• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)

أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 15/7/2025 ميلادي - 20/1/1447 هجري

الزيارات: 334

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنين مسجد

(4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها

 

الحمد لله الذي وعد أهل الطاعة بجنّته، ونادى عباده إلى بيوته، فجعل المساجد منارات للنور والهداية، وبيوتًا للطاعة والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].


أيها الإخوة: يتكرر النداء على مسامعنا كل يوم "حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح"، مُشْعِرًا أنَّ صلاة الجماعة فريضة على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذكرٍ قادرٍ، وليست نافلةً ولا يجوز التساهل بها.

 

أيها الأخ المبارك مساجدنا تشتكي رجالًا أضاعوا الصلاة فيها، وأضاعتهم شهوات التفريط وتجاهلوا تشديد النبي صلى الله عليه وسلم هذا التشديد العظيم، إذ قال: وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ» [1].


أتُرى أن النبي صلى الله عليه وسلم يهدّد بالحرق في أمر مستحب فقط؟! لا والله، بل في ترك فريضة لا يتهاون فيها إلا غافل، أو متكاسل، بل جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ، إِلَّا مِنْ عُذْرٍ» [2] أي: أن صلاته في بيته لا تُجزئه ما لم يكن معذورًا بعذر شرعي.

 

وقد صرح الأئمة الكبار بوجوب صلاة الجماعة، كالإمام أحمد، والشافعي، وشيخ الإسلام ابن تيمية[3]، وابن القيم[4]، بل جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه حينما أذن المؤذن، وقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة (رضي الله عنه): «أما هذا، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم»[5].

 

وأما عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) فقال قولًا تقشعر له القلوب: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَى......وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ”[6] كيف لا يحافظ عليها مسلم والله تعالى يقول: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43].

 

اعلم وفقنا الله وإياك أن من ثمرات صلاة الجماعة في حياة المسلم:

رفع الدرجات، وحطّ الخطايا، فكل خطوة إلى المسجد تُكتب بها حسنة، وتُرفع بها درجة، ويُمحى بها ذنب، قال صلى الله عليه وسلم:«" صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ، مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ "[7].


ومن ثمراتها النور يوم القيامة،قال صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرِ المَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ القِيَامَةِ» [8].


وكذلك الاطمئنان والسكون،فإن القلوب لا تطمئن إلا في بيوت الله، وصدق الله تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾[9].

ومن ثمرتها تقوية الروابط الاجتماعية: ففي المسجد يتلاقى المسلمون على المحبة والصفاء والتراحم.

 

اللهم اجعلنا من أهل الصلاة والجماعة، وقلوبنا معلّقة ببيوتك، ولا تجعلنا من الغافلين المتخلفين، إنك أنت الكريم الرحيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله العظيم الجليل، واسع الفضل، عظيم الإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تنير القلب وتشرح الصدر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

يا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال جل في علاه: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [10].


أيها المؤمن، ومع وجوب التأكيد على ارتياد المساجد لأداء الصلاة جماعة فمن أعظم الفوائد أن:

١. صلاة الجماعة تربي النفس على الطاعة والانضباط.

من يحافظ على الجماعة خمس مرات في اليوم، يُربّى على ضبط الوقت، والوفاء بالعهد، والالتزام بالنظام، وهذه من أعظم مقوّمات النجاح في الدين والدنيا.

 

٢. وصلاة الجماعة سبب للنجاة من النفاق.

إن من علامات المنافقين: التثاقل عن الصلاة، وخاصة صلاة الفجر والعشاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا” [11]، وقال عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): " لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق "[12].


فثباتك على الجماعة دليل على صدق إيمانك، ودوام النور في قلبك، واستقامة ظاهرك وباطنك.

 

٣. وصلاة الجماعة ترفع الغفلة عن القلب. فقد قال الله تعالى: ﴿... إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ... ﴾[13]، والمحافظ على صلاة الجماعة معظم لأمر الله يراعي أوقاتها، ويؤدي أركانها، خشية لله عز وجل، وطمعًا في مرضاته، وإذا فاتته لعذر يحزن على فواتها، يقول الإمام ابن القيم (رحمه الله) «ولو أن رجلاً يعاني البيع والشراء تفوته صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة قيمتها سبعة وعشرون ديناراً لأكل يديه ندماً وأسفاً، فكيف وكل ضعف مما تضاعف به ‌صلاة ‌الجماعة خير من ألف وألف ألف وما شاء الله تعالى»[14].


٤. وصلاة الجماعة تحفظ الفرد وتعلّمه:

ففي المسجد يتعلّم الجاهل، ويُذكَّر الغافل، ويُؤدَّب المُسيء، ويتربّى الصغير على أعين الكبار، ويختلط الفقير بالغني، والعالم بالعامي، وهذا من تمام رحمة الله بهذه الأمة.

 

٥. وصلاة الجماعة سبب لتكفير الذنوب:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:“ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط” [15].


فالصلاة الصلاة عباد الله هي عماد الدين، وزاد المتقين، وسكن الخاشعين، تلبية لنداء رب العالمين، جعلني الله وإياكم ممن أقاموا الصلاة على وجهها، وصلَّت عليهم الملائكة، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل.

 

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [16].



[1] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة- باب فضل صلاة الجماعة، وبيان التشديد في التخلف عنها- رقم الحديث (651) - (1 / 451).

[2] أخرجه الإمام ابن ماجه في سننه - كتاب المساجد والجماعات- باب التغليظ في التخلف عن الجماعة– رقم الحديث (793) - (1 / 260)، صححه الإمام الألباني والحاكم ووافقه الذهبي وقال الحاكم: (المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب الطهارة - رقم الحديث (893) (1 / 372): هو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)

[3] مجموع الفتاوى (23 / 241):

[4] الإمام ابن القيم جمع هذه الأقوال في كتابه «الصلاة لابن القيم» (ص98: 100)

[5] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه- كتاب المساجد ومواضع الصلاة- باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن- رقم الحديث (655) -(1 / 453).

[6] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب صلاة الجماعة من سنن الهدى - رقم الحديث (654) (1 / 453).

[7] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأذان - باب فضل صلاة الجماعة- رقم الحديث (647) -(1 / 131).

[8] أخرجه الإمام الترمذي في سننه - أبواب الصلاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة - رقم الحديث (223) - (1 / 435)، وقال الترمذي هذا حديث غريب، وصححه الألباني.

[9] [سورة الرعد: آية: 28]

[10] [سورة النساء: 131].

[11] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة- باب فضل صلاة الجماعة، وبيان التشديد في التخلف عنها- رقم الحديث (651) -(1 / 451).

[12] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب صلاة الجماعة من سنن الهدى- رقم الحديث (654)- (1 / 453).

[13] [سورة العنكبوت: آية: 45]

[14] «الوابل الصيب» (ص10).

[15] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الطهارة - باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره صحيح مسلم - رقم الحديث (251) - (1 / 219).

[16] [سورة الأحزاب: آية: 56]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة