• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

إنشاء هيئات للنقد الذاتي وإحياء فريضة الأخوة الإسلامية

إنشاء هيئات للنقد الذاتي وإحياء فريضة الأخوة الإسلامية
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 30/6/2015 ميلادي - 13/9/1436 هجري

الزيارات: 9396

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إنشاء هيئات للنقد الذاتي، وإحياء فريضة الأخوة الإسلامية

نحو القيادة والتمكين

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]


وقد ألمعنا في بداية حديثنا إلى ضرورة النقد الذاتي عن طريق قيام كلِّ جماعة بنقد ذاتها؛ حتى ترى الخشبة التي في عينها قبل أن تُبصر القشة في عيون الآخرين، وتعمى عن رؤية ذاتها، وتفصيلاً لهذا الملحظ وتحويلاً إلى برنامج عملي يسهم في تحقيق الوحدة الثقافية والفكرية وإحياء المرجعية الأصلية والوحيدة للكتاب الكريم والسنة الشريفة - أقترح - في إطار رابطة العالم الإسلامي - إنشاء هيئة لتوحيد الفكر الإسلامي على أساس الالتزامِ بالثابت، وعلاج نقاط الاختلاف بين عناصر الأمة ومفكريها، وذلك شريطة أن يكون هناك ممثِّلون للسلفيين، ولبعض التوجهات الفكرية لأهل السنة، مثل: تيارات العمل الدعوي الفكري، والدعوي السياسي، والدعوي التربوي وغيرها..، وعلى هؤلاء السير على نهج (نقد الذات)، وصولاً إلى رؤية مشتركة تقدم لكل العالم الإسلامي، وسطية إسلامية ترجع إلى المرجعية التي لا يأتيها الباطل، وحبذا أن يخرج عن هؤلاء دستورٌ للتوحد الإسلامي، يشاع في كل بلاد المسلمين من خلال هؤلاء الممثلين للأمة، خروجًا من مرحلة التيه والصدام التي عشناها خلال القرن الماضي.

 

لقد عشنا القرون الأخيرة غافلين عن تشغيل ملَكة نقد الذات، بينما تقدمت أوروبا عندما أخفقت في الحروب الصليبية، وأدركت أنه ليس بالحروب العسكرية تقضي على الإسلام والمسلمين، وأدركت أيضًا أن الطريق لنجاحها يقتضي اقتباس ما عند المسلمين، واقتباس نظام الإسلام، دون اقتباس عقيدته ورُوحه، وأدركت ثالثًا أن هزيمةَ المسلمين تكمن في فصلهم عن الإسلام، وفي مواجهتنا لأنفسنا أولاً، وللحضارة الأوروأمريكية ثانيًا، ما أحوجنا إلى (مؤسسة نقد الذات)، تتبناها هيئة أو هيئات إسلامية عالمية، أو تتبناها إرادة شعبية، وقد تعبنا دون نتائج من نقد بعضنا لبعض، لأن نقد الآخرين أسهلُ بكثير من نقد النفس؛ وذلك لأن الإنسان حين ينقد نفسه يقوم بدور الحَجَر والنحات في آن واحد، ولقلة ممارسة النقد والمراجعة لدينا، فإن لدينا بعض المؤسسات والجماعات لا ترضى عن أي عمل أو فكر، وهي طول عصرها تنتقل من إخفاق إلى إخفاق، دون أن يكون ذلك حافزًا لها نحو أي وقفة تأمل بأنها تملك مناعة خاصة ضد آلام التجربة[1].

 

أليس عجيبًا أن يظل بعض المصريين على التشيع لآل البيت - وآل البيت منهم براء - أعداءً ثابتين لأبي بكر وعمر وعثمان وجمهرة كبيرة من الصحابة - رضي الله عنهم - طيلة أربعة عشر قرنًا؟!

 

وأليس عجيبًا أن تبقى بعض الطرق الصوفية عاجزة عن تقويم مسارها على هُدى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بمعنى أنها تؤمن بهما وتتعامل معهما في كل يوم؟!

 

وأليس عجيبًا ألا ينجح بعض المحسوبين على السلفية في نقد آلياتهم، وفي الالتزام بالحكمة، وفي الحوار مع مخالفيهم من المسلمين، مع أنهم لا يستطيعون إخراجهم من الإسلام، كما أنه ليس من المصلحة إخراج المخطئين من الإسلام، بل المصلحة تقتضي إيثار (الأخوة الإسلامية) التي تفرض العمل على إنقاذ أخيك من النار والتواصي بالحق وبالصبر؟!

 

إن جميع العاملين للإسلام يجب أن يضعوا موضع التطبيق العملي قولَه - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10]، وأن يجعلوها دستورًا يتحركون من خلاله، وأن يعلموا أنه لولا هذه المؤاخاة - في أروع صورها - لَمَا استطاع مجتمع المدينة أن يتحرَّكَ كتلة واحدة في بناء دولة الإسلام الأولى، ومواجهة الكافرين من الخارج، والمنافقين من الداخل، وعندما نضع هذه الآية الكريمة دستورًا لوحدة المسلمين الثقافية؛ مؤْثِرين الأخوة على أي عصبية، ستتوحد عقولنا ومسالكنا، وصولاً إلى الوحدة الحقيقية الشاملة، نعم، فإن الإنسان بعقيدة واحدة يستدعي حتمًا توحيد قلوب المؤمنين بها على قلب واحد، ووحدةُ العقيدة هذه تقتضي وحدة المجتمع.

 

• أجل، ولماذا لا تتوحد أيها المسلم مع أخيك؟

• إن خالقكما واحد، ومآلكما واحد، ومعبودكما واحد، ورازقكما واحد.. وهكذا.. واحد، واحد، واحد، إلى أن تبلغ الألف، ثم إن نبيكما واحد، قِبْلتكما واحدة، وهكذا... واحد واحد؛ إلى أن تبلغ المائة، ثم إنكما تعيشان معًا في قرية واحدة، تحت ظل دولة واحدة، في بلاد واحدة..، وهكذا واحد واحد؛ إلى أن تبلغ العشَرة، فلئن كان هناك هذا القدر من الروابط التي تستدعي الوحدة والتوحيد والوفاق والاتفاق والمحبة والأخوة، ولها من القوة المعنوية ما يربط أجزاء الكون الهائلة، فما أظلم مَن يُعرض عنها جميعًا ويفضل عليها أسبابًا واهية؛ أوهن من بيت العنكبوت! تلك التي تولِّد الشقاق، والنفاق والعداء!

 

وإن كنت تريد أن تعاديَ أحدًا، فعادِ ما في قَلْبك من العداوة - على سبيل نقد الذات - واجتهد في إطفاء نارها، واستئصال شأفتها، وحاول أن تعادي من هو أعدى عدو، وأشد ضررًا عليك؛ تلك هي نفسك التي بين جنبيك، فقاوِمْ هواها، واسعَ إلى إصلاحها، ولا تعادِ المؤمنين لأجلها، وإن كنت تريد العداء أيضًا، فعادِ الكفَّار والزنادقة، فهم كثيرون، وإن أردت أن تغلِبَ خَصْمك فادفع سيئتَه بالحسنة؛ فهي تخمد نار الخصومة، أما إذا قابلتَ إساءتَه بمثلِها، فالخصومةُ تزداد[2]، وهكذا يُملي علينا فِقْهُ آية: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ أن نحوِّلَها إلى برنامج عملي، عن طريق هيئة مستقلة، ليس هدفها مجرد التقريب، بل هدفها إحياء مَلَكة النقد الذاتي، وتأصيل الحوار بين المؤمنين بالحب، وإحياء فريضة الأخوة الإسلامية.



[1] د. عبدالكريم بكار: مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي - دار القلم - دمشق، ص 30، 31 ط1.

[2] النورسي: المكتوبات، ص 341، 343، طبع سوزلر، ط3، 2001 م - مصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة