• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / تفسير القرآن للناشئين


علامة باركود

مقدمة في كتاب تفسير القرآن للناشئين

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 9/12/2012 ميلادي - 25/1/1434 هجري

الزيارات: 67709

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة في كتاب تفسير القرآن للناشئين

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، نستفتح "تفسير القرآن"، والذي نتوجَّه إلى الناشئين بخاصة، وإلى المسلمين بعامة، ونحن آمِلون في الله تعالى أن يجد فيه كل المسلمين فوائدَ كثيرة لدنياهم وآخرتهم، إنه تفسير تعليمي وتربوي وروحي، وثقافي ولغوي وبياني، يخاطب أكبر قطاع من الناس؛ لاعتماده على التبسيط والإيجاز، واستخلاص المضامين التي تتحدث عنها الآيات، والدروس المستفادة منها، وذلك بعد شرح معاني الكلمات شرحًا محددًا كافيًا.

 

لقد عزَّ علينا أن يكتفي ناشئونا وكثير من المسلمين بتلاوة القرآن في أغلب الأحايين، وحِفظه واستظهاره في قليل من الأحايين، بينما تُحرَم الأغلبية الهائلة من المسلمين من فَهْم القرآن وتدبُّره، ومعرفة ما تَحويه آياته من معانٍ ومضامين رائعة، فضلاً عن التوجهات والإرشادات التربوية الحكيمة، القادرة على توجيه حياة الإنسان توجيهًا ساميًا، وإنقاذه من عوامل التدني والسقوط الأخلاقي، والفكري والمعنوي والمادي، ومن خلال الفقه الصحيح الرشيد بالآيات القرآنية، يتحقَّق قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، ولا يستطيع الاستظهار وحده أن يتحقق هذه الغاية.

 

وتوجد في كل بلدٍ إسلامي عشرات الآلاف من الكتاتيب التي تقوم بتحفيظ القرآن أو إقرائه قراءة صحيحة، لكنَّ هذا الجهد الكبير لم يُثمر الثمرة المرجوة، التي تحقَّقت في صدر الإسلام، وفي عصور الازدهار؛ لأنه لم يُضِف الفَهم والتدبر والتربية والتعليم والتزكية بالقرآن - إلى العملية الاستظهارية أو الإقرائية، فأصبح القرآن مجرد عبادة لفظية، أو مجرد طريق للحصول على البركة، أو لِهِبة ثوابه للموتى، وما لهذا نزَل آخر الكتب السماوية وأصحها، وأعظمها وأفضلها، كلمة الله الغالبة وحجته البالغة، إنه نزل على محمد النبي الأمي - عليه الصلاة والسلام - في شهر رمضان عندما كان يعتكف في غار حراء وهو في الأربعين من عمره؛ ليَصنع به وبآياته المحكمات خيرَ أمة أُخرِجت للناس؛ دينًا وتوحيدًا، وتشريعًا وأخلاقًا، وحضارة إنسانية جديرة بإنسانية الإنسان!!

 

وفي خلال ثلاث وعشرين سنة، كان هذا القرآن ينزل - على فترات - ليعالج شؤون الحياة والعقيدة، والفرد والمجتمع والإنسانية كلها، وقد بلغت آياته 6236 آية، قُسِّمت إلى ثلاثين جزءًا وستين حزبًا، و114 سورة، تبدأ - في ترتيبها الرباني الأخير الذي يواجه البشرية في مستقبلها كله بعد فترة الرسالة - بسورة الفاتحة، وتنتهي بسورة الناس.

 

كان القرآن هو السلاح الذي يجاهد به الرسول - صلى الله عليه وسلم - جحافل الشِّرك، وبالقرآن الذي كان يتلوه - صلى الله عليه وسلم - على المشركين الذين دخلوا الإسلام عندما كانوا يَسمحون لعقولهم وفِطرتهم أن تتعامل مع آياته الكريمة، أما عندما كانوا يواجهونه بالعادات الوثنية المسيطرة، فإنهم كانوا يتمادَون في ضلالهم وكفرهم..

 

إنَّ سماع القرآن - بفطره نقية، واستعداد للانقياد للعقل الموضوعي وللحق المطلق - يُحرك النبض الداخلي في الإنسان نحو الأسمى والأذكى؛ نحو خالق الكون، وسنن الله في الكون، ونحو الأخلاق السامية في الحياة، ونحو الارتفاع عن صراعات الحياة المادية والثقافة، إنه يفتح آفاقًا كونية وإنسانية وربانية رائعة، ويُبدِّل الحياة الاجتماعية والنفسية تبديلاً هائلاً، ويملأ أركان النفس والحياة بالرضا والسعادة والأمل، ويَبعث فيها الرغبة في العلم والعمل والجد، وارتياد الآفاق وتذليل الصعاب، ويضع أمام الإنسان المسلم ملخصًا لكل تجارب الماضي والعِبر المستخلصة منها، كما يضع له تشريعًا للحاضر، وطريقًا للمستقبل الكريم البعيد الممتد إلى أن يرِث الله الأرض ومَن عليها.

 

إن هذا القرآن المُعجز في لُغته وبيانه وتشريعاته وأخلاقياته، ونواحيه التربوية والجمالية والعلمية - بعيد عن أيدي الناشئين وكثير من المسلمين، مع أنهم يتلونه وقد يحفظونه، بل يكسبون الكثير من وراء تلاوته بأصواتهم الجميلة، ونحن نسأل الله أن يكون هذا التفسير الذي نقدِّمه طريقًا من الطرق التي تجعل المسلم يعود إلى القرآن عودة حقيقية، ويتعامل معه كما تعامَل معه السلف الصالح، ويتلقَّاه كأنه أُنزِل عليه، وكأنه المُخاطَب بكل آية فيه، وكأنه المسؤول عن تبليغه وتطبيقه في ذاته وفي أسرته، ومجتمعه وفي الرحاب الإنسانية كلها.

 

إننا نعلم أن الله - عز وجل - جنَّد هذه الأمة - بيد اللطف - للعناية بهذا القرآن، وإنَّ الآلاف من العلماء قد قاموا بكتابة تفاسيرَ للقرآن، بلغ بعضها سبعين مجلدًا، وقد أظهروا فيها ما في القرآن من الخواص الدقيقة والأسرار اللطيفة والإخبار بالغيب، ووقفوا عند كل كلمة من الكلمات، بل وكل حرف من الحروف من شتى الوجوه، لكن ذلك لا يَمنعنا من أن نكون إضافة جديدة لهؤلاء المجاهدين؛ لأننا نؤمن بأن هذا من وسائل حفظ الله تعالى لهذا الكتاب إلى يوم القيامة، وبأن هذا القرآن سيبقى صالحًا لمواجهة كل زمان ومكان، وسيغترف منه كل عصر ما يستطيع الاغتراف، وسيعطي القرآن كل عصر ما يحتاج إليه إذا استطاع بعض أبناء هذا العصر أن يدخلوا إلى عالم القرآن، وأن يعيشوا فيه.

 

وسيُجنِّد الله بيقينٍ في كل عصر جماعةً صالحة، تستطيع أن تصل إلى الفقه السديد بالقرآن، وإلى جعْل القرآن منهجَ حياة، وإلى تقديم القرآن للناس تربية وتزكية، وتعليمًا وتثقيفًا ومنهجًا لشؤون حياتهم المختلفة، وهذا نفسه بعض وسائل حفظ الله للقرآن الكريم..

 

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] صدق الله العظيم

 

المُؤلِّفان

أ. د. عبدالحليم عويس

أ. د. علي عبدالمحسن جبر





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة