• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / مقالات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

سطور منسية.. من يكتب تاريخ الأسر وكيف يخلد؟ الوثائق العائلية: ذاكرة صامتة تنطق بالحقيقة

سطور منسية.. من يكتب تاريخ الأسر وكيف يخلد؟ الوثائق العائلية: ذاكرة صامتة تنطق بالحقيقة
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 17/9/2025 ميلادي - 25/3/1447 هجري

الزيارات: 266

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سطور منسية.. من يكتب تاريخ الأسر وكيف يُخلَّد؟

الوثائق العائلية: ذاكرة صامتة تنطق بالحقيقة


شدّتني وثيقة عائلية (عدسانية) أطلعني عليها الصديق الباحث عبدالرحمن العليوي جزاه الله خيرا.. تضم مبايعة بين الجد عثمان الصغيّر والد الجد العالم الشيخ فالح رحمهما الله مع عيسى بن غانم بن رشود رحمه الله[1] حول مبايعة في نخل في وسط الثويرات في عقلة من عقل الزلفي تسمى ( الأثلة) في عام 1299هـ..تشرفت بعدها بالجلوس مع ثُلَّة من الباحثين والمهتمين، نتحدث عن صفحات مضيئة من تاريخ الزلفي، فإذا بنا نُجمع على أن في البيوت وثائق مطوية، وأوراقاً متفرقة، ومخطوطات عائلية مبعثرة، هي في حقيقتها كنوز لا تُقدَّر بثمن.

 

كم من شهادة على موقف صادق، أو رسالة تكشف عن بُعد نظر، أو عقدٍ واتفاقية ومخالصة تُضيء جانباً من حياة الآباء والأجداد، لكنها ظلت حبيسة الأدراج والصناديق، يطويها الإهمال كما يطوي الليل أنفاس النهار. وهنا يبرز سؤال كبير: من الذي يكتب التاريخ، وكيف يبقى؟

 

إن التاريخ ليس أرقاماً تحفظ المواليد والوفيات، ولا أحداثاً تُسرد ببرود؛ بل هو روح تنبض في ضمير المجتمع، وصوتُ الأجيال الراحلة وهي تنادي: "لا تتركونا في النسيان".

 

ومن يكتب التاريخ إنما يصوغ مرآة يرى فيها الأبناء صورة ماضيهم، ويشيدون عليها حاضرهم، ويؤسسون بها غدهم.

 

وفي عصرنا الحاضر أثمرت جهود الباحثين في مجال الوثائق العائلية نتائج باهرة، حيث أصبحت الأوراق الخاصة –من عقود وأنساب ورسائل ومخالصات– مصدراً أساسياً لفهم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وضبط الأنساب وصلة الرحم؛ فقد نُشرت بحوث تناولت:

• وثائق عائلات في نجد والزلفي وعلاقاتهم بالكويت، ونظراً لأهمية هذه المناطق ووقوعها على طرق القوافل التجارية، فقد اشتهرت عائلات كثيرة هناك، بتوثيق تعاملاتها، وكانت الوثائق متنوعة تشمل جوانب مهمة، مثل: وثائق المبايعات، والمداينات، ووثائق الوقف التي تحتوي على كافة تفاصيله والناظر عليه، وعلى سبيل المثال لا الحصر فيما يخص الزلفي: كتاب "وثائق من الزلفي" لـ فهد بن عبدالعزيز الكليب.. ط 1441 و مقالات و بحوث أ عبدالعزيز الفرهود في مجلة الفراهيد.وجهود أ عبدالرحمن العليوي في بعض المشجرات العائلية من خلال الوثائق، و بعض الروايات لدى الشيخ حمود الفرهود والشيخ أحمد العلي الفحام وغيرهم كثير حفظهم الله..

 

• وثائق الأسر في الحجاز، التي كشفت عن أنماط التعليم، والعلاقات الاجتماعية، وحركة الحج والعمرة. منها على سبيل المثال لا الحصر: وثائق الإجازات العلمية ( على خلاف في المصطلح العلمي)، والتي اشتهرت عن أسر علمية عريقة كآل فقيه وآل العطاس، وغيرهم، وكذلك أوقاف المكتبات والمدارس، أما الوثائق الاجتماعية فمنها: وثائق عقود النكاح، ووثائق حصر الإرث، وبصفة موقع الحجاز وأهميته للمسلمين، فقد أخذ التوثيق في مسألة الحج والعمرة مأخذاً مهماً، حيث تم توثيق سجلات المطوفين والوكلاء، وعقود إسكان الحجيج، وغير ذلك.

 

• وكذلك مثلاً مخطوطات العوائل في مصر والمغرب، التي أسهمت في دراسة الحياة اليومية والعادات والتقاليد. اشتهر منها: دفاتر التركات، مثل وثائق عائلة البكري وآل الشرايبي وغيرهم، والكناشات (دفاتر اليوميات والحسابات) مثل الكناش الشهير للتاجر المصري حسن الطويل. واشتهر في بلاد المغرب: رسوم العدل، مثل تلك المعروفة عن آل برادة وآل بنجلون، كذلك الحوالات الحبسية أو الوقفيات، مثل وقفيات آل المقري والكتاني، وغيرهم.

 

وهكذا يتبين أن الوثائق العائلية ليست أوراقاً شخصية فحسب، بل هي مصادر علمية تُعين على بناء تاريخ شامل، يكمل ما حفظته كتب المؤرخين، ويمنح الباحثين رؤية أقرب إلى تفاصيل المجتمع وحياته الواقعية.

 

ومن هنا فإن إخراج هذه الوثائق إلى النور لا يُعد خدمة للباحثين فحسب؛ بل هو من تمام البرّ بالآباء والأجداد، إذ نحفظ آثارهم، ونُعرّف بمآثرهم، ونبقي سيرتهم حية في وجدان الأجيال. فإن كان الدعاء يصلهم بعد موتهم، فإن نشر آثارهم العلمية والاجتماعية والاقتصادية صورة أخرى من صور البرّ التي تخلّد ذكرهم وتبقي حياتهم ممتدة.

 

إن حفظ الوثائق العائلية لا يكون بتركها في الأدراج أو الصناديق، عرضة للتلف والرطوبة والضياع، بل بانتشالها من النسيان، وجمعها وتوثيقها وفق منهج علمي رصين:

• تصويرها وحفظ نسخ رقمية منها.

• إيداعها في مراكز بحثية أو مكتبات متخصصة.

• دراستها وتحليلها بمناهج علم التاريخ والوثائق.

• نشر ما يصلح منها ليستفيد منه الباحثون، وتستنير به الأجيال.

 

ولئن كان الشهيد يكتب التاريخ بدمه، والعالم بفكره، والمربي بصبره، فإن الأب والأم كتبا التاريخ بجهدهما وكفاحهما، وتلك الوثائق والآثار هي أثرٌ خالد لعرقهم وصبرهم وجهادهم في ميادين الحياة.

 

إن نشر الوثائق العائلية وحمايتها ليس مجرد عمل فردي، بل هو خدمة للهوية الوطنية، وحماية للذاكرة الجماعية، ووفاء للآباء والأجداد. فهي لا تحفظ الماضي فقط، بل تبني الجسر الذي يعبر عليه الأبناء إلى المستقبل بثقة واعتزاز.

 

فالتاريخ أمانة، وصفحاته الكبرى لا تُكتب إلا حين تتضافر السطور الصغيرة. فلنُخرِج ما بأيدينا من وثائق، ولنحفظ ما في بيوتنا من آثار، ولنحوّل الذاكرة الخاصة إلى ذاكرة عامة تُسهم في بناء وعي المجتمع. فالتاريخ يبقى حين يُكتب بالعدل، ويخلُد حين يُصان بالصدق، أما إذا أُهمل أو زُيّف، ضاع في متاهات النسيان.

 

والله المستعان وعليه التكلان.



[1] من خلال بحث سريع ظهر لي أنّه له أحفاد في الكويت لم أتشرف بالتعرف عليهم إلى الآن..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة