• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

التعليم في العصر الأموي

التعليم في العصر الأموي
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 26/11/2017 ميلادي - 7/3/1439 هجري

الزيارات: 58704

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التعليم في العصر الأموي

 

في العصر الأموي وقع التفاعل الحضاري مع أهل الثقافات والعلوم والمراكز العلمية في البلاد المفتوحة، فنتج تأثيرٌ متبادل بين المسلمين، وهؤلاء العلماء أثرى المدارك وأغنى الثقافة، فضلًا عن وجود رغبة عند العرب في استيعاب التراث العلمي العالَمي، مما شكَّل صرحًا مهمًّا للحضارة العربية الإسلامية، وأدَّى إلى بروز الشخصية العربية الإسلامية التي بادَرَتْ إلى تعريب هذه العلوم والانطلاق منها لتأصيل العلوم في ضوء ثوابت المنهجية الإسلامية.

 

وفي هذا العهد الأموي لم تكن العلوم الدينية في حاجةٍ إلى تشجيع الدولة، فالأمة كلُّها كانت تشتغل بعلوم الدين قرآنًا وسُنة، على تفاوت في ذلك بين الأفراد بطبيعة الحال، فالإسلام على امتدادِ العصرين الراشدي والأموي - بل وبعدهما بمستويات مختلفة - كان قضية كل مسلم، وكان يملك على مجموع الناس إلا قليلًا نفوسهم ويؤمنون بأنه شرفهم وعزهم ورسالتهم إلى العالم[1].

 

وكانت المساجد هي المدارس والجامعات في العصر الأموي؛ فالأستاذ يجلس في المسجد، وتلامذته من حوله على شكل دائرة أو حلقة، ويذكر لنا ابن خلكان أن ربيعةَ الرأي كان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، ويأتيه مالك والحسن وأشراف أهل المدينة، ويحدق الناس به، وكانت حلقته وافرة، وكذلك كان مجلس الحسن البصري في مسجد البصرة، وقد يكون في المسجد جملة حلقات تجتمع كل حلقة على شيخ.

 

كما ورد أن عمرو بن عُبيد ونفرًا معه كانوا يجلسون في حلقة الحسن البصري، ثم اعتزلوا حلقة الحسن، وأنشؤوا حلقة خاصَّة بهم، وكذلك كان يفعل جعفر الصادق، الذي كان في المدينة، وكذلك الناس في الأمصار الأخرى كانوا يتَّخِذون المساجد مدارس يتعلمون فيها العلوم المختلفة.

 

وفي العصر الأموي (عصر التابعين وتابعيهم) دخلت بلاد الروم وبلاد فارس وغيرها في الإسلام، وهي أمم لها حضارات، مما أبرز الحاجة إلى تشريع قادرٍ على تكييف الوقائع الجديدة تكييفًا إسلاميًّا قائمًا على الكتاب والسُّنة، فكثر التدوين، ويذكر ابن خلكان - صاحب وفيات الأعيان - أن وهب بن منبه (ت 110هـ)، ألَّف في ترجمة الملوك المتوَّجة من حِمْيَر وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم، ولعله يقصد كتاب التيجان لوهب بن منبه.

 

وابن سعد في الطبقات يذكر أن هشام بن عروة بن الزبير قال: (أحرق أبي يوم الحرَّة كتبَ فقهٍ كانت له، قال: فكان يقول بعد ذلك: لأن تكون عندي أحب إليَّ من أن يكون لي مثل أهلي ومالي)[2].

 

ويقول ابن خلكان أيضًا: إن ابن شهاب الزهري ت 124هـ كان إذا جلَس في بيته وضع كُتُبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يومًا: (والله لهذه الكتب أشدُّ عليَّ مِن ثلاث ضرائر).

 

ومن المعروف أن الأمير الأموي خالد بن يزيد بن معاوية كتب رسائل في الكيمياء وغيرها، وقد أدَّى تطور العلوم وتشعبها واتِّساع دائرتها - خلال العصر الأموي (عصر التابعين وتابعيهم)، ثم العصر العباسي - إلى ظهور تقسيم للعلوم إلى قسمين:

يطلق على أولهما (العلوم النقلية أو الشرعية)، وهي تضم علوم الحديث والتفسير والتشريع واللغة والنحو والأدب وغيرها.

 

ويطلق على ثانيهما (علوم المعاش)، أو (العلوم العقلية)، أو (علوم الأوائل)، وتشمل علوم التاريخ والجغرافيا، والرياضيات، والفَلك والأرصاد، وعلوم الحيوان والنبات، والأرض، والكيمياء، والطب، والصيدلة وغيرها؛ وهي علوم اعتمدت على الرعاية الإسلامية لعلوم (الآفاق) وعلوم الإنسان، لكنها استفادت من التراث الإنساني كله، وأضافت إليه وأبدعت فيه[3].

 

ومع هذا التصنيف الذي يميل إلى تشجيع التخصص في العلوم، تطورت المنهجية العلمية في كل العلوم، ولا سيما في علوم المعاش، فظهرت عالَمية العلم وإنسانيته، كما تجلَّت لدى جابر بن حيان والرازي والجاحظ وغيرهم، وأصبحت الحقيقة الموضوعية هدفًا للباحثين، وهي الحقيقة التي تتجلَّى في القول الشائع (الحق في مقابل الباطل، والعدل مقابل الهوى والتعصب)[4].

 

كما ساد تغليبُ سلطان العقل، والاستهداء بالحوار العقلي والحكمة، وتميز العلم الإسلامي بتحقيق الارتباط بين التنظير والتطبيق؛ أي: ارتباط الفكر النظري بالممارسة العملية، وهو الأمر الذي لم يظهر في كثير من الحضارات.



[1] ما ذكرته عن قيام الأمة بعلوم الدين أردُّ به على أحمد أمين الذي غمز بني أمية، وزعم أنهم اهتموا بالأدب والقصص، وأهملوا تشجيع العلوم الدينية والعقلية، وهو قول لا صحة له؛ فالأمة والدولة كانتا خلف العلوم الدينية وعلمائها، فجر الإسلام: 146.

[2] ابن سعد: الطبقات الكبرى، (5/ 132)، ط بيروت 1957.

[3] عبدالوهاب القرش: العلاقات الحضارية، ص (209 - 211).

[4] المرجع السابق، ص (212).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة