• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

نماذج من سير العلماء والصالحين (7): الإمام النسائي رحمه الله تعالى

نماذج من سير العلماء والصالحين (7):<br />الإمام النسائي رحمه الله تعالى<br />
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 9/2/2022 ميلادي - 7/7/1443 هجري

الزيارات: 17437

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نماذج من سير العلماء والصالحين (7):

الإمام النسائي رحمه الله تعالى

 

الحمد لله، سخر بعض البشر لبعض، وجعل منهم مدارس وعلماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أخرج الله تعالى به الناس من الظلمات إلى النور والضياء، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأتقياء الأوفياء؛ أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

أيها الإخوة، معنا اليوم سيرة عَلَمٍ من أعلام الأمة، بل مدرسة من مدارسها خرَّجت أممًا وأئمة، أمثال: الإمام أبي جعفر الطحاوي العالم المعروف صاحب العقيدة الطحاوية، وأمثال أبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس الإمام النحوي المشهور، والمحدث أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن موسى المأموني، والإمام ابن السني المحدث المعروف، وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى، هو رحمه الله كما قال ابن عساكر رحمه الله: "أحد الأئمة المبرزين، والحفاظ المتقنين، والأعلام المشهورين"[1]، وكما قال الذهبي رحمه الله: "الإمام، الحافظ، الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث... وكان من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف"[2].

 

إنه الإمام أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني، النسائي، ولد بنسا في سنة خمس عشرة ومائتين للهجرة.

 

سيرة هذا الجبل من أعظم السير، فطار ثناء العلماء عليه في الآفاق حتى قال الذهبي رحمه الله: "ولم يكن أحد في رأس الثلاثمائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جارٍ في مضمار البخاري، وأبي زرعة"[3].

 

وقال الدارقطني: "وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال"[4].

 

وقال الحاكم: "كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال"[5].

 

وقال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله: "أبو عبدالرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره"[6].

 

ومن اطلع على سيرته علِم صدق قولهم فيه؛ فقد "طاف البلاد، وسمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة من جماعة يطول ذكرهم"[7].

 

فهو كما قال الذهبي رحمه الله: "طلب العلم في صغره، فارتحل إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومائتين، فأقام عنده ببغلان سنةً، فأكثر عنه... جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن"[8].

 

قال الحافظ ابن كثير: "رحل إلى الآفاق واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق"[9]، وهو من أعلى الأئمة إسنادًا، وجمع بين علم القراءات وعلم الحديث وعلله ورجاله.

 

وعلاوةً على العلم والحفظ، كان من العباد الصالحين، يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويخرج للجهاد، ويخرج للحج، حتى قال محمد بن المظفر الحافظ: "سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر، فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه، والانبساط في المأكل، وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استُشهد بدمشق من جهة الخوارج"[10] [11].

 

قال الدارقطني رحمه الله: "كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث، ولم يحدث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجةً بيني وبين الله تعالى"[12].

 

وكان أثر الطاعة والعبادة يُرى على وجهه؛ قال الذهبي: "وكان نضر الوجه مع كبر السن..."[13].

 

ولا غرابة من علمه وعبادته، فهو تلميذ إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن شاهين، وسوار بن عبدالله العنبري، وعبدالملك بن شعيب بن الليث، وغيرهم.

 

وقد اتهمه ثلة من المؤرخين وتبعهم أناس بشيء من التشيع، ولكن ذلك في الحقيقة لم يثبت؛ قال ابن الأثير: "كان شافعيًّا له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعًا متحريًا"[14]، وقال محمد بن أعين: "قلت لابن المبارك: إن فلانًا يقول: من زعم أن قوله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ﴾ [طه: 14] مخلوق، فهو كافر.

 

فقال ابن المبارك: صدق، قال الإمام النسائي: بهذا أقول"[15].

 

ورُوي أنه سُئل عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ‌"إنما ‌الإسلام ‌كدارٍ ‌لها ‌باب، ‌فباب ‌الإسلام ‌الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الباب، قال: فمن أراد معاوية، فإنما أراد الصحابة"[16].

 

وقد كان حريصًا على توثيق السنة؛ قال الحافظ ابن طاهر: "سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يا بني، إن لأبي عبد الرحمن شرطًا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، قال الذهبي: قلت: صدق فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم"[17].

 

وقد تميز بشجاعة منقطعة النظير، يدل على ذلك قصته في تأليف كتاب "خصائص علي رضي الله عنه"، قال الوزير ابن حنزابة: سمعت محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي، قال: سمعت قومًا ينكرون على أبي عبدالرحمن النسائي كتاب (الخصائص) لعلي رضي الله عنه، وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق، والمنحرف بها عن عليٍّ كثير، فصنفت كتاب (الخصائص) رجوت أن يهديهم الله تعالى، وحكى ابن خلكان في "الوفيات" أنه إنما صنف "الخصائص" في فضل علي وأهل البيت؛ لأنه رأى أهل دمشق حين قدمها في سنة ثنتين وثلاثمائة عندهم نفرة من عليٍّ[18].

وهذا لا يعمله - أيها الإخوة - إلا من كان صادقًا في دعوته وتأليفه، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر؛ إذ دخل بلدة كانت في ذلك الحين بعض الناس فيها يقدحون بعلي رضي الله عنه، فواجههم بقلمه رحمه الله ورضي عنه، وألف هذا الكتاب خصائص علي رضي الله عنه، وهذا - لعمر الله - شجاعة ما بعدها شجاعة، يذهب إلى بلد ويخالفهم قاصدًا إظهار سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة[19].

 

قال الذهبي رحمه الله: "وأما كتاب (خصائص علي) فهو داخل في (سننه الكبير)، وكذلك كتاب (عمل يوم وليلة) وهو مجلد، هو من جملة (السنن الكبير) في بعض النسخ"[20].

 

قال ابن كثير رحمه الله: "وهو ‌صاحب ‌السنن، ‌الإمام ‌في ‌عصره ‌والمقدم ‌على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره"[21]، وأما الكتاب المشهور له، فهو السنن الصغرى المسمى بالمجتبى من السنن، وله أيضًا كتب أخرى رحمه الله.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، الهادي إلى إحسانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى حق التقوى، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

هذه السيرة الحافلة للإمام النسائي رحمه الله التي لم نذكر إلا طرفًا منها، أبى الله تعالى إلا أن يكتب له الشهادة في آخرها، وقد ذكروا أن أهل دمشق لما ظنوا أنه يتنقص من معاوية رضي الله عنه آذوه وضربوه، فما زالوا يدفعونه ويضربونه على جنبيه حتى أخرج من المسجد، ثم حمل إلى الرملة - وقيل إلى مكة - فتوفي بها؛ قال الدارقطني: "خرج حاجًّا فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة فقال: احملوني إلى مكة، فحمل وتوفي بها"[22].

 

وقيل: كان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه، فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عن الخوض في ذلك، فضربوه في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه وهو عليل، فتوفي بمكة مقتولًا شهيدًا.

 

وقيل توفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر، سنة ثلاث وثلاثمائة[23]، ‌ودفن ‌ببيت ‌المقدس[24].

 

رحم الله الإمام أبا عبدالرحمن النسائي وغفر له ولجميع أئمة الإسلام، فهذه السير هي التي تستحق أن تُروى وتُذكر، لا سير التافهين والتافهات والرويبضات، والله المستعان.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



[1] تاريخ دمشق لابن عساكر (71/ 170).

[2] سير أعلام النبلاء (14/ 125).

[3] سير أعلام النبلاء (14/ 133).

[4] سير أعلام النبلاء (14/ 133).

[5] طبقات الحفاظ للسيوطي (ص: 307).

[6] سير أعلام النبلاء (14/ 131).

[7] تاريخ دمشق لابن عساكر (71/ 170).

[8] سير أعلام النبلاء (14/ 127).

[9] البداية والنهاية (14/ 793).

[10] سير أعلام النبلاء (14/ 131).

[11] تاريخ دمشق لابن عساكر (71/ 174).

[12] سير أعلام النبلاء (14/ 131).

[13] سير أعلام النبلاء (14/ 128).

[14] جامع الأصول (1/196).

[15] سير أعلام النبلاء (14/ 127).

[16] تاريخ دمشق لابن عساكر (71/ 175).

[17] سير أعلام النبلاء (14/ 131).

[18] البداية والنهاية (14/ 795).

[19] سير أعلام النبلاء (14/ 129).

[20] سير أعلام النبلاء (14/ 133).

[21] البداية والنهاية (14/ 793).

[22] سير أعلام النبلاء (11/ 82).

[23] سير أعلام النبلاء (14/ 133).

[24] البداية والنهاية (11/ 141).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- خطبة رائعة
عبد الله - السعودية 08-02-2023 07:58 AM

أشكر الخطيب على جهوده

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة