• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضرالشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي شعار موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي / خطب منبرية


علامة باركود

الحث على الكسب الحلال (2)

الحث على الكسب الحلال (2)
الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي


تاريخ الإضافة: 9/5/2013 ميلادي - 28/6/1434 هجري

الزيارات: 22572

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحث على الكسب الحلال (2)


الحمد لله الذي أوجد الخليقة بعد العدم، وأكرم بني آدم بالعقول وغمرهم بالنعم، خلقهم لعبادته وخلق لهم ما في الأرض جميعًا، وبين الحلال والحرام وجعل البلاد نافعًا والحرام شرًا فظيعًا، أحمده - سبحانه - على ما أعطى ويسر وأشكره على ما قضى وقدر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه لا غنى لكم عن الله طرفة عين فاعبدوه واذكروه، فإنكم لابد في أحرج موقف بأعمالكم ملاقوه، ومحازيكم عليها، فتوبوا إليه واستغفروه، وتقربوا إليه بامتثال ما أمركم به في محكم كتابه، وانتهوا عما نهاكم عنه خشية عقابه، أمركم بالأكل من الطيبات، وعمل الصالحات، ونهاكم عن أكل أموالكم بطرق غير مشروعة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51] وفي آية أخرى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [النساء: 29] روى مسلم في صحيحه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبًا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب.. يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك[1].

 

عباد الله، إن المكسب الحرام سبب للبعد عن رحمة الله وجالب لآكله من الشر ما لا يعلمه إلا الله، فهو سبب لموت القلب وصدوده عن أخراه، وسبب لفساد الذرية، وعدم قبول الدعاء، فآكل الحرام لا يقبل الله له عملًا ما دام الحرام في بطنه، قال سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال: (يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يومًا)[2]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الدنيا خضرة حلوة فمن أخذها بحقه بورك له فيها ورب متخوض في مال الله ومال رسوله ليس له إلا النار يوم يلقى الله)[3]، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - والحرام - يا عباد الله - كل ما اكتسبه العبد بطريق غير مشروع، ويدخل فيه من باب أولى الخائن الذي يخون في أمانته والسارق الذي يأخذ المال خلسة سواء كان مباشرة أو حيلة أو مغالطة، ويدخل في هذا الغش في المبيعات، فقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - مر رسول الله على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللًا فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء، أي المطر: فقال - صلى الله عليه وسلم -: فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ (من غشنا فليس منا)[4] أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فما أعظمها من كلمة! وما أكثر سببها في زمننا هذا! فإن الغش في المبيعات أصبح عند الباعة شيئًا معتادًا لا يبالون في فعله ولو في أقل شيء يباع، ورسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا أن من غشنا فليس منا، أي ليس من متابعتنا وليس عل سنتنا وطريقتنا في مناصحة الإخوان، ولو قلت لأحد الباعة الذين لا يبالون بالغش: لست من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - والذين اتبعوه لأرغى وأزيد وعظم ذلك عنده، وهو يفعل السبب الذي يخرجه منهم، فإن كان بفعله الغش غير مبال بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو متكبر على الله وعلى رسوله وقد حرم الله جنته على من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، وإن كان غير مصدق بوعيده فهو مكذب لله ورسوله، ظالم معرض نفسه للفتنة والله يقول: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 68] فسمى الكاذب كافرًا ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليلة المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا أو يمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا)[5]. فما أحرى هذا الذي يستعمله الغش في البيع أنه يبيع دينه بما غش به في بيعه وإن كان يسيرًا؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه من أمته بقوله من غشنا فليس منا.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]. والحمد لله رب العالمين.

 


[1] صحيح مسلم (1015).

[2] ضعيف جدًا لسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4/292 حديث رقم 1812.

[3] صحيح سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع صحيح ابن حبان 4512 ج: 10 ص37.

[4] رواه مسلم صحيح مسلم ح 102.

[5] صحيح مسلم 118.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • فقه الأسرة
  • خطب منبرية
  • كتب
  • صوتيات
  • فقه التقاضي
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة