لكلماته، وهو السمبع العليم، فهؤلاء الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وخالفوا ما أمرهم الله به، وما نهاهم عنه في النواحي السياسية، وحالفوا أعداءهم في الدين عن رغبة وشعور ضد إخوانهم في الدين، لما كان فعلهم هذا من عدم ثقة بالله، وتفضيل لأغراضهم الشخصية على مراد الله، وزهد في الآخرة، وركون إلى الدنيا وحطامها الفاني ومنالها القصير، كان حظهم من الله مناسباً وموافقاً لحقيقة حالهم، ولذا قال: ﴿ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾.

 

وقد أطلق الله سبحانه العذاب ليعم جميع صنوف العذاب في الدنيا والآخرة، وليفهم القارئ والسامع أن هذا العذاب ليس مقصوراً على عذاب الآخرة، كيف وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الطور: 47]. وما زال اليهود يتنقلون من قديم الزمان في صنوف العذاب في الحياة الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، وأنهم الآن يرقصون في أنواع من الخزي، فحياتهم في قلق وخوف وإنزعاج مهما حصلوا على نصر وتأييد من المؤيدين، فإن الخزي بجميع أنواعه سمة لهم ومكتوب من الله عليهم، وكذلك مكتوب وحاصل على كل من تشبه بهم من المسلمين، فكل من عمل عملهم من مسلمي الأندلس نالوا الخزي والذلة حتى الإبادة والعياذ بالله، وكل من شابههم من المسلمين نال حظه من الخزي، كما حصل حتى في الشرق الأقصى، حيث سلط الله مجوس الهند على الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.

 

قال القرطبي رحمه الله وهو من أعيان القرن السابع: "قلت: ولعمر الله لقد أعرضنا نحن عن الجميع بالفتن، فتظاهر بعضنا على بعض ليست بالمسلمين بل بالكافرين حتى تركنا إخواننا أذلاء صاغرين يجري عليهم حكم المشركين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". انتهى كلامه.

 

وأقول: منذ أن تعاون المحسوبون على الإسلام مع الكفار ضد دولة الوحدة الإسلامية والمسلمون أذلاء تجري عليهم أحكام المشركين وقوانينهم الديوثية، وحتى بعد ما رحلوا عن البلاد لا تزال محكومة من خلفائهم بهذه الاحكام، لأنهم صنعوا من أولادنا على أعينهم من يستحسن أنظمتهم ولا يستحسن حكم الله، وصرنا نتخبط في فرقة وشقاق بعيد، وركام من الدجل المغمى عن كل حقيقة، وهذا من بعض عذاب الخزي في الحياة الدنيا، ذلك العذاب الذي لا يخفف عنهم ﴿ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ ومن ينصرهم من الله؟!

 

وهذه الآية شأنها عظيم، وهي من الآيات الدالة على أن الاسترسال في الذنوب كفر والعياذ بالله. قال الإمام محمد عبده: في التعبير عن المخالفة والمعصية بالكفر دليل على أن من يقدم على الذنوب لا يتألم ولا يندم بعد وقوعه بل يسترسل فيه بلا مبالاة بنهي الله عنه وتحريمه له فهو كافر به، وهذا هو الوجه في الأحاديث الصحيحة نحو: ((لا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن))[1]. انتهى.



[1] أخرجه البخاري (2475، 5578، 6772، 6810)، ومسلم (57 /24) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- merci
fatima - maroc 15-10-2012 04:21 PM

merci beoucoup pour cette information

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة