• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

سقطوا حين ساعدوا على سقوطها

سقطوا حين ساعدوا على سقوطها
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 31/3/2015 ميلادي - 10/6/1436 هجري

الزيارات: 8599

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سقطوا حين ساعدوا على سقوطها

 

يدرج بعض الكتَّاب في العالم العربي على وصف الحركات المناهضة للدولة العثمانية (بالحركات الاستقلالية).

 

وهذا التعبير يوازي بين حركات الاستقلال عن الاستعمار الإنجليزي والفرنسي مثلاً، وبين حركات التمرد على الخلافة العثمانية.

 

وفي تصور أصحاب هذا التعبير أن الدولةَ العثمانية لا تعدو أن تكون استعمارًا، تمامًا كالاستعمار الإنجليزي، وبالتالي يعتبر الانفصالُ عنها استقلالاً، والانشقاق عنها تحرُّرًا دون أية تفرقة بينها وبين الاستعمار الأوروبي.

 

وهؤلاء الكتَّاب الذين يفرضون هذه الرُّوح على دراسة (الخلافة الإسلامية العثمانية) يتعمَّدون الوقوع في عدة أخطاء:

أولها: التجاهل التام لوشيجة (الإسلام) التي تربط العثمانيين بالعرب، وهي وشيجة غيرُ متوفرة في الاستعمار الأوروبي.

 

ثانيها: ويتجاهل هؤلاء - كذلك - أربعة قرون (أربعة أخماس)، ويذكرون قرنًا واحدًا، هو فترة وقوف الدولة العثمانية في موقف الدفاع عن حياتها، وتعلُّقها في سبيل ذلك بأي خيطٍ، وتخبُّطها تخبُّط المشرف على الغرق.

 

ثالثها: وهؤلاء يتجاهلون - كذلك - أن الانفصال عن العثمانيين كان لحساب الاستعمار الأوروبي، وأنه هو الذي كان يقوده مغذيًا في العرب رُوح الانفصال لمصلحته، وأن الوعي الديني والقومي الصحيح لو كان موجودًا لأوجب التمسُّك بالخلافة وقيادتها في هذه المرحلة - على الأقل - كضربةٍ للاستعمار الأوروبي.

 

لقد قدمت حركات الانفصال هذه أكبر خدمة للاستعمار الأوروبي، وفي الوقت نفسه جرَّت على الأمة العربية أكبرَ الويلات، وكان أكبر ويلاتها مأساة فلسطين، ثم ما تبِعها من هزيمة سنة 1967م.

 

ولم يقف أمر خطأ هذه الحركات عند هذا الحد، بل إنها وقعت في خطأ (أيديولوجي) آخر؛ فتركيا الإسلامية لم تكن أبدًا حين بدؤوا ينشقون عنها في مرحلة (استعمار)؛ فالاستعمار مرحلة تاريخية معينة بحسب تعريفهم له، تقف في قمة الهرم الرأسمالي؛ أي: إنها مرحلة اقتصادية، تعني توفر رؤوس الأموال لدرجة تتطلب فتح أسواق جديدة، وتوفير أيدٍ عاملة، وموادَّ خام، فهل كان العثمانيون يعيشون (مرحلة الاستعمار) هذه؟ أم أنهم كانوا بحاجة إلى مجرد إصلاح اقتصادي بداخل تركيا نفسها؟

 

إن كثيرًا من المصلحين لم تَفُتْهم هذه الحقيقة، وعلى رأسهم: الزعيم "مصطفى كامل" في مصر، و"عبدالعزيز جاويش"، و"محمد فريد"، وغيرهم، بل إنني أشك كثيرًا في أن أكثر الزعماء الإسلاميين الإصلاحيين كجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، أشك في أن هذه الحقيقة قد فاتتْهم.

 

وما كانت دعوة هؤلاء دعوة انفصالية عن الخلافة؛ وإنما كانت دعوةً إلى إصلاح أمر الخلافة، الذي كان يَميل إلى التداعي بفعل مؤثِّرات خارجية كثيرة، ومؤثرات أخرى داخلية.

 

وقد وقعت هذه الحركات في خطأ آخر كبير، فمنذ أواخر القرن التاسع عشر أخذت الحركة الصِّهيونية - التي بدأت تأخذ شكلاً تنظيميًّا واضحًا مرتكزًا على الأيديولوجية "الصِّهيونية" - محاولة الوصول إلى أهدافها في إقامة دولة يهودية.

 

وفي سنة 1897م (والسلطان عبدالحميد - رحمه الله - هو الحاكم): عُقد المؤتمر الصِّهيوني بزعامة "هرتزل" في مدينة "بال" بسويسرا، وهو المؤتمر المعروف باسم: "مؤتمر بال"، ووضعت خطة إنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين.

 

وقد حاول الصهاينة بقيادة "هرتزل" إقناع (السلطان عبدالحميد) العثماني عدو القوميين العرب - بالسماح لهم بالهجرة إلى فلسطين، فرفض السلطان رفضًا قاطعًا، ولم يكتفِ بهذا؛ بل وأصدر قانونًا بمنع الهجرة اليهودية، وبمنع إقامة مستعمرات لليهود في فلسطين.

 

وكان هذا هو (قشة البعير) كما يقولون التي قصمت ظهر الرجل المريض؛ فقد حرَّك الصهاينة حركات التحرر، والحركات القومية، والاستعمار الإنجليزي، ووجدت الإمبراطوريةُ العثمانية نفسَها أمام طوفان من المشاكل لا ينتهي، كان أشدَّها وأبعدَها أثرًا حركاتُ التمرد الداخلي، ومن الغريب جدًّا أن يكون مشعلو الثورات ضد الخلافة العثمانية في داخل البلدان العربية من الطوائف غير الإسلامية، أو الإسلامية المتطرفة التي تحركها أيديولوجيًّا وحركيًّا أيدٍ أجنبية، لكن مع ذلك وبتأثير شعارات براقة صنعها اليهود، بتأثير هذا وغيره من الوسائل - اندمج في هذه التجمعات المضادة للخلافة بعضُ العناصر الإسلامية.

 

ولم تأتِ سنة 1918م إلا وكان السلطان عبدالحميد المظلوم قد سقط، ووقعت جميعُ الأقطار العربية كمناطق نفوذ لبريطانيا وفرنسا، وأيضًا صدر (وعد بلفور) المشؤوم في 2 نوفمبر 1917م، وبدأت فلسطين تقع تحت الظروف الممهدة للزوال، وكانت أُولى الخطوات في ذلك وقوعها تحت الانتداب البريطاني في عام 1920م.

 

وبين الحربين العالميتين "1918م - 1939م" كان التطبيق العملي للمؤامرة العالمية، وأيضًا في الجانب الآخر الحركات الداخلية الممتصة للطاقة، والمبددة لها، والصارفة عن الخط الحقيقي لاستهلاكها؛ كان ذلك كلُّه يعمل على سقوط الخلافة العثمانية، وسقوط العرب بدءًا من فلسطين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة