• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الدكتور أنور زناتيد. أنور محمود زناتي شعار موقع الدكتور أنور زناتي
شبكة الألوكة / موقع د. أنور محمود زناتي / التواصل الحضاري / معابر التواصل بين الشعوب


علامة باركود

معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب .. حركة الترجمة

معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب .. حركة الترجمة
د. أنور محمود زناتي


تاريخ الإضافة: 8/10/2012 ميلادي - 22/11/1433 هجري

الزيارات: 29363

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معابر وعوامل التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب
(حركة الترجمة)


سرعان ما توطَّدت الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة فاحتكَّت بالحضارات والثَّقافات الأخرى، وتهيَّأ لها المناخ لحركة علميَّة واسعة بدأت بالاهتِمام بالتَّرجمة، وخلال العصر العباسي[1] The Abbasid Era وعلى مدى قرن كامل حوالي 750-850 تمت ترجمة كتب كثيرة في الرياضيات والفلك والطب والفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية[2]. فكان خلفاء بني العبَّاس يشترطون على أباطرة الروم بيْعَهم المخطوطات اليونانيَّة في مختلف العلوم لترجمتها إلى العربية، حتى إنَّ المنصور كان يدفع ما يساوي وزن المخطوطات ذهبًا، وكان أهم مركز من مراكز حركة الترجمة هذه هو بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون في بغداد، ووقف عليه الأموال للذين يريدون أن ينقطعوا إلى نقل الكتب الفلسفية إلى اللغة العربية. وكان بيت الحكمة يضم إلى جانب المكتبة والأكاديمية، مكتباً للترجمة إلى العربية التي أصبحت لغة البحث بين العلماء والمسلمين والأوروبيين على حد سواء[3].

 

ونشطت حركة التَّأليف العلمي وبرز علماء أجلاء تركوا آثارًا نفيسة في مختلف الفروع العلميَّة، فأصلحوا كثيرًا من الأخطاء العلميَّة لمن سبقهم، وأضافوا الكثير من المعرفة النَّظريَّة والتَّطبيقيَّة، حتَّى بقِيت كتبُهم وعلومهم تدرَّس في الشَّرق والغرب حتَّى أمدٍ قريب[4].

 

وكانت مدينة طُلَيطِلَةُ[5] بعد سقوطها في أيدي المسيحيين سنة 487 هـ المركز الرئيسي لحركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية، وقد أنشأ " ريموند " رئيس أساقفتها مكتبا للترجمة، وكان المستعربون من أهل الأندلس أكبر المساهمين في حركة الترجمة ومن أشهرهم  " دومونيقوس جوند يسا لفى " و " بطرس الفونسى " و "حنا الأشبيلى " وغيرهم وقد ترتب على هذه الحركة وجود ثورة علمية وفكرية هائلة في غرب أوروبا؛ ذلك لأن المعارف الجديدة التي نقلت من العربية إلى اللاتينية أضاعت أمام الأوربيين طريق الحياة، وبددت ضباب الجهالة الذي حجب عنهم رؤية الحضارة وأيقظتهم من سباتهم العميق ونبهتهم من غفلتهم الطويلة فأقبلوا على دراسة الحضارة الإسلامية بشغف بالغ ونهم شديد [6].

 

وفي نهاية القرن الحادي عشر الميلادي بدأت أوروبا في الترجمة من العربية إلى اللاتينية، وتمت في هذه المرحلة ترجمة العديد من الأعمال التي كتبت أصلاً باللغة العربية جنباً إلى جنب مع الترجمات العربية للأعمال اليونانية القديمة. وقد تأسست لهذا الغرض لجنة من المترجمين في مدينة طُلَيطِلَةُ Toledo الإسبانية في عام 1130 م برئاسة كبير الأساقفة ريمون Raymond وكان لهذه اللجنة الفضل في نقل العلم والمعرفة اللذين توصلت إليهما الحضارة الإسلامية إلى الأمم المسيحية في أوروبا.

 

كما تمت ترجمة الكثير من الأعمال سواء من العربية أو اللاتينية أو اليونانية إلى لغات أخرى عديدة من بينها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والعبرية والألمانية. وهكذا تخللت العلوم والثقافة العربيتين أوروبا الغربية عن طريق الترجمة.



[1] امتدت الخلافة العباسية من (132-656 هـ/750-1259 م).

[2] Richard Walzer, Greek into Arabic. Essays on Islamic Philosophy, University    of South Carolina Press, (Columbia 1962).p29.

[3] للمزيد راجع، أحمد عتمان: الإسهام العربي في حوار الحضارات، حوليات الجامعة التونسية، عدد 50، 2006 م، ص 7.

[4] للمزيد راجع، مصطفى العبد الله الكفري: الترجمة أحد أهم أدوات التواصل بين الشعوب، جريدة الاسبوع الادبي العدد 1130 تاريخ 6 / 12 / 2008.

[5] طُلَيطِلَةُ: كانت عاصمة الأندلس قبل دخول طارق،،وهي :مدينة قديمة في أسبانيا تقع في وسط شبه جزيرة أيبريا على مسافة 91 ك جنوبي غربي مدريد. كانت مزدهرة أيام الرومان وتسمى (توليتم ( toletum ثم صارت حاضرة الدولة الْقُوْطِيَّة. فتحها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 92 هـ (713 م) وجعلوها قاعدة الثغر الأدنى للدولة الإسلامية وحينما سقطت دولة الخلافة الأُمَوية وانقسمت الأندلس إلى طوائف كانت طُلَيطِلَةُ مستقلة يحكمها بنو ذي النون سنة 427 هـ (1035م ) وهم من زعماء البربر وسقطت طُلَيطِلَةُ في يد ملك (قَشْتَالَة) (الفونسو السادس) في المحرم سنة 487 هـ 1085 م وينتسب إليها كثير من العلماء منهم عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي ومحمد بن عبدالله بن عيشون الطليطلي وصاعد الأندلسي صاحب كتاب طبقات الأمم ( راجع، ياقوت: معجم البلدان ( 4 / 39 )، أبو بكر الزهري: كتاب الجغرافية، ص 83، ويوسف بني ياسين: بلدان الأندلس، ص 391 ).

[6] للمزيد راجع، جاد أحمد رمضان: أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية.- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،1981، م، ص 233-249.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • التواصل الحضاري
  • الاستشراق
  • خزانة التراث
  • أندلسيات
  • صدام الحضارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة