• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

نماذج لأخطاء وقع فيها المؤرخون بتأثير المناهج التقليدية

نماذج لأخطاء وقع فيها المؤرخون بتأثير المناهج التقليدية
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 27/4/2013 ميلادي - 16/6/1434 هجري

الزيارات: 12936

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نماذج لأخطاء وقع فيها المؤرخون بتأثير المناهج التقليدية


وقد كان منطقيًّا أن تقع كثيرٌ من الأخطاء في ظلِّ هذه المناهج التقليدية، التي لم تَستَعِنْ بعلم العمران وقوانينه، وطبائع الاجتماع الإنساني، بل عَجَزتْ عن إدراك نطاق علم التاريخ نفسه، وهو أنه خبرٌ عن الاجتماع الإنساني، الذي هو عمران العالَم، وما يعرض لطبيعتِه من التوحش والتأنس، والعصبيات والتقلبات، وما ينشأ من الدول، وما ينتحله البشر من الكسب والمعاش، والعلوم والصنائع؛ فكَثُر الخطأ والكذب؛ من جرَّاء اعتماد المؤرِّخين على النقل والحكايات للوقائع، دون عرضِها على أصولها، ودون سبرها ونقدها بمعيار الحكمة (الفلسفة)، والوقوف على طبائع الكائنات، أو الجهل بطبائع الأحوال في العمران؛ إذ لكل حادث - ذاتًا أو فعلاً - طبيعة في ذاته وأحواله.

 

وقد يكون السبب في الخطأ - أو الكذب - التشيُّع للآراء والمذاهب، والثقة بالناقلين دون تعديل أو تجريح، والذهول عن المقاصد، وتوهم الصدق، والجهل بتطبيق الأحوال على الوقائع، وتقرب الناس لأصحاب المراتب بالثناء.

 

ومن أبرز أسباب الخطأ لدى المؤرِّخين جهلُهم بالقوانين التي تخضعُ لها ظواهر الاجتماع الإنساني؛ أي: قوانين العمران (الحضارة)[1].

 

وقد يقع الخطأ للجهل بالقوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية؛ كظواهر الكيمياء، والفلك، والطب، والنبات، وما إليها.

 

فكثيرًا ما يسجل المؤرِّخون أخبارًا يستحيلُ وقوعها وَفْق هذه القوانين.

 

وكان من نتائج هذا القصور المنهجي عدمُ استيعاب المؤرِّخين المسلمين لموازين نقد الأخبار وَفْق معيار الحكمة والعقل، ووَفْق أصول الاجتماع الإنساني، وقوانين الظواهر الطبيعية؛ فوقعوا في أخطاء كثيرة، رصد منها ابن خلدون الأخطاء التالية:

1- ما حكاه المسعودي عن جيوش بني إسرائيل، وكيف أنهم خلال مائتي وعشرين سنة (وهي المدة التي بين دخول يعقوب وأولاده إلى مصر في عصر يوسف، وخروج بني إسرائيل إلى التِّيه في عصر موسى - عليهم السلام) تكاثروا من سبعين رجلاً إلى ستمائة ألف[2].

 

2- ومن هذه الأخبار الواهية، أخبار التبابعة (ملوك اليمن)، وأنهم كانوا يغزون من قراهم في اليمن: إفريقية، والبربر، والموصل، وأذربيجان، وسمرقند، والقسطنطينية؛ وذلك لصعوبة مواصلات هذا العصر، وملك التبابعة كان بجزيرة العرب، التي يحيط بها البحر من ثلاث جهات، ولم يَرِدْ أن لهم أسطولاً[3].

 

3- ومن هذه الأخبار ما زعموه من أن (إِرَم ذات العماد) اسمٌ لمدينة كانت على شكل الجنة، بناها شداد بن عاد بن عوص من الذهب والزبرجد والياقوت في صحراء عدن، وهذا كذب لا أصل له[4].

 

4- ومن هذه الأخبار، ما قيل في سبب نكبة البرامكة، وهي العَلاقة القلبية بين العبَّاسة أخت الرشيد، وجعفر بن يحيى البرمكي، وزير الرشيد، وأن الرشيد لكلفه بمكانتِهما في معاقرة الخمر - حاشاه - أَذِن لهما في عقد النكاح دون الخلوة، لكنهما خلوا في ساعة سكرٍ، فحملتْ[5]... إلى آخر القصة التافهة.. وأسباب نكبة البرامكة معروفة!

 

5- ومن هذه الأخبار الواهية، ما قيل عن يحيى بن أكثم، قاضي المأمون، وأنه سكر ليلة، فدفن في الريحان حتى أفاق... ويحيى من أهل الحديث، أثنى عليه ابن حنبل، وأخرج له الترمذي، والبخاري في غير الجامع الصحيح[6].

 

6- ومنها ما نُسِب إلى المأمون في سبب إصهاره للحسن بن سهل، وزيره وصهره، وأنه عثر في بعض الليالي ببغداد بزنبيل مدلى من بعض السطوح، فصعد فيه، فوجد امرأة عاقرها الخمر حتى الصباح.. وكانت هي ابنة الحسن بن سهل، فتزوَّجها من أبيها! (والحبكة - كما نرى - تنتمي إلى عالم ألف ليلة وليلة)[7].

 

7- ومن هذه الأخبار الواهية، ما يطعن به الطاعنون في نسب الأدارسة، وتعريضهم بالحمل المخلف عن إدريس، أنه لراشد مولاه.. ونسب إدريس بن إدريس بن عبدالله، شريف عريق في آل الحسن بن علي - رضي الله عنهم - ونحن نؤيد ابن خلدون في صحة هذا النسب[8].

 

8- لكننا لا نؤيده في تطبيقه هذه القواعد على الفاطميين، ودفاعه عن صحة نسبهم في آل البيت[9].. وقد كتبنا رسالة في الرد عليه وعلى غيره في قضية نسب الفاطميين، فهم - في رأينا - أدعياء مارقون! وقد دلَّ سلوكهم - خلال تاريخهم - على ذلك.

 

9- كما أننا لا نؤيده في دفاعه عن المهدي بن تومرت، ووسمه لمن يعيبون عليه عقائده ومسالكه، بأنهم (ضعفة الرأي) من فقهاء المغرب[10]، فنحن مع هؤلاء (الضعفة الرأي)، الذين ينسبون المهدي بن تومرت إلى "الشعوذة والتلبيس"، فيما أتاه من القيام بالتوحيد الحق، والنعي على أهل البغي قبله، وتكذيبهم لجميع مدعياته في ذلك، حتى فيما يزعم الموحِّدون أتباعه من انتسابه إلى أهل البيت[11]، فهذا المهدي المنتسب إلى أهل البيت، كان يميل إلى النزعة البربرية، وقد حاول ترجمة القرآن إلى البربرية، بدل تعريب قومه، ونسب إليه اللجوء إلى حيل تشبه حيل الفاطميين في دعوى العصمة، وعلم الغيب، وغير ذلك.

 

10- ونحن نؤيده فيما أورده عن والد الحجَّاج بن يوسف الثَّقَفِي، من أنه من سادات ثَقِيف، ولم يكن في تحفيظه الناس للقرآن محترفًا حرفة للمعاش، أو منتميًا إلى طبقة دونية[12].

 

11- ومن الأخبار الواهية، ما يتوهَّمه المتصفِّحون للتاريخ عن أحوال القضاة في الأندلس، وما كانوا عليه من الرياسة في الحروب، فيظنون أنهم مثل القضاة لعهدنا، غير واعين لما وقع في القضاء؛ لمخالفة العوائد؛ فالقضاء كان لأهل القوَّة والعصبية، على العكس مما آل إليه منصب القضاء في العصور المتأخرة أيام ابن خلدون، حتى أصبح أهل الحرف سَاعِينَ في نَيْله[13].

 

وعلى هذا، يجب عند دراسة أي دولة معرفةُ العصور، والأنساب، والمقامات، في ضوء الأعراف والتقاليد السائدة في عصرهم وأيامهم، وليس في عصور غيرهم.



[1] د. علي عبدالواحد وافي، عبقريات ابن خلدون، ص 199، وانظر: المقدمة في مواضع مختلفة.

[2] المقدمة، ص 10، طـ 6، 1406هـ، دار القلم.

[3] المقدمة، ص 12.

[4] المقدمة، ص 14.

[5] المقدمة، ص 15، ونحن نخالف محمد عابد الجابري في تحليله لموضوع العباسة أخت الرشيد (العصبية والدولة)، طـ 3، بيروت.

[6] المقدمة، ص 19، 20.

[7] المقدمة، ص 20.

[8] المقدمة، ص 24.

[9] المقدمة، ص 21، وانظر كتابنا: قضية نسب الفاطميين، طـ دار الصحوة، القاهرة.

[10] المقدمة، ص 26.

[11] المقدمة، ص 26.

[12] المقدمة، ص 29، 30.

[13] المقدمة، ص 31.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- صفات المؤرخ
illila hafida - algeria 06-02-2018 09:31 PM

السلام عليكم شكرا على الموضوع الهام جدا إلا أني أردت إضافة بعض الصفات منها الإلمام باللغة الأصلية التي يكتب بها البحث وكذلك اللغات الأجنبية أو واحدة على الأقل لأنها لغة العصر وكذلك لغة قراءة النقوش الصخرية والحجرية وكذلك قراءة الخطوط حتى يتمكن من فك رموزها دون اللجوء لأحد وشكرا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة