• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة الفاتحة (19)

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 10/3/2011 ميلادي - 4/4/1432 هجري

الزيارات: 13187

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطر التسويف وعلاجه:

الصدق الصحيح مع الله في الضراعة بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ يقي صاحبه أخطار التسويف العظيمة المضرة في دينه ودنياه، ذلك أن جميع الأخطار في الميادين السياسية والاقتصادية والحربية والاجتماعية ناشئة من التسويف، الذي يجعل الإنسان يتردد في الفعل حتى يؤخره عن وقت نفعه أو ينعدم، إذ في الميدان السياسي يضطره التسويف إلى مهادنة أعداء الله من الكفار أو المنافقين ومصادقتهم، مهادنة ومصادقة تضره أعظم إضرار حيث يتقوى بها العدو، وينشر أحابيله ويبث دعايته، حتى يكسب البعض من قومه وإخوانه، بل من أولاده.

 

وقد يزيد ضرر ذلك باطمئنان يجعله يترك الحذر والتسلح وإعداد القوتين المادية والمعنوية، بل قد يخسر القوة الروحية إن هو ألقى إليهم بالمودة، وخالف أمر الله في إظهار العداوة ونشر البغضاء والغيظ في بلدهم ضدهم، فيجره التسويف إلى هدم العقيدة أو تفتيتها، ولا شك أن الأعداء يكسبون بتسويفه الاستجمام وينطلقون في التنظيم الداخلي والخارجي بل يفقدونه ثقة أصدقائه به، كل هذا نتيجة تسويفه بعبادة الله في هذا الميدان الشائك الذي لا تبيح له العبادة الحقيقية شيئاً من التساهل فيه.

 

وأما تسويفه في الميدان الاقتصادي فيجعله يهمل أو يقلل من الاكتساب والاستثمار والتصنيع، وتسخير المواهب والقوى فيغلبه مقابله في المنافسة، أو يضربه في المسابقة على ذلك، فيكون قد سمح لخصومه أو بارك لهم أن يصفعوه، ويكون مهملاً لشعبة من شعب الإيمان يحاسبه الله على تركها، ويعجل له العقوبة في الدنيا بغلبة مقابله له، زيادة على ما يناله في الآخرة من عقاب على حسب المقاصد والبواعث التي لا تخفى على العليم الخبير - جل وعلا -.

 

وأما تسويفه في الميدان الحربي فهو مندرج في تسويفه في الميدان السياسي - كما أشرنا إليه - حيث يسمح لأعدائه بالتفوق عليه في الحرب الباردة والكاوية، وأما تسويفه في الميادين الاجتماعية فيجلب عليه الخسائر الداخلية المتشعبة، والفوضى الخطيرة التي لها أسوأ التأثير في الميادين السابقة مما يكون به عاصياً لله غير صادق في تحقيق مدلول: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.

 

حتى إن تسويفه في التربية والتأديب لأولاده وأولاد من يلي أمرهم من المسلمين يجعلهم كسباً لشياطين الإنس بالشرود عن أمر الله، والخروج عن طاعته، والتمرد عليه هو فيزداد عصيانه وتفريطه في جنب الله، فإذاً لا يجري التسويف من صادق مع الله في ضراعته بهذه الآية الكريمة عارف بمدلولاتها العظيمة، إذ هي تنادي بمحاربة كل تسويف في أي ميدان من ميادين الحياة؛ لأن عبودية الله الصحيحة شاملة لجميع تلك الميادين، توجب عليه أن يكون قوياً نشيطاً ملتزماً لحكم الله فيها لا يعتريه التسويف في شيء منها، فضلا عن كلها والعياذ بالله.

 

فضراعة المسلم الصادقة بهذه الآية توجب عليه أولا تحقيق الجهاد النفسي الداخلي لله رب العالمين، فيجاهدها على ترك المنهيات ويصبرها على أقدار الله الشرعية والكونية، ويجاهدها على فعل المأمورات القلبية، وترك المنهيات القلبية، كمحبة المؤمنين والنصح لهم، والشفقة عليهم، وعدم حسدهم أو الغل عليهم، إيثارا لنفسه أو انتصاراً لها، وكبغض الكافرين والمنافقين والفاسقين وعداوتهم، وحمل الغيظ لهم، كل على حسبه من ذلك، وعدم الركون إليهم والشفقة على أحد منهم، ولو كان أقرب قريب دون أن يعتريه أي تسويف في تحقيق هذه الأعمال القلبية من أمر ونهي.

 

ويجاهد نفسه على فعل المأمورات البدنية الظاهرة من طهارة البدن والثوب، وإقامة الصلاة وأدائها في جماعة وإحاطتها بالنوافل وألا يسوف بتأخير شيء منها، أو يؤثر عملاً مادياً عليه، وألا يغلبه سلطان النوم أو شهوته على صلاة الفجر المشهودة من ملائكة الليل والنهار، ويكون خاشعاً فيها ضارعاً إلى الله، متكيفاً بالتكبير الصادق، لا يحمله أي عمل أو طمع على ترك ذلك، وأن يكون مؤدياً زكاة ماله، وباذلاً في سبيل الله ما استطاع، لا يعوقه التسويف أو ينتابه الشح الذي يحرمه الفلاح في الدارين.

 

وأن يتطوع بصوم النوافل زيادة على الصوم الواجب - ولو قليلاً - ليهذب نفسه ويربيها على تقوية الإرادة وصدق العزيمة، حتى لا يسوّف أبداً في ترك شيء من مألوفاته المخالفة للشريعة، أو التي تضر بصحته وتزيد في نفقته بلا طائل مما يكون تناوله محرماً أو مكروهاً، فإن صيام النافلة أكبر دليل على الاحتساب، الذي ينتفع به صاحبه انتفاعاً محسوساً، بخلاف ما يتكلفه من واجب دون وعي واحتساب فإنه لا يمنعه من التسويف في ترك المألوفات المضرة إلى غير رجعة من أقوال أو أفعال أو مطعوم أو مشروب كما نشاهده من حال أغلب الصائمين لرمضان دون مراعاة لحكمته أو تأمل في عواقبه.

 

ثم إن الصدق مع الله في الضراعة إليه بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ توجب عليه عدم التسويف في ترك المنهيات البدنية، وعدم التسويف في التوبة مما ارتكبه منها، فصدقه مع الله يخلصه من أحابيل الشيطان الذي يغريه عليها بحجة الشباب، أو يطمعه في المغفرة، أوفي تكفيرها بشيء آخر، كزيارة أو طواف، أو يقنعه بأن وقت الابتعاد عنها هو الشيب، كان حياته مضمونة إلى المشيب، فهذه الأحابيل الشيطانية لا يخلص المسلم منها إلا قوة صدقه مع الله بتطبيق مدلولات ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ وما أخطر التسويف في التوبة النصوح مما غلبه الشيطان على فعله من معصية ولله در الشاعر القائل:

 

ولا تقل الصبا فيه امتهال
وفكر كم صبي قد دفنا

 

وعبودية الله توجب على أهلها العزم الصحيح على مواصلة الجهاد والتصميم في تطبيقه، تنفيذاً لأمر الله؛ فيه وصدقاً معه في البيعة عليه بالنفس والمال دون تسويف في ذلك، لأن المسوف ذنبه عظيم، وخطره جسيم، فكيف بالمعطل للجهاد بالكلية؟ إن المسوف فيه مماطل مع الله في بيعته وفاسح لعدوه في المجال والفرصة لضربه وخبطه على رأسه، كما حصل ذلك في مواطن كثيرة ليست واقعة (حزيران 1967م) أولها ولا آخرها.

 

فالمسوف متعرض لغضب الله من جهة، وإيقاع الهزيمة به من جهة أخرى، أما ترك الجهاد أو الحاصر له على نقطة معينة حسب مذهب يتبناه مخالفاً لوحي الله فهذا مخرج نفسه من الإيمان، ومتعرض للوعيد الشديد من مقت الله، وإنزال الذل الذي لا يرفعه الله عنه حتى يراجع دينه، وكل من التسويف والترك يجعلانه يفرط في إعداد القوة أو في المزيد منها، ويقلبان قوته المعنوية إلى تصدع شخصي وانهيار عصبي يجره للرق المعنوي الذي يُذعن بسببه للحماية أو الاستسلام الفاضح المكشوف، والحماية فيها استسلام مقنع للجهة الحامية فما أبعد صاحبها عن تحقيق عبودية الله؛ بل إن عدم تحقيق عبودية الله بحصول التسويف جعله عبداً لغيره.

 

ثم إن إعداد القوة حسب المستطاع من واجبات الدين ولوازم إقامته، فالعابد الصحيح لله لا يعتوره التسويف في هذا فضلا عن تركه أو التساهل فيه، وأيضاً فالعابد لله المصمم على الجهاد في ذاته يكون منفذاً للغيلة في أئمة الكفر من دعاة الإلحاد والإباحية، وكل طاعن في وحي الله، أو مسخر قلمه أو دعايته ضد الدين الحنيف؛ لأن هذا مؤذٍ لله ورسوله لا يجوز للمسلمين في جميع بقاع الأرض من خصوص وعموم أن يدعوه على قيد الحياة؛ لأنه أضر من (ابن الحقيق) وغيره ممن ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اغتيالهم.

 

فترك اغتيال ورثتهم في هذا الزمان تعطيل لوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإخلال فظيع بعبودية الله، وسماح صارخ شنيع للمعاول الهدامة في دين الله، لا يفسر صدوره إلا من عدم الغيرة لدين الله، والغضب لوجهه الكريم، وذلك نقص عظيم في حب الله ورسوله وتعظيمهما، لا يصدر من محقق لعبودية الله بمعناها الصحيح المطلوب.

 

فصدقك أيها المسلم مع الله بضراعتك إليه بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ ينجيك من أخطار التسويف في تنفيذ أوامر الله ووصايا رسوله، فضلاً عن تعطيلها الذي لا يصدر إلا من شارد عن الله بشعور أو غير شعور - كما سبق إيضاحه في مباحث السكر المعنوي والرق المعنوي، وكما سيأتي مزيد له في السفه المعنوي - والله الهادي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جُزيت خيراً
تهاني العايش - المملكة العربية السعودية 12-03-2011 08:23 PM

شكراً لكم على ماقدمتوه هنا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة