• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

منافع الحج

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 9/11/2010 ميلادي - 2/12/1431 هجري

الزيارات: 16653

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبرة في الحج إيقاعًا وفضيلة بأمرين:

أحدهما: الإخلاص لله بفِعْله، ولهذا قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196] بأن يكونَ صادرًا عن حب الله، وجرعة رُوحية إلى رُؤية بيته، وإقامة مناسكه وتعظيم شعائره، كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، وقال: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، لا أن يحج للرُّؤية والسياحة ومشاهدة ما يقال عنه، فإنَّ كثيرًا من المحسوبين على الإسلام لا يُصلي، ولكنه يحج، أو يكون مغرقًا في فعل المعاصي، ويكثر من الحج، أو يحج لأجل الكسب والتجارة قصدًا ورأسًا، لا أن يكون أصل مقصده الحج، ولكن يستعين بالتجارة ويتروض عليها، فإنَّ مَن كان قصده الحج بنية خالصة لا يضره الاشتغال بالتجارة، ولا يجرح من إخلاصه.

 

ولكن الذي لولا الأعمال التجارية ما ذهب إلى الحج، ولكن يذهبه إلى الحج ظروفٌ اقتصادية، كالتحجيرات على التجارة بالأنظمة العصرية، فيستغل اسمَ الحج عن المراقبة والتفتيش؛ ليرجعَ من الحجاز بأموال لولا الحج لَمَا دخلت بلاده، وكذلك الاشتغال في مصارفات وتهريبات شتَّى مخلة بالنية، بل مسقطة لها من الأساس.

 

ومنهم من يحج للرِّياء والسمعة؛ لينالَ لقب (الحاج)، الذي يغضب على من لم يسمه به، حتى إنَّ بعضَهم يستدين بالربا؛ ليحجَّ ويَحظى بهذا اللقب، إلى غير ذلك من المقاصد الهادمة لحقيقة الحج من الأساس.

 

وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الأعمال بالنيات، وإنَّما لكل امرئ ما نوى))[1]، فهذا الحديث الشريف أصل عظيم في جدوى الأعمال وقبولها عند الله، فكيف بمن يحج للتجسس على دول الإسلام لدولة عَلمانية، أو دولة شيوعية ونحوها من دول الكفر؟ وكيف بمن يحج ليأخذ تصاويرَ لمشاهد الحج؟ إمَّا يتكسب بها في الأفلام السينمائية ونحوها، أو يأخذها للتشهير والسُّخرية؟

 

فما أكثر مَن يَحج لقصد منكر، أو هو متلبس بالمنكر من استدانته بالرِّبا للحج ونحو ذلك، وقسم كبير من حجاج هذا الزَّمان لا يَخطر ببالهم ما يريده الله منهم في الحج، وإنَّما يحج لزيارة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما هو مشهور عند بعضِ أهل الأمصار: (نزور أبا إبراهيم)؛ يعني: الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلا يعرفون للحج معنى غير ذلك، ومنهم من يَحج لأجل الاحتفالِ به إذا رجع، ومنهم من يَحج للتلصُّص في هذا الزِّحام المنقطع النظير، ولهذا فقد يرجع كثير من الحجاج وهو متلبس بالآثام، أو بأنواع من الشِّرك لا يزداد بها الإخلاص إلا شرودًا عن صراط الله.

 

وينبثق من قاعدة الإخلاص أكلُ الحلال، والحرصُ على اكتسابه، واجتنابُ الحرام وتطهيرُ المكسب؛ حَتَّى يكونَ ساعيًا لِمَا يحصل به قَبول العمل، ومُضاعفة الأجر واستجابة الدُّعاء في تلك المواقف العظيمة، وأنْ يَخرج من مظالم الناس، وخصوصًا أموال المسلمين وأعراضهم.

 

ثانيها: شهود المنافع العامَّة في الحج وتحصيلها؛ فقد أجمل الله حكمةَ الحج بقوله: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 28] على الإطلاق، فتشمل المنافع السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأدبية، فعلى حجاج بيت الله الحرام تحقيق الحكمة من الحج بتحصيل هذه المنافع؛ فإنَّ اللهَ - سبحانه - جعل الحج لعباده مُؤتمرًا عالميًّا سنويًّا خصوصيًّا وعموميًّا، شعبيًّا وحكوميًّا، تلتقي فيه جميعُ الأجناس والطوائف الإسلامية على مستوى واحد، وفي أماكن مُتعددة من شعائر الله، يلتقي فيها الكبيرُ والصَّغير، والغَنِيُّ والفقير، ومن لَم يلتقِ بالآخر حول الكعبة التقى حول زمزم، أو التقوا في المسعى بين الصَّفا والمروة، أو في سائر الأسواق والمنازل، أو في طريق منى وعرفات، أو في المخيم في أحدِهما، أو في مزدلفة، أو مسجد الخيف وغيره، في ذَهابهم إلى تلك المشاعر وإيابهم، فإنَّ الله العليم الحكيم جَعَل هذه التنقُّلات لحكمةِ الالتقاء والتعارُف، حتى في رمي الجمرات وطريقها.

 

فينبغي للحجاج اغتنامُ الفرصة في هذا المؤتمر العظيم، الذي يَحصل لهم شهود منافع في جميع نواحي الحياة، يُفضي كل جنس منهم إلى الآخر بمشاكله المختلفة، فيتدارسونها؛ ليوجدوا لها الحلول، ويتحسس كلٌّ منهم آلامَ الآخر؛ ليُعالجوها على ضوء دينهم، فيرفد بعضهم بعضًا رفدًا حسيًّا، ورفدًا معنويًّا في كل ناحية من نواحي الحياة، فإنَّ الحَجَّ مؤتمر إسلامي عمومي لتوحيدِ غاياتِ المسلمين، وتوجيههم إلى مصادرِ الحياة الطَّيِّبة الصحيحة، فإنَّ الدينَ والدُّنيا مترابطان في نظر الإسلام؛ لأَنَّ الدين يَمد الأرواحَ بالإيمان الصحيح المدعم بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة، أما أمور الدنيا فتمد المسلمين بعناصر القوة والنَّماء مع جعلها وسيلة لا غاية.

 

وما قيمة الحج للمسلمين إذا لم يقتبس بعضهم من بعض حلولاً لمشاكلهم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ وما قيمة حجهم إذا لم يقم بعضهم برفد بعض رفدًا ماديًّا ومعنويًّا؟

 

وكذلك في الحج شهود منافع لهم في النَّواحي الاقتصادية؛ ليكونَ كالمعرض العام لمنتجاتِهم ومجلوباتِهم؛ مما يحصل انتفاع بعضهم بما ينتجه البعض الآخر من مصنوع أو مزروع، وإنعاش بعضهم البعض، وتشجيع بعضهم لبعض؛ ولهذا قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 198]؛ يعني: بالتجارة التي لا تخل بأصل نية الحج، فإنَّ في الحج غايات سامية تعود بالإنسان إلى فطرته الأصيلة، وتُطهره مما ران على قلبه، وما غشاه من صنوف الأنانية والولوع بالمادية، فالحجُّ فيه تركٌ ومنح معًا، فيه ترك للمظاهر الزَّائدة على الفطرة الإنسانية، والفاتنة للإنسان، والمقسية لقلبه، وفيه منح عن طريق الهدي والأضحية مما ينتفع به من بهيمة الأنعام، وأنواع المواساة الأخرى لمن يلتقي بهم من إخوته الحجاج، فيعمل على إرشادهم وعلى رفع مستواهم فكريًّا وماديًّا.

 

وبذلك تصب عبادةُ الحج في الغاية نفسها، التي تهدف إليها عبادة الصلاة والزَّكاة والصوم من الوحدة الدينية التي يوجبها الله على جميع المسلمين؛ ليكونوا كالبُنيان يشد بعضه بعضًا، وكالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالحمى والسهر؛ لأَنَّهم إذا تحقق لهم اتجاه واحد، حصلوا على الاستقامة والاتِّزان في سُلوكهم، فلا يتأرجح بعضُهم بين شيئين مُتناقضين يكون للواحد منهم بسببها شخصيات مُتعددة، يلبس اليوم وجهًا، ويلبس في غَدٍ وجهًا آخر، فلا بُدَّ للمسلمين من تحصيلِ المنافع التي شرع الله الحج من أجلها، لا أن ينقلب الحجُّ إلى زحام ولكام، وشتم وجدال، واستمرار على الجهل والتنافُر، كما هي الحالة الآن لأكثرهم، والعياذ بالله.

 



[1] متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب، رواه البخاري في أول كتاب بَدْء الوحي، ح (1)، ومسلم في الإمارة، باب قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الأعمال...))، ح (1907).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة