• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

التوحيد: روح العبادة وأساس قبولها (خطبة)

التوحيد: روح العبادة وأساس قبولها (خطبة)
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 27/8/2025 ميلادي - 4/3/1447 هجري

الزيارات: 98

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التوحيد: روح العبادة وأساس قبولها


الحمد لله الذي لا يُدعى سواه، ولا يُرجى إلا هو، أحمَده وأستعينه وأتوكَّل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تنير القلب وتملأ الروح يقينًا وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه؛ أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102].

 

فإن التوحيد هو أعظم ما يُقدِّمه العبد بين يدي دعائه، وأجل ما يرفعه إلى السماء؛ فهو روح العبادة، وأساس القبول، وميزان الإجابة، ومما يدل على عظمه وجليل قدره أنّ التوحيد أصلٌ لقبول الدعاء؛ قال الله تعالى: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [غافر: 14]، وفي الآية تأصيلٌ عظيم، وهو أن الإخلاص لله - وهو لبُّ التوحيد - شرطٌ في الدعاء المقبول، بل جعل الله الاستجابة للدعاء معلقةً بالإخلاص والتجرد من الشرك، فقال: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].

 

ولنتأمل كيف كانت دعوة التوحيد سلاح الأنبياء في الشدة: تأمل كيف دعا يونس عليه السلام ربه في بطن الحوت، فقال: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، فجاءت الإجابة فورًا: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ [الأنبياء: 88].

 

عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعُ بها رجل مسلمٌ في شيء قط، إلا استجاب الله له"[1].

 

ثم لننظر أثر التوحيد في دعاء السلف: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه"[2].

 

قال طاوس رحمه الله: دخل علي بن الحسين رحمه الله تعالى (الحجرة) ذات ليلة، فسمعته يقول في سجوده: عبدك ِبفِنَائِكَ، مسكينك بِفِنَائِكَ، فقيرك بِفِنَائِكَ، سَأَلَكَ بِفِنَائِك، قال طاوس: فحفظتهن، فما دعوت بهنَّ في كربٍ إلا فرِّج عني[3].

 

رأى الفضيل بن عياض رجلًا يشتكي إلى آخر، فقال: يا هذا، أتشتكي من يرحمك إلى من لا يرحمك؟ كما قيل:

وإذا شكوتَ إلى ابنِ آدم إنما
تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يَرحمُ

وشكى إليه رجل مرة حاله فقال له: يا أخي، أمدبرًا غير الله تريد؟[4].

 

وعن الحسن البصري عن أنس أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكنَّى أبا معلق وكان تاجرًا، فعرض له لصٌّ وأراد قتلَه، وأخْذ ما معه من المال، فطلب أبو معلق من اللص أن يذرَه يصلي، فلما كان في آخر سجدة دعا ربَّه، فقال: "يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما تريد، أسألك بعزِّك الذي لا يُرام، وبِمُلكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك - أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني"، فاستجاب الله دعاءَه وصرف عنه اللص[5].

 

ويروى أن سعيدَ بن جبير لما وقف بين يدي الحجاج، وقد أيقن بالموت، قال: "إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شرِيْكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ القِيَامَةِ"، ثم دعا الله سعيدٌ وقال: "اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي"، فقتله الحجاج، وما لبث إلا قليلًا حتى أُصيب بالهذيان، وكان يهذي باسم سعيد حتى هلك[6].

 

قال ابن قيم الجوزية – رحمه الله-: "إذا اجتمع مع الدعاء حضورُ القلب وجمعيتُه بكليَّته على المطلوب، وصادف وقتًا من أوقات الإجابة، وصادف خشوعًا في القلب وانكسارًا بين يدي الرب، وذلًّا له وتضرعًا ورِقةً، وتوسُّل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرد أبدًا"[7].

 

ولنحذر فالشركُ والرياء يَمنعان إجابة الدعاء:

قال الله عز وجل: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشركَ الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء"[8].

 

ولو لم يأتِ من ثمرات التوحيد في الدعاء - وهي كثيرة لا تكاد تُحصى - إلا سرعة الإجابة، وطُمأنينة القلب، والثبات في الشدائد، والنجاة في الدنيا والآخرة، لكان ذلك كافيًا..

 

فاللهم اجعلنا من أهل التوحيد، وارزُقنا صدقَ الدعاء، وسرعة الإجابة، وثبات اليقين، إنك سميع قريب مجيب.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله.


الخطبة الثانية

الحمد لله نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:

عباد الله، أُوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله للأولين والآخرين؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].


فإن التوحيد ليس مجرد عقيدة تُدرَّس، بل هو حياةٌ تُعاش، وقلبٌ لا يلتفت لغير الله، ولسانٌ لا يسأل إلا الله، ويقينٌ لا يُعلَّق برجاءٍ إلا على الله.

 

فمن أراد دعاءً مجابًا، فليبدأ بتوحيدٍ خالص، ومن ابتُلي بكربٍ، فليفرَّ إلى باب السماء بلا وساطة، فإن ربك يسمع السر وأخفى، ويجيب المضطر إذا دعاه.

 

فلا بد من المسلم أن يقوم بالتوحيد كما قام أنبياء الله، ولتَثْبُت الأقدام على بابه، فلا سند أعظم، ولا عزَّ أجل، ولا رجاء أصدق - من الرجاء في الله وحده.

 

ثم الصلاة والسلام على مَن علَّم البشرية دعاء التوحيد، وهدى الخلق إلى خالص العبادة، فقد أمرنا الله بذلك، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلم، وبارِك على عبدك ونبيك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وأصحابه أجمعين، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم اجعلنا لك موحِّدين، ولدعائك خاضعين، وفي رجائك موقِنين، ولا تجعل في قلوبنا لغيرك التفاتًا، ولا في دعائنا لغيرك رجاءً.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأَذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر مَن نصَر دينَك وكتابك وسُنة نبيك.



[1] أخرجه الترمذي (3505)، وأحمد في مسنده (1462).

[2] اقتضاء الصراط المستقيم، ابن تيمية (2 /706)، وكذا ذكره ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين (3 /103).

[3] جامع العلوم والحكم، ابن رجب الحنبلي (308).

[4] ذكره ابن تيمية في "الرد على البكري" (102).

[5] مجابو الدعوة، ابن أبي الدنيا (67).

[6] سير أعلام النبلاء (4 /331).

[7] الجواب الكافي (12).

[8] أخرجه أحمد في مسنده (23630)، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" (951).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة