• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

خريطة ثقافية للعالم الإسلامي

خريطة ثقافية للعالم الإسلامي
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 20/6/2015 ميلادي - 3/9/1436 هجري

الزيارات: 10702

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خريطة ثقافية للعالم الإسلامي

نحو القيادة والتمكين

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]


ومع ذلك، فمن الجدير بالذكر - قبل أن ندخل في التفاصيل - أن نشير إلى أننا - ونحن نستفيد من تجربة اليهود أو التجارب الأخرى - سوف نلتزم بغاياتنا الإسلامية الكريمة، ووسائلنا كريمة مثل غاياتنا، ونحن - في النهاية - أمةُ الرحمة للعالمين، ولا نسعى لكي نكون سادة للعالم أو مستغلين له، فحسبنا أن نكونَ دعاة للحق والخير والعدل، وعندما توضع الخريطة الثقافية، سوف يُعرَف من خلالها الأمراض الثقافية، ويعرف - بالتالي - مناطق القوة الثقافية، وتعرف مناطق الضعف، وتُتَّخذ الأساليب الممكنة لتفعيل القوة الأولى، وعلاج القوة الثانية.

 

إننا نرى (مالك بن نبي) ينعى على المسلمين أنهم منذ خمسين عامًا يعرفون مرضًا واحدًا يمكن علاجه، وهو الجهل والأمية، ويعقب على ذلك بقوله: "لكننا اليوم أصبحنا نرى مرضًا جديدًا مستعصيًا هو (التعالُم)، وإن شئت فقل: الحرفية في التعلُّم، والصعوبة كل الصعوبة في مداواته، وهكذا أتيح لجيلنا أن يشهد خلال النصف الأخير من القرن العشرين ظهورَ نموذجين من الأفراد في مجتمعنا: أولهما: حامل المرقعات ذو الأطمار البالية، وحامل اللافتات العلمية"؛ يعني: شهادات الجامعة والدكتوراهات دون علم وإبداع!

 

وإذا كنا ندرك بسهولة كيف نداوي المريض الأول، فإن مداواتنا للمريض الثاني لا سبيل إليها؛ لأن عقل هذا المريض لم يتقن العلم ليصيره ضميرًا فعالاً؛ بل ليجعله آلة للعيش، وسلَّمًا يصعد به منصة البرلمان، وهكذا يصبح العلم مسخًا وعملة زائفة غير قابلة للصرف، وهذا النوع من الجهل أدهى وأمرُّ من الجهل المطلق، وهو يشكل أكبر خطر نعاني منه، إنه العلم غير الموظف، فلا بدَّ من إزالة هذا المريض ليصفو الجو للطالب العاقل الجاد، وعليه؛ فإن مشكلةَ الثقافة لا تخص طبقة دون طبقة، بل تخص مجتمعَنا كله، بما فيه المتعلم، والصبي الذي لم يبلغ مرحلة التعلم، إنها تشمل المجتمع كله، من أعلاه إلى أسفله[1].

 

تقويم حصادنا الأكاديمي وتفعيله:

وإذا ذهبنا نترجم كلام مالك بن نبي إلى مشروع عملي، في ضوء الخريطة الثقافية الإسلامية التي ألمحنا إليها، فإننا نجد أنفسنا مطالبين بإعادة تقويم إجمالي لحصادنا الأكاديمي في القرن المنصرم؛ لنأخذ منه ما يمكن أن يستفاد منه، من جانب، ولنقدم - من جانب آخر - نقدًا موضوعيًّا لمسيرتنا الأكاديمية، يحملنا على تجاوز مرحلة الولع بالشهادات والألقاب العلمية، التي لم يقدم كثيرٌ من أصحابها إسهامًا حقيقيًّا في دفع عجلة التقدم، حتى في المجالات الفيزيائية والزراعية والتكنولوجية؛ فضلاً عن المجالات الإنسانية، ومن جانب ثالث، كي نستطيعَ شقَّ طريق جديد لعملنا وثقافتنا، يجعلنا نمزج بين العلم والثقافة، أي - وبمعنى أوضح - ينزل العلم إلى مستوى التطبيق العملي، بحيث يُصحَب كلُّ عمل علمي بمشروع ميداني، مهما كان التخصص الذي ينتسب إليه صاحبه، إنسانيًّا كان أو ماديًّا، ولتقريب الصورة نقول: إن كثيرًا من أعمال المستشرقين ثبت أنها موظفة لخدمة أوطان المستشرقين وحضارتهم؛ توطئة - عن طريق تقديم الأرضية الثقافية والمعرفية - لغزو بلاد المسلمين وغيرهم، ولتخريب علاقة المسلمين بدينهم، من خلال تقديم فكر إسلامي يركز على التصوف المنحرف السكوني، ويشكك في كل مراحل الحياة الإسلامية وتطبيقاتها، ومصادرها ورموزها، وقد راح كثير من المستشرقين في بلادنا الإسلامية قبل أن يكتبوا بحوثهم، وتعاونوا مع الأجهزة المعنية في بلادهم، وكانوا خير عون لها في تحقيق الأهداف الإستراتيجية.

 

• وللأسف فإننا لم نكتشف هذه الحقيقة إلا في العقود الأخيرة؛ أما هنا - في عالمنا الإسلامي - فإن بحوثنا الاجتماعية والإنسانية تنطلق من تجريد وتنظير، وتنتهي إلى معرفية غير موظفة لا تخدم الواقع في شيء، وتنام - بعد ذلك - الرسائل والبحوث العلمية على رفوف المكتبات الجامعية، بعد أن يحصل صاحبها على اللقب المنشود، ويشق طريقه في الحياة مزهوًّا باللقب الذي يحمله.

 

والسؤال هنا: كم من الرسائل والدراسات كُتبت جامعةً بين التنظير والميدان، عن بلدان العالم الإسلامي وعن الأقليات سكانيًّا؟ لقد وجدت وما زالت توجد حتى بعد سقوط الشيوعية والاتحاد السوفيتي - بلدانٌ وجماعات إسلامية لا يَعرف عنها المسلمون شيئًا، وقد يعرفون عنها القليل عندما نتعرض لمحنة، وقلما نسبق نحن - القادرين المسلمين - أعداءنا إلى كثيرٍ من البلدان التي تحتاج إلى عون، وقد أصبح يقال عنا: إننا نصل دائمًا متأخرين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبينما يقوم شبابنا بدراسات أكاديمية شبه محنطة، تقوم المراكز البحثية في العالم المتقدم بتقديم أطروحات في مجالات تهم أُمَمَها، ودراسات حية حافلة بأحدث المعلومات، هذه الأطروحات والدراسات تشق طريقها المعروف سلفًا إلى أصحاب القرار الحضاري وصانعي السياسة، ومن هنا توظف المعرفة عمليًّا، ويمزج العلم بالثقافة، ويقع التفاعل والتغيير!



[1] مالك بن نبي: مشكلة الثقافة، ص 72 - 73، دار الفكر، بيروت (بتصرف).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة