• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنمد. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم شعار موقع  الدكتور إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم
شبكة الألوكة / موقع د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم / مقالات


علامة باركود

الحكمة من مشروعية ولاية التأديب الخاصة

الحكمة من مشروعية ولاية التأديب الخاصة
د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم


تاريخ الإضافة: 15/7/2012 ميلادي - 25/8/1433 هجري

الزيارات: 15472

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحكمة من مشروعية ولاية التأديب الخاصة


عنيت الشريعة الإسلامية أشد العناية بحماية الأخلاق والآداب العامة، وذلك بغية إيجاد مجتمع صالح، بعيد عن المعاصي، والأخلاق المذمومة، ولأجل ذلك أوجبت التأديب على جميع الأفعال المضادة للأخلاق والآداب العامة، التي قد يكون من شأنها نشر المفاسد والشرور.

 

وفيما يلي سوف أعرض لبعض حِكَم ولاية التأديب الخاصة:

1- إن أول ما تهتم به ولاية التأديب الخاصة ردع المؤدَّب وزجره[1] وإصلاحه وتهذيبه[2] وفق المنهج الصحيح.

 

وقد بيَّن الفقهاء - رحمهم الله - ذلك فقالوا:

إن التأديب شُرعَ للاستصلاح، والتطهير، وهو محتاج إليه لدفع الفساد كالحدود[3]؛ «لأن العقوبات لدرء المفاسد لا للمخالفات، بدليل تأديب الصبيان والبهائم استصلاحاً لها من غير عصيان»[4].

 

2- كما أن ولاية التأديب الخاصة - في حقيقتها - وسيلة لتحقيق أحكام الشرع في المجتمع، إذ هي رقابة مستمرة على رعاية أوامر الشريعة وأغراضها في أحسن وأسلم صورها.

 

كما أن في تشريع هذه الولاية التأديبية مصلحة للمسلمين -مع مصلحة المؤدَّبين أنفسهم- لأن ضرر سوء الأدب يعود على الكافة، إذ لو منعت هذه الولاية لفسدت أحوال المؤدَّبين، ولأصبحوا عالة على المجتمع.

 

فاقتضى المعنى الصحيح اعتبار ولاية التأديب الخاصة والعمل بها لحفظ نفس المؤدَّب وتهذيبه ورعاية أمره.

 

3- إن شرعية ولاية التأديب الخاصة جاء منسجماً مع طبيعة النفس البشرية التي تحتاج إلى الثواب، وترهب من العقاب.

 

فعندما لا يتحقق أدب العبد عن طريق القدوة الحسنة، ولا ينفع فيه التعليم ولا الإرشاد، فلا بد إذاً من ممارسة نوع من العقاب لتأديبه «وأحوال الناس مختلفة فيه، فمنهم من ينـزجر بالصيحة، ومنهم من يحتاج إلى اللطمة وإلى الضرب، ومنهم من يحتاج إلى الحبس»[5].

 

لذا كان من الضروري - لضمان حسن الأدب - الحزم في تأديب الصغار والكبار، والعمل على استخدام العقوبة في بعض الأحيان بضوابطها الشرعية.

 

4- وتبرز حكمة مشروعية ولاية التأديب الخاصة من وجه آخر، وذلك باعتبارها ولاية استكمالية لولايات متقدمة عليها.

 

يوضح ذلك:

أن الأولاد مثلاً حين تنتهي مرحلة حضانتهم ينتقلون إلى مرحلة جديدة، هي مرحلة التأديب، والأمر نفسه يتحقق في (ولاية المعلم) إذ يقوم باستكمال ولاية الوالدين التأديبية. وكذلك الزوج شرعت له ولاية تأديب زوجته لإكمال ما قد يلحق الأنثى من قصور، ويطرأ عليها من حوادث.

 

5- ومن حكم مشروعية ولاية التأديب الخاصة (إقامة العدل بين الناس) إذ أن العدل مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية، جاءت به، وسعت إلى تحقيقه.

 

ومن العدالة أن يؤدب من اعتدى على بعض أفراد المجتمع، أو فرط في حقوقهم الواجب عليه تنفيذها.

 

ولو ترك التأديب في حق هؤلاء لكان المحسن منهم والمسيء سواء، وذلك لا يرتضيه عاقل؛ لأنه يؤدي إلى اختلال القيم، وانتكاس المفاهيم، وضياع الحقوق فاقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى تشريع (الولاية التأديبية) إقامة للعدل بين الناس، وحفاظاً على القيم، وبياناً بأنه لا يستوي في ميزان العدالة من أساء إلى نفسه وإلى أفراد مجتمعه بمن أحسن عملاً[6]، ولذلك قال تعالى:﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾[7]، وقال تعالى:- ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾[8].

 

6- كما أن من حكمة ولاية التأديب الخاصة ما يظهر في صورة البِرِّ بالمؤدِّب بعد كبر سنه أو موته، حيث يقوم المؤَدَّب بالشكر لمن أدَّبه وأسدى إليه معروفاً، وقام على رعايته، وذلك بفعل الخير له، وحسن صحبته، والإحسان إليه لعله يرد له بعض الديَّن، ويقوم ببعض ما أوجبه الله عليه نحوه. وفي هذا ا لمعنى يقول - عليه الصلاة والسلام -:«من لم يشكر الناس، لم يشكر الله»[9].

 


[1] انظر: شرح فتح القدير لابن الهمام (5/345), وتبصرة الحكام لابن فرحون (2/293 بهامش فتح العلي المالك), وفتح الباري لابن حجر (12/186).

[2] انظر: مقاصد الشريعة لمحمد الطاهر بن عاشور ص(105), (تونس: الشركة التونسية للتوزيع, ط3, 1988م).

[3] انظر: تبيين الحقائق (3/171, 207), وحاشية ابن عابدين (3/177).

[4] الذخيرة (12/202), وانظر: حاشية ابن عابدين (3/177).

[5] شرح فتح القدير لابن الهمام (5/345).

[6] انظر: عقوبة الإعدام د/ محمد بن سعد الغامدي ص(37 - 38), (الرياض: مكتبة دار السلام, ط بدون, 1413هـ = 1992م).

[7] الآيتان (35 - 36), من سورة القلم.

[8] الآية (21), من سورة الجاثية.

[9] رواه الإمام أحمد في «مسنده» (2/258), وأبو داود في «سننه» كتاب الأدب. باب في شكر المعروف برقم (4811), والترمذي في «سننه». أبواب البر والصلة. باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك برقم (1955), واللفظ له, وقال الترمذي: حديث حسن صحيح, وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» كتاب البر والصلة. باب شكر المعروف ومكافأة فاعله (8/183), وقال:«رجال أحمد ثقات». ا.هـ , ورمز له السيوطي في «الجامع الصغير مع الشرح» برقم (9028) بالصحة, (بيروت: دار المعرفة, ط بدون).

وصححه أيضاً أحمد شاكر في «تحقيقه للمسند» برقم (7495), والألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» برقم (416), وفي «صحيح سنن أبي داود» برقم (4026), (بيروت: المكتب الإسلامي بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج,/ ط1, 1408هـ = 1988م) و «صحيح سنن الترمذي» برقم (1593), (بيروت: المكتب الإسلامي بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج, ط1, 1408هـ = 1988م).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة