• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع محمد بريشد. محمد بريش شعار موقع محمد بريش
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بريش / مقالات


علامة باركود

تنمية المواهب وترقية المعارف في التعليم العالي

تنمية المواهب وترقية المعارف في التعليم العالي
د. محمد بريش


تاريخ الإضافة: 23/3/2015 ميلادي - 2/6/1436 هجري

الزيارات: 10248

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تنمية المواهب وترقية المعارف في التعليم العالي


ولئن كانت هذه الوظيفة من باب ما هو تقليدي وبَدَهي في التعليم العالي، فإنها اليوم تحتاج إلى فتح المجال للباحثين في شتى المراكز العلمية أن يدرسوا بالجامعات والمعاهد والمؤسسات، وأن يمرِّنوا طلابهم بهذه المراكز على البحث التطبيقي والتأهل الابتكاري والإبداعي.

 

وهذ أمر ليس بالهيِّن؛ لأن الإجراءات الإدارية القائمة، وما رسخ من عادات الفلسفة التربوية التقليدية جعل للجامعة حمًى يدافع عنه الأساتذة بشراسة - وهم مُحقُّون - ولكنهم لم يترددوا في الدخول في أي تعاون ثنائيٍّ بين مؤسساتهم ومراكز البحث العلمي، إذا أحسُّوا بأنهم لا شك سيفيدون ويستفيدون ولن يُهمَّشوا، أو يُحجَرَ على حريتهم واختصاصهم فلن ينشغلوا إلا بما هو نظري.

 

الحجة أن التطبيق هو اختصاص الباحث في مجالات تطبيق العلم النظري بمختبرات ومراكز البحث العلمي.

 

من هنا كان لا بد أن يُسمَحَ للأستاذ الجامعي بإنشاء مقاولات للبحث والابتكار باسم الجامعة وبرأسمالها.

 

وما زال العديد من رجال الإدارات والأُطُر التربوية يرَوْن انخراط الأستاذ في التجارة مُبعِدًا له عن العلم، بل لا يطيق بعضهم ولا يقبل الكثير من قادتهم أن يَرَوْا دَخْلَه يرتفع وراتبه ينمو، بَيْدَ أنهم لا سبيل لهم لمنافسته أو مقاسمته ثروته.

 

فلا يُعقَلُ أن يسمح للطالب أن يتوق بعد تخرُّجه لأرقى الرتب، ويمنع الأستاذ من أن يحسِّن وضعه الاجتماعي ودخلَه المالي، ورفع مستواه المعرفي، وإنجاز مشروعه البحثي.

 

فلم يعد مجال للفصل بين النظرية والتطبيق في كافة العلوم، بما فيها العلوم السلوكية والاجتماعية والأدبية، أَوَتلك يُظَنُّ أنها مجردة؟! فالطالب الذي لا يحتك بالمجتمع ولا يحمل همومه لا مشروع له، ومجالات التطبيق في المجتمع والمختبر قبل التخرج تمكِّنُه من فرص اختبار ما استوعبه من نظريات، وتفتح ذهنه للتجديد والمزيد من البلورة لتلك النظريات ذاتها.

 

وما من شك أن العولمة وتطور حركة السوق الاقتصادي واتِّساع نفوذِها سيَدفَعُ إلى تطور المؤسسات والمعاهد والكليات، ويعمد إلى اغتيال التي لا حاجة له بها ولا بأُطرها وخريجيها، بل قد يكون من خطط محركي عجلات العولمة خنقُ أنفاس جامعات تحافظ على الهوية، وتهدف لترسيخ المرجعية والدفاع عن الذات الإسلامية.

 

ولهذا ينبغي أن يبقى الزمام بيد الدولة في ضبط شكل التعامل مع السوق في مجال التعليم العالي، ولا سلطة لها في وجه قوة السوق الكاسحة إلا بتعميق المشاركة الشعبية، وتعميم فعل الشورى في مختلف دواليب إدارتها ومؤسساتها؛ لأن التجربة أثبَتَتْ أن العولمة مهما قَوِيتْ لا سلطة لها على الفئات ذات البنيان المرصوص، وأن الصامد على هويته يُملي شروطَه عليها أكثر مما تزيد أن تفرض هي عليه.

 

فترسيخُ القيم، وتقوية الذات، وتحصين الهوية هو صلبُ مقاصد الإسلام، وروح القرآن الكريم، فمن لا يعرف الله ولا يتَّقيه ويخشى حدودَه ما أهونَه أمام هذا الغول الهاجم! مع ما يلزم من العلم والحلم والبصر الحديد والرأي الرشيد؛ إذ لا جدوى بأن توصف العولمة بأنها الدجال، ولا أن يُهوَّنَ من سلبياتها بوصفها مغنمًا مهما كانت الأحوال.

 

ولقد تحدَّث الشاعر محمد إقبال عن الأقوام المغلوبة كيف خدعت الأقوام الغالبة عن نفسها وزينت لها "نفي الذات"، ويضرب مثلاً: قطيعًا من الغنم تسلطت عليه الأسود، تصول عليها، وتنال منها ما شاءت كلما شاءت، ففكَّر كبش في أمر جماعته، فبدا له أن يُضعِفَ في الأسود نزعةَ التغلُّبِ والصَّولة، وأن يصرفها عن الاعتداد بالقُوَى، فادَّعى أنه نبي مرسل إلى الأسود، ودعاها إلى الزهد والاستكانة وإنكار الذات، ونهاها عن أكل اللحم، وعلَّمها أن الجنة للضعفاء، وأن القوة خسران مبين، وقال: "يا ذابح الشاة، اذبَحْ نفسك، واغف عنها إن تكن عاقلاً، أَطبِقْ عينيك وأذنيك وشفتَيْك ليصعد فكرك فوق الفلك، إن هذه الدنيا مرعى العدم، فإياك أن تركن إلى هذا الوهم"، ويصور الشاعر رحمه الله أثر هذه الدعوة في الأسود بهذه الأبيات:

كانت الأُسْدُ جهادًا مَلَّتِ
وتمنَّتْ منه عيشَ الدَّعَةِ
عن هوًى أصغتْ إلى النصح المنيمِ
ودهاها الكَبْشُ بالسِّحْرِ العظيمِ
جوهرُ الآساد أضحى خَزَفًا
حين أضحى قوتُهُنَّ العَلَفَا
ذهَبَ العُشْبُ بنابٍ عَسِرِ
أطفَأَ الأعينَ ذاتَ الشَّرَرِ
هجر الصدرِ فؤاد مقدم
فإذا المرآةُ فيه تظلمُ
وذوَى في القلبِ شوقُ العملِ
وجنونُ السَّعْيِ ملء الأملِ
ذهب الإقدامُ والعزمُ الأمرّ
والسَّنَا والعزُّ والمجدُ الأغرّ
برثنُ الفولاذِ فيها قد وَهَنْ
واستكانَ القلب في قبرِ البدَنْ
ونما الخوفُ بنقص المِنَّةِ
قطَعَ الخوفُ جذورَ النَّخْوَةِ
كلُّ داء في سقوطِ الهمَّةِ
إنه العجزُ وضعفُ الفِطرَةِ
نامَتِ الأُسْدُ بسِحْرِ الغَنَم
سمَّتِ العجزَ ارتقاءَ الفهم

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مرئيات
  • لقاءات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة