• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / الاستشارات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

التقنيات الحديثة والتحكم في المطر

التقنيات الحديثة والتحكم في المطر
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 27/10/2025 ميلادي - 6/5/1447 هجري

الزيارات: 102

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

♦ الملخص:

سائل يسأل عن إمكانية التحكم في المطر عن طريق التقنيات الحديثة، وهل هذا مما يعارض انفراد الله بتدبير المطر؟

 

♦ التفاصيل:

هل يمكن للإنسان أن يخترع تقنيات ناجحة للتحكم في الطقس مستقبلًا؟ قرأت في مقال على موقعكم: "فدلَّت هذه الآيات وما جاء في معناها على أمور؛ منها:

1- تفرُّد الله بتدبير نزول المطر في وقته، وصفته، ومكانه، وآثاره.


2- تفرد الله تعالى بتصريف السحاب في إنشائه وسيره وأنواعه.


3- نفي قدرة العباد على تصريف السحاب بإنشائه أو تسييره أو تشكيله، أو جعله ممطرًا أو غير ممطر، أو غير ذلك من خصائصه التي قدَّرها الله تعالى.


4- نفي قدرة العباد على تدبير شؤون المطر من جهة مكانه وأنواعه وآثاره.

 

5- أن مكونات القَطْرِ والغيث التي قدرها الله على وفق هذه الأركان الثلاثة (الرياح، والسحاب، والمطر) جارية على وفق ناموس كوني محدَّد، خلقه الله وقدَّره، وجعل له نظامًا دقيقًا، وقد يتوصل العباد إلى معرفة هذا النظام الكوني أو بعض أجزائه، كعلمهم بمواسم الأمطار، واتجاهات الرياح، وأنواع السحاب، وكعلمهم بوقت الكسوف والخسوف، ونحو ذلك، ولكنهم لا يستطيعون أن يبتدئوا هذه الأمور ولا التصرف بها، وإنما هم داخلون معها ضمن أجزاء التقدير الكوني الرباني"، لكن مع تقدم التكنولوجيا، هل يمكن للإنسان أن يأتي يومًا بتقنية دقيقة ناجحة، تختار أماكن نزول المطر؟ وهل يكون ذلك بتدبير الله لنزول المطر، ويكون الإنسان مجرد سبب؟ أم أن المسلم يجب أن ينفي حدوث هذا بشكل كامل؟


الجواب:

فلا شكَّ أن المسلم يؤمن بأن الله هو المدبِّر والمصرِّف للكون، وأن نزول المطر مرتبط بإرادته وحكمته، والآيات القرآنية تؤكد تفرده سبحانه بإنزال المطر وتدبيره، ولكن هذا لا يعني بالضرورة نفي تأثير الأسباب التي جعلها الله في الكون؛ مثل: قوانين الطقس، والتفاعلات الطبيعية؛ فالمطر جزء من نظام كوني محكَم، والإنسان قد يكتشف قوانين هذا النظام، لكنه لا يملك تغييرها جذريًّا من عنده.

 

وفي العصر الحاضر، هناك محاولات للتأثير على الطقس؛ مثل: تقنية استمطار السحب باستخدام مواد كيميائية مثل يوديد الفضة؛ لتحفيز تكاثف بخار الماء ونزول المطر، لكنها ليست تقنية دقيقة بنسبة 100%، ولا تتيح للإنسان اختيار مواقع المطر بإرادته المطلقة، كما أن نجاحها يعتمد على ظروف جوية مناسبة أصلًا، مما يعني أن الإنسان لا يخلق المطر، بل يحاول التأثير على العمليات الطبيعية التي قدَّرها الله.

 

ولنعلم أنه لا يمكن للإنسان أن يستقل تمامًا بالتحكم في الطقس؛ لأن ذلك ينافي ما قرره القرآن من تفرد الله بتدبيره، لكن إن كان المقصود هو تطوير أدوات تساعد في فهم وتحفيز نزول المطر بقدر ما أذِن الله به من قوانين الطبيعة، فهذا يدخل في دائرة الأخذ بالأسباب، وليس ادعاء التحكم المطلق.

 

لأنه مع التقدم العلمي، قد تتحسن تقنيات التأثير على السحب والأمطار، لكن التحكم الدقيق والمطلق بمكان المطر وزمنه وشدته يبقى أمرًا بعيدَ المنال؛ لأن الطقس نظام كونيٌّ دقيق، يتداخل فيه العديد من العوامل التي يصعب السيطرة عليها كلها.

 

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

"ما يسمى بالمطر الصناعي، لم يثبت حسب علمنا أنه على ما يُذكر عنه، بل الأمر مبالغ فيه، وأمره - والحمد لله - لا يشكل؛ وذلك أن الله أطْلَعهم على أن المطر يُحدث بقدرة الله بتفاعل أشياء، فهم يعمِدون إلى عملها، وقد يحدث حصول بعض الأمر، وقد لا يحدث، وإن حدث، فهو في حيزٍ ضيق، وليس كالمطر الذي ينزله الله تعالى من السحاب؛ ولذا نعلم - كما يعلم غيرنا - أن الدول التي تعمد إلى تجربة ما يسمى بـالمطر الصناعي لا تستفيد منه، وإذا لم ينزل الله تعالى عليها المطر من السماء، عاشت في قحط وفقر"؛ [1 /241].

 

إذًا فالمسلم لا ينفي إمكانية أن يتوصل الإنسان إلى وسائل تؤثر في بعض الظواهر الطبيعية ضمن الحدود التي أذِن الله بها، لكنه ينفي أن يكون للإنسان قدرة مطلقة على إنشاء المطر أو تصريفه كيفما شاء؛ لأن ذلك من خصائص تدبير الله للكون، وعليه، فإن تطوير تقنية تساعد في الاستمطار أو الحد من الجفاف قد يكون ممكنًا مستقبلًا، لكن ستظل هذه التقنيات جزءًا من الأسباب التي وضعها الله، وليست خروجًا عن تدبيره.

 

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة